TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: عاصفة العلمانية!

العمود الثامن: عاصفة العلمانية!

نشر في: 1 مايو, 2018: 08:48 م

 علي حسين

منذ سنين وساستنا ومسؤولونا ، يملأون الفضائيات والصحف بحديث عن مخاطر العلمانية على المجتمع العراقي ، وإن أفكار العلمانيين تريد أن تُخرّب الدين ، وشاهدنا عامر الكفيشي ومحمود المشهداني وعشرات غيرهم يخوضون معركة نشر الإسلام في بلاد الرافدين التي يريد لها العلمانيون ومعهم إخوة مدنيون تحويلها إلى " مرقص " كبير على حد تعبير المؤمن جداً " صلاح عبد الرزاق ، الذي اكتشفنا للأسف أنّ تقواه وإيمانه " الشديد ، لم يمنعاه من أن يسرق أموال محافظة بغداد ، ويذهب بها الى بلاد الكفر والبيرة هولندا! منذ عام 2003 ، وغالبية الأحزاب الدينية في العراق تحلم بأن تستيقظ غداً، لتجد أن العلمانيين ومن جاورهم قد تبخروا من الوجود، وأصبحوا نسيا منسيا.
وفي الوقت الذي يحذرنا به عامر الكفيشي من الدولة العلمانية كانت بلاد مثل بريطانيا " علمانية أباً عن جد " تُقرر أن تعين المهاجر الباكستاني المسلم ساجد جاويد على وزيراً للداخلية والذي ما ان تسلمه منصبه حتى قال للصحفيين إنّ مثله الأعلى هو رئيسة الوزراء الراحلة مارغريت تاتشر ، فهي ابنة بقّال بسيط ، وهو ابن سائق باص ، وهي بعد أن غيّرت شكل بريطانيا وأعادتها دولة اقتصادية كبرى ، وانتصرت في حرب الفوكلاند ، أعلنت استقالتها من منصب رئيسة الوزراء بسبب شبهات حول قانون الضرائب ، أرجو أن تنتبهوا جيداً لهذه الكلمة " قانون الضرائب " وليس نهب مئات المليارات ، في دول المؤسسات المدنية ، لا دول القادة المقدّسين ، لا أحد خارج سلطة القانون ، لعلّ أهم القواعد التي تقوم عليها النظم الديمقراطية الحديثة -لا نظم دول الطوائف - هي قاعدة المساءلة ، إذا قُتل مواطن أو فُقد بطريق الخطأ ، وليس قتل وتهجير الآلاف ، فإنّ وزراء الحكومة يذهبون الى بيوتهم غير مأسوف عليهم ، أما في بلاد الجعفري فإن مقتل شخص يعمل مديراً لأموال الحشد الشعبي بوحشية ، يصبح خبراً ثانوياً ، لا تحقيق حقفيقي في الأمر ، ولامسؤول يخرج الى الناس ، فقد تُرك الامر إلى سعد المطلبي الذي تحول الى ناطق باسم وزارة الداخلية ، ليخبرنا أنّ الأمر بسيط جدا مجرد عملية سرقة !
في بلاد الكفار نجد رئيس الوزراء يتلقى الصفعات والشتائم لأنه قصّر بأداء واجبه الوظيفي، وفي بلاد السياسي "المؤمن" لا أحد يسأل أين ذهبت مئات المليارات وبيوت الصفيح ماتزال تنتشر في أرجاء العاصمة؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram