TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: "إكسكلوزن" العلّاق

العمود الثامن: "إكسكلوزن" العلّاق

نشر في: 27 فبراير, 2018: 08:23 م

لم أفهم سرّ العلاقة السحريّة التي تربط النائب علي العلّاق بمكتب رئيس الوزراء. كنتُ أظنّ أنها نتاج صداقة قديمة مع الجعفري والمالكي ومن بعدهم العبادي، إضافة إلى انتمائهم لحزب واحد، فنحن نراه في الحكومات الثلاث مدافعاً شرساً عن رئيس الوزراء، ما إن يخرج على إحدى الفضائيات حتى يبدأ " وصلة " الدفاع هذه. قبل أيام وأنا أشاهد النائب العلّاق كعادتي في متابعة نجوم السياسة، وجدتُ الرجل يخرج عن المألوف ويبدأ في كشف سرّ طريفاً، حيث أخبرنا أنّ الحديث عن القوائم العابرة للطوائف مجرّد خدعة، لأنّ السيد العبادي وقّع على تعهّد خطّي سيتمّ بمقتضاه تشكيل تحالف بعد الانتخابات مع ائتلاف دولة القانون لضمان أغلبيّة سياسيّة تتيح لحزب الدعوة الاستمرار في منصب رئاسة الوزراء. وعندما يسأله مقدّم البرنامج هل هذا سرّ يذاع للمرة الأولى، يقول له وهو مبتسم، نعم هذا " إكسكلوزن " وهو يقصد العبارة الإنكليزية " Exclusive" التي تعني أنّ هذا الخبر حصريّ.
وبعيداً عن " اكسكلوزن" العلاق، اكتشفت أنني لست وحدي من وقع في " جبّ " الخديعة " وأنّ العراقيين جميعاً " سيشربون المقلب " على حدّ تعبير إخوتنا المصريين، فالسيد العبادي رغم الـ "إكسكلوزن" الذي كشفه العلّاق، لايزال مواظباً على تناول حبوب الحرب على الفساد ثلاث مرّات في اليوم بعد الأكل بمنتهى الدقّة، وأنّه مشكوراً يذكّرنا في الأُسبوع، سبع مرات بأنه سيشكل كتلة عابرة للمحاصصة، وفي كلّ مناسبة يطلّ علينا يقول: لامكان للفاسدين في مؤسسات الدولة.
عند سماعي لأول خطاب للعبادي عن الإصلاح، كنتُ أول المرحّبين بهذه الخطوات " الجبّارة " وقلتُ لنحاول أن نتفهّم وجهة نظره " الإصلاحيّة، وبعدها نرى، وكان العبادي عند وعده، فإذا نحن كلّ يوم أمام فضيحة من العيار الثقيل، كان آخرها التقرير الذي بثته إحدى الفضائيات وبالوثائق عن ضياع 100 مليار دينار من أموال وزارة الصحة في جيوب الفاسدين، وأنّ معظم عقود وزارة الصحة التي تتولى إدارتها وزيرة " مؤمنة " تنتمي إلى حزب الدعوة، تذهب إلى أشخاص على علاقة بالمسؤولين داخل الوزارة.. والفضيحة الأكبر التي يكشفها التقرير هي أن وجود أدوية منتهية الصلاحية في مستشفيات الوزارة.
لا يحتاج العراقيون إلى مزيد من الإصلاح، ربما يحتاجون إلى طرح سؤال عادي جداً، هو من يحاسب المسؤول إذا استشرى فساده.. لاتقولوا لي إن زعيمة إرادة بالمرصاد للمفسدين.. فلكم في استجواب عديلة حمود قبل عام أسوة حسنة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram