TOP

جريدة المدى > منوعات وأخيرة > حدث في مثل هذا اليوم

حدث في مثل هذا اليوم

نشر في: 8 أكتوبر, 2012: 04:41 م

رحيل نزيهة الدليمي

 إذا ذكرت الحركة النسوية في العراق وتاريخها اللامع وكفاح رائدات النهضة النسوية، ذكر اسم الدكتورة نزيهة الدليمي، أحد الأسماء الكبيرة في النشاط النسوي العراقي، وأول سيدة تتسنم منصب الوزارة في تاريخ العراق الحديث ، ومن المؤسف أن يكون رحيلها في مثل هذا اليوم من عام 2007.
ولدت نزيهة  جودت الدليمي في محلة الباب المعظم ببغداد سنة 1923، في عائلة من الطبقة الوسطى . وأكملت دراستها الابتدائية والمتوسطة والتحقت بمدرسة تطبيقات دار المعلمات ثم في الثانوية المركزية وفي السنة 1941-1942 دخلت  الكلية الطبية العراقية وتخرجت فيها  سنة 1947، طبيبة عملت في المستشفيات العراقية من بغداد حتى السليمانية وكانت لها عيادة خاصة في محلة الشواكة ببغداد. كما عملت لفترة مع منظمة الصحة العالمية.
    انتمت إلى الحزب الشيوعي العراقي سنة 1948، وعملت في خدمة أهدافه  واشتركت في وثبة كانون الثاني 1948، لكنها سرعان ما تركت الحزب. وقد تولد لديها حس وطني تقدمي  منذ أن كانت طالبة في  الكلية الطبية حتى أنها شاركت سنة 1945 في اجتماع لجمعية نسائية عرفت في حينه باسم "الجمعية النسوية لمكافحة الفاشية والنازية". وفي هذا الاجتماع تقرر ان يكون نشاط هذه الجمعية باسم "رابطة النساء العراقيات" وفي سنة 1952 أصبح اسمها "رابطة المرأة العراقية". ويقال أن عدد أعضاء هذه الرابطة في الخمسينات من القرن الماضي تجاوز الـ40 ألف من النساء العراقيات.  وقد تولت الدكتورة نزيهة الدليمي رئاستها وكان لهذه الرابطة علاقات مع التنظيمات النسائية في العالم حتى أنها شاركت في مؤتمر النساء العالمي في كوبنهاكن سنة 1953، وكانت عضوا في الاتحاد النسائي العالمي الديمقراطي ، وفي منظمة أنصار السلام العراقية 1954، وفي مجلس السلم العالمي .
في سنة 1959 اختارها الزعيم الركن عبد الكريم قاسم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة العراقية وزيرة للبلديات وبهذا فهي أول وزيرة ليس في تاريخ العراق بل في الوطن العربي كله. ولم يكن اختيارها حزبيا بل لكفاءتها العلمية والمهنية والإدارية ولدورها في خدمة المرأة. وكان لها دورها في الدفع بتشريع قانون الأحوال الشخصية لسنة (1959)، الذي ضمن حقوق المرأة العراقية وكان قانونا متقدما في حينه ولا يزال حتى أن بعض الباحثين يؤكدون أن ذلك القانون يعد من أرقى  قوانين الأحوال الشخصية في الشرق الأوسط وأكثرها تقدمية.
عرفت الدكتورة نزيهة الدليمي بحبها للفقراء ورعايتها  للمرضى ولذوي الاحتياجات الخاصة.. كما تبنت قضايا المرأة العراقية وعملت في خدمتها ..  وقد وجد أبناء جنسها منها كل محبة وتقدير واحترام  .. وعدت شخصية وطنية عراقية مرموقة تحظى باحترام كل القوى السياسية العراقية لما قدمته للعراق من خدمات. لكن المتغيرات السياسية التي شهدها العراق وما نجم عنها من صراعات اضطرت الدكتورة الدليمي إلى مغادرة العراق في مطلع السبعينات من القرن الماضي إلى ألمانيا وعاشت في  مدينة بوتسدام قرب العاصمة برلين، وكان لها نشاطها الملحوظ في الدفاع عن قضايا شعبها هناك وخاصة في الندوات والتجمعات والمؤتمرات وكان آخر نشاط عام لها هو حضورها الندوة التي عقدت في مدينة كولون الألمانية حول المرأة العراقية سنة 1999.  
أصيبت بمرض عضال وكان أن توفيت عن عمر يناهز الـ84 في التاسع من تشرين الأول سنة 2007، وقد نقل جثمانها إلى بغداد ودفنت في مقبرة الشيخ معروف الكرخي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مجلة (هوية).. ملف خاص عن الشاعر خالد الأمين

الإفراط في استخدام الهاتف قد يصيب الاطفال بالهوس

اقــــرأ: برعوشا – بيروسس

في بطولة شارك فيها أكثر من 60 متنافساً.. شطرنج الناصرية الأفضل

اقــــرأ: عصا هارون

مقالات ذات صلة

رغم التحديات وقلة الدعم.. مسرح واسط يتعافى والقادم مسرح المرأة

رغم التحديات وقلة الدعم.. مسرح واسط يتعافى والقادم مسرح المرأة

 واسط / جبار بچاي أكد متخصصون بالشأن المسرحي في محافظة واسط أن المسرح في المحافظة بدأ يتعافى وينهض لبلوغ مرحلة ازدهاره في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي يدعم هذا التعافي جمهور تواق لفن المسرح...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram