اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > فضيحة مجلس وزراء الصومال!

فضيحة مجلس وزراء الصومال!

نشر في: 17 يناير, 2018: 05:55 م

الوثيقة الصادرة عن الأمانة العامة لمجلس الوزراء وممهورة بتوقيع السيد مهدي محسن العلاق الأمين العام لمجلس الوزراء، يمكن اعتبارها فضيحة من الوزن الثقيل في السذاجة الإدارية التي نعاني منها منذ سنوات طويلة.

بدا الكتاب المعنون إلى مؤسسات الدولة كافة وكأنه يتعمّد اقتراف أكبر قدر ممكن من الإساءة الى المواطن العراقي، وإطلاق الكثير من الاسئلة، إذ كيف استطاع مهدي العلاق أن يصدر إعماماً للعراقيين يحذّرهم فيه من عدم تسلّم بطاقة الناخب، والأغرب أنّ مجلس الوزراء الذي يعمل فيه مهدي العلاق موظفاً مرموقاً أنكر معرفته بالأمر وأصدر بياناً يخبرنا فيه أنّ رئيس الوزراء مثلنا صدمه الكتاب الصادر عن الأمانة العامة لرئاسة الوزراء، وأنه طالب بإجراء تحقيق فوري بملابسات هكذا كتاب صدر عن الأمانة العامة لمجلس وزراء الصومال!

من باب إهدار الوقت في ما لا ينفع، أن ينشغل أحدٌ بتحليل ردّ رئيس الوزراء واستغرابه، أو الردّ على ما اشتمل عليه كتاب مهدي العلاق من إهانة لملايين العراقيين، هنا يجب التوقّف عند الطريقة التي صدر بها الكتاب، وطرح سؤال بسيط: هل تعمّد مكتب رئيس الوزراء ومعه الأمانة العامة أن يظهرا على هذه الصورة المثيرة للشفقة، حدّ الفضيحة، لصرف الأنظار عمّا حصل من تحالفات عابرة للوطن؟

قبل الإجابة، يصحّ أن نضع سؤالاً آخر، بعد فضيحة كتاب أمانة رئاسة الوزراء هو : إذا كان مكتب رئيس الوزراء قد تقمّص دور الذي لايعلم بالفضيحة ، وادّعى أنه لا يُجبر أحداً على الانتخابات ولا يرضى بتهديد مواطن ، فلماذا لم يستغلّ الفرصة، ويطبّق القانون بحقّ موظف كبير استغل منصبه ليرفع العصا بوجه الملاين مهدّداً بقطع أرزاقهم؟!

والسؤال الأهم مَن هو المسؤول عن الحال التي وصلنا إليها؟ إذا أردتَ جواباً مختصراً ومقتضباً، فإنّ العراقيبن أنفسهم يعيشون في سباتهم، واستقالتهم من أدوارهم ومن مستقبلهم. والبعض منهم عيّنوا أنفسهم مدافعين عن الساسة الطائفيين، بل إنّ البعض لا مهمة له سوى إشاعة عبارة "هذا من جماعتنا"، لأنّ ساستنا يرون أن الحلّ لأزمات العراق هو في تحويل الشعب إلى قبائل وطوائف، مطلوب من الكل أن يبحث عن "جماعته".

كتاب العلاق جدير بالدرس، لا بالقراءة فقط. إنه صورة لما هو عليه الحال في العراق الآن. إنه يشبه حكاية الإصلاح التي خُدعنا بها السنوات الماضية.

كنتُ أبحثُ عن موضوع لزاويتي، ونويت أن أكتب مقالاً عن عودة الوعي عند توفيق الحكيم، ولكنني خفتُ أن يسخر منّي القرّاء فيرمون الصحيفة جانباً، فأنقذني مهدي العلّاق، وواجب الامتنان يلزمني تقديم الشكر له.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram