علي حسين
سأظلّ أكرّر القول ، اليوم وغداً وبعد غد، بأنّ دور النخب الثقافية والاجتماعية ،هو في إصرارها على فضح كلّ مَن تسبّب في تحويل العراق البلاد إلى " خربة " كبيرة وأيضا سأظلّ أكرّر في هذه الزاوية الحديث عن مثقفين بحجم سارتر وأندريه مالرو ، وزعماء من عيّنة مانديلا وديغول والسنغافوري لي كوان ، ربما سيقول البعض ما الذي يمكن لكاتب ، مثل جنابي، أن يضيف وسط هذه الفوضى التي لايريد لها البعض أن تنتهي .
منذ أيام ونحن نعيش مع كتابات أبطالها يصرّون على أنّ موفق الربيعي أنقذ العراق من الضياع ، وأنّ حذاء حنان الفتلاوي أعاد للعملية الديمقراطية توازنها ، فهذة أستاذة جامعية تبكي على الظلم الذي تعرّض له موفق الربيعي ، ومحامية تدّعي النشاط المدني ، تستنزل اللعنات على الشعب الجاحد الذي ينكر أفضال حنان الفتلاوي عليه ، وطبيب يدعو الله أن ينتقم من الذين يناصبون حميد الهايس العداء ، ولا يجد آخرون غضاضة في تسلق أشجار الانتهازية ، لقطف بعض ثمار التملق ، ، بالمنطق نفسه الذي أوصلنا إلى الانصات الى خبر مدفوع الثمن يقول فيه جمال الكربولي إنّ "أوضاع 14 عشر عاماً التي مرت على العراق لا بد أن تنتهي " ، وكنا ياسيدي نتمنى أن تُنهي لنا حكاية أموال الهلال الأحمر التي اختفت ، وعقود وزارة الصناعة التي تحولت من الأخ الكربولي وزير الصناعة الى الأخ الكربولي التاجر .
الهتاف "بقندرة" حنان الفتلاوي عقيدة تريد بعض " الجحوش " الفيسبوكية تثبيتها في أذهان الناس، في الوقت الذي وقفت فيه هذه " الجحوش " صامتة أمام الخراب والنهب الذي مارسته جميع الكتل السياسية .
تمنّى أفلاطون على مواطنيه ألّا يتخلوا أبداً عن منطق العقل ، لكنه ما لبث أن أقرّ أنهم يخضعون لعواطفهم تحركم يميناً ويساراً ، مرة هتاف لأحزاب دينية ، ومرة بالآمال المدنية ، البعض سيقول حتماً يارجل ما علاقة أفلاطون بما يجري في بلاد النهرين ، فنحن مَن علّمنا أنّ بناء الدول لايحتاج الى مثابرة وكفاءة وأمانة وإحساس وطني . فقط جمل من عيّنة " معجون المحبّة " تجعل منك رئيساً للوزراء .
المشكلة ليست حنان الفتلاوي أو موفق الربيعي أو جمال الكربولي مهما كانوا مضرّين وساذجين ، المشكلة في جحوش الفيسبوك ممّن تنقصهم قيمة احترام النفس .