هل يتغلّب الحزبي في شخص حيدر العبادي على رجل الدولة؟ أسارع إلى القول إنّ السؤال يطرح هذه الأيام باستمرار من قبل من يرى أنّ العبادي استطاع في فترة قصيرة أن يعيد ترميم بعض ما"خرّبه"زملاء له في حزب الدعوة، ويتمنّى الكثيرون أن لايعيش العبادي في جلباب حزبه، مع الاعتذار لذكرى الراحل نور الشريف ومسلسله الشهير"لن أعيش في جلباب أبي"، سيقول البعض الآخر وما الغريب في الامر؟ أليس معظم رؤساء الدول الأوروبية ينتمون الى أحزاب وينفذون سياسة أحزابهم؟ قد يكون الامر صحيحاً لو أنّ هذه الاحزاب الاوروبية تتعامل مع الدولة بمنطق المقاولات.
قبل أكثر من عام عاشت بريطانيا أزمة سياسية بسبب استفتاء الخروج من الاتحاد الاوروبي، وبدلاً من اتهام الشعب بأنه المتسبب بهذه الازمة، تحملت رئيس الوزراء آنذاك دافيد كاميرون المسؤولية كاملة حيث قدّم استقالته من الحكومة والحزب. وقرِّر التخلي عن مقعده في مجلس العموم،لأن تواجده يمكن أن يتسبّب في ارتباك تيريزا ماي خليفته في المنصب.
ماذا فعلنا نحن في زمن الأزمات؟ نحن نقتقر إلى رؤية سياسية تبني جسورها إلى المستقبل، لا تعود بنا إلى عصر الاستعراضات الخطابية التي يدّعي أصحابها أنْ"ليس في الإمكان أحسن مما كان"، فيما الفساد ينخر جسد مؤسسات الدولة! هل تصدقون أن اللجنة التي شكلت لمراجعة ملفات الفساد في العراق وجدت أنّ هناك 60 ألف مشروع وهمي تمت لفلفة أموالها من قبل رجال الاحزاب.
نشرت الاحزاب الدينية بين الناس جوّاً خلاصته، أنّ هذه الاحزاب تسعى للخير وليس للسلطة. وبسبب ذلك توقع كثيرون أنّ وصول هذه الاحزاب إلى كرسي المسؤولية سيحمل الرفاهية والمودة بين الناس، لكننا شاهدنا كيف أنّ قادة هذه الاحزاب ائتمنوا مقرّبيهم وأحبابهم على مقدّرات البلاد.
عندما يصبح الحزبي رجل سلطة عليه أن يدرك أنه أصبح لكلّ الناس وليس لأعضاء حزبه فقط.عليه أن ينسى وهو يجلس على كرسي المسؤولية كلّ تعاليم الحزب وطقوسه. لم يعد يمثّل حزباً بل هو ممثل لدولة نفوسها ثلاثين مليون مواطن، وليس من أولوياته التفكير بإنجازات الحزب، وإنما بمستقبل البلاد.. هذا ما يتمناه المواطن العراقي من حيدر العبادي في مرحلة ما بعد الحرب على داعش.
رسالة إلى "الحزبي" حيدر العبادي
[post-views]
نشر في: 20 نوفمبر, 2017: 05:05 م
يحدث الآن
معرض العراق الدولي للكتاب: بوابة نحو التميز الثقافي والتضامن الإنساني
النفط يتصدر المشهد وتبدلات مفاجئة في ترتيب دوري نجوم العراق بعد الجولة الثامنة
العراق يُطلق منصة لتنظيم العمالة الأجنبية وتعزيز الرقابة الإلكترونية
العراق تحت قبضة الكتلة الباردة: أجواء جافة حتى الاثنين المقبل
ضبط طن مخدرات في الرصافة خلال 10 أشهر
الأكثر قراءة
الرأي
الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!
رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...