اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > تلويحة المدى: المنسيّ والمجهول والمُهمَّش في التشكيل العربيّ الحديث: مصر

تلويحة المدى: المنسيّ والمجهول والمُهمَّش في التشكيل العربيّ الحديث: مصر

نشر في: 23 إبريل, 2018: 06:35 م

 شاكر لعيبي

صدر "دليل مصر لعامي 1889-1890" عام 1889. وهو مرجع جديد يُضاف للمراجع التي تؤرخ عرضاً للمنسيّ والمجهول والمهمّش في تاريخ الحركة التشكيلية والفوتوغرافية. مرجع لم يُستخدم إلا نادراً أو لم يُستخدم قط.
أولى إشاراته تذهب في الصفحة 196 تحت عنوان (أشهر مصوّري اليد) ويقصد الرسّامين، وليس الفوتوغرافيين، ويذكر أسماءهم وعناوين محالّهم القائمة يومذاك في القاهرة: فورتشيللا – بباب الهوا، يوسف العكم – بكلوت بك، سكولياينو – بشارع كامل، مانتشيني- [بلا ذكر لعنوان]. انتهى.
نعرف فورتشيللا، وهو في الغالب واحد من إيطاليّين اثنين، نيقولا فورتشيللا Nicola Forcella، أو شقيقه باولو فورتشيللا. وُلد الأشهر – ولعله الأهمّ- نيقولا قبل عام 1868 في كاستلينيته وتوفي بتاريخ مجهول، رسّام استشراقيّ حاز على شهرته بوصفه أفضل رسام استشراقي في مصر خلال القرن التاسع عشر. كان يُدَرِّس في المدرسة الخديوية [التطبيقية] وحصل على وسام المجيدية منها l'Ordre impérial du Medjidié . كان يُطلق عليها أولا المدرسة التجهيزية ثم الخديوية، وقد تأسستْ عام 1836 في عهد محمد علي باشا.
أما باولو (1868؟-...؟) فقد درس الرسم في أكاديمية نابولي ورافق أخاه إلى مصر. درس البيانو، حيث عُرف في أوساط القاهرة بصفته عازف بيانو وكذلك رسّام كاريكاتور مجتهد، ومن رسّامي الوجوه والحياة الاجتماعية. فلأيّ منهما يا تُري يشير دليل مصر؟ أم أنه يشير لمحلّ تابع للأخوين كليهما؟
أما مانتشيني الذي لم يُذكر له عنوان في الدليل فهو الرسّام الاستشراقي الإيطالي كارلو مانشيني ( Carlo Mancini 1829- 1910) الذي لا نعرف أنه أقام طويلاً في مصر، مما قد يبرّر غياب عنوان له في القاهرة، ولعل لوحاته كانت تُباع في أماكن متفرقة نظراً لشهرته يومذاك. أو لعل محله كان في شارع كلوت بك أيضاً نظراً لطبيعة ترتيب الأسماء في الدليل.
فمن هو سكولياينو يا ترى؟ لم يُفلح بحثنا عن اسم بهذه الصيغة. ثمة اسم سكونياميليو، وهو الرسام هانيبعل سكونياميليو Annibale Scognamiglio المعروف خاصة في الإسكندرية خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وقد أقام في مصر لخمسة أعوام. وأحسب، ببعض التردّد، أن اللفظ المحليّ قد حوّل (سكونياميليو) إلى (سكولياينو).
من بين الرسّامين يظهر اسم رسّام مصريّ مجهول تماماً (بالنسبة لي في الأقل) هو يوسف العكم. واسمه يوضع بين أهمّ الرسامين المستشرقين في مصر يومذاك، عام 1890، فمن هو يا ترى يوسف العكم؟ وهل ارتكب الدليل خطأ إملائيا في كتابة الاسم؟ أم أنه اسم أوربيّ عُرّب اسمه؟ لا توجد لدينا المعطيات، داعين الأصدقاء للبحث معنا عن هذا الرسّام المبكر الذي افتتح له محلاً في (كلوت بك) الذي كان مطلع القرن العشرين معروفاً باحتضانه لدور البغاء.
الإشارات الأخرى في الصفحتين 197 - 198 تحت عنوان (أشهر المصوّرين بالفوتوغرافية) تعني الفوتوغرافيين، وتُذكر أسماؤهم وعناوين محالهم القائمة يومذاك في القاهرة:
أما صباح فهو باسكال صباح، الشهير، وفي الدليل إعلان طويل عنه. نتوقف عند فراري ومحله بالموسكي. وهذا محير بعض الشيء إذ أن عائلة فيراري هي عائلة إيطالية من فريولي استقر بعضها في فرنسا للعمل منذ وقت بعيد. وليس من المستبعد أن بعضها استقر في مصر وافتتح محلاً للتصوير الفوتوغرافيّ. لكن أليس المقصود الهنغاري أرتور فون فيراريرس Arthur von Ferraris، الرسّام الاستشراقي المعروف (1856-1936)؟ الذي رسم الوفير من الأعمال للقاهرة. فكيف إذن وَضَعَه الدليل تحت أسماء الفوتوغرافيين ونسي الـ (s) في اسمه فأسماه فيراري؟ كلا الاحتمالين ممكنان.
يرد اسم جلبير، وهو شخص موجود دون أن نعرف عنه الكثير. ثمة صورة فوتوغرافية لجندي مجهول ملتقطة غالباً في القاهرة عام 1882 تقريباً، يحمل ميدالية مصر الخديوية. وعلى ظهر الصورة بطاقة زيارة باسم مُصوّرنا: أ. جلبير، المُصوّر، القاهرة. من سنة 1882 تقريباً: A. Gilbert - Photographer Cairo, Egypt c. 1882.
أما ديزيريه بالعباسية، فهو المصوّر الفرنسي المعروف إرميه ديزيريه Ermé Désiré، يقال في المراجع الفرنسية بأنه كان نشطاً بين 1860 - 1870 لكن الدليل يقول خلاف ذلك. تقول المراجع الفرنسية إنه كان يقيم بالموسكي نحو عام 1864 وأنه صَوّر شوارع الاسكندرية والقاهرة وإن الاستوديو الخاص به في مصر سُمي بـ (الفوتوغرافيا الباريسية).... الخ.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

المتفرجون أعلاه

جينز وقبعة وخطاب تحريضي

تأميم ساحة التحرير

زوجة أحمد القبانجي

الخارج ضد "اصلاحات دارون"

العمودالثامن: جمهورية بالاسم فقط

 علي حسين ماذا سيقول نوابنا وذكرى قيام الجمهورية العراقية ستصادف بعد أيام؟.. هل سيقولون للناس إننا بصدد مغادرة عصر الجمهوريات وإقامة الكانتونات الطائفية؟ ، بالتأكيد سيخرج خطباء السياسة ليقولوا للناس إنهم متأثرون لما...
علي حسين

قناديل: لعبةُ ميكانو أم توصيف قومي؟

 لطفية الدليمي أحياناً كثيرة يفكّرُ المرء في مغادرة عوالم التواصل الاجتماعي، أو في الاقل تحجيم زيارته لها وجعلها تقتصر على أيام معدودات في الشهر؛ لكنّ إغراءً بوجود منشورات ثرية يدفعه لتأجيل مغادرته. لديّ...
لطفية الدليمي

قناطر: بين خطابين قاتلين

طالب عبد العزيز سيكون العربُ متقدمين على كثير من شعوب الأرض بمعرفتهم، وإحاطتهم بما هم عليه، وما سيكونوا فيه في خطبة حكيمهم وخطيبهم الأكبر قس بن ساعدة الإيادي(حوالي 600 ميلادية، 23 سنة قبل الهجرة)...
طالب عبد العزيز

كيف يمكن انقاذ العراق من أزمته البيئية-المناخية الخانقة؟

خالد سليمان نحن لا زلنا في بداية فصل الصيف، انما "قهر الشمس الهابط"* يجبر السكان في الكثير من البلدان العربية، العراق ودول الخليج تحديداً، على البقاء بين جدران بيوتهم طوال النهار. في مدن مثل...
خالد سليمان
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram