TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: "قنابل" فائق الشيخ

العمود الثامن: "قنابل" فائق الشيخ

نشر في: 2 مايو, 2018: 07:38 م

 علي حسين

من " قندرة " حنان الفتلاوي إلى " قندرجيّة " فائق الشيخ علي ، مروراً بإحصائية المواليد التي أطلقها الشيخ همام حمودي ، كنت أتصور أن الأمر لا يعدو أن يكون نكتة أو محاولة لكسر الملل ، بعد احتجاب عباس البياتي عن الظهور العلني ، غير أنه بات من الواضح أنّ منطق الفشل والسذاجة ، لا يزال يحكمنا بقوّة .
لم تفاجئنى آراء الشيخ همام حمودي القائم بأعمال المجلس الأعلى ، عن سبب مشاكل العراق التي حدّدها بكثرة المواليد ، فالتجربة الديمقراطية الجديدة كانت ناجحة ، إلا أنّ الزيادة في الواليد ابتلعت كلّ الإنجازات ، وجعلت المواطن لايراها بالعين المجردة . ، فتلك هي طبيعة همام حمودي ، الذي دخل البرلمان منذ عام 2006 وسيستمرّ في الجلوس على أنفاسنا حتى إشعار آخر، ما دامت العملية السياسية الكسيحة مستمرة .
وعلى ذكر خطب البرلمانيين العجيبة والغريبة ، ففي اللحظة التي انتهيت من مشاهدة تصريح همام حمودي ، شاهدت عجباً وهذه المرة بصوت وصورة النائب فائق الشيخ علي رئيس كتلة تمدّن ، بذهابه إلى أنّ الجمهور المدني هو الذي يبدأ بالعركجيّة وينتهي بالقندرجيّة والتنكجيّة ، ومع احترامي لأصحاب المهن النبيلة ، ولكل مواطن عراقي يمارس حريته الشخصية التي كفلها له الدستور ، فإنني أجد أنّ خطاب فائق الشيخ علي لايقلّ إساءة لمفهوم المدنيّة عن خطاب عامر الكفيشي .
فإن يخرج علينا نائب يعتقد أنّ حريّات الناس مرتبطه بشخصه " الكريم " منذ أن تأسس العراق قبل آلاف السنين وحتى هذه اللحظة ، فهذا منتهى الاستخفاف بعقول الناس ، لأننا ببساطة كنا نكتب ونحاجج الكفيشي ومن معه ، من إنّ ما يطرحونه من ان مفهوم الدولة المدنية لا يتعلق بالحريات الشخصية التي من حق اي مواطن ان يمارسها وانما المدنية محكومة باعتبارات أخرى تتعلق ببناء دولة المؤسسات وعدم زج الدين في الشأن السياسي ، وتطوير التعليم والضمان الصحي ، وحرية حصول المواطن على المعلومة ، والعدالة الاجتماعية ، والمحاسبة الفورية للمسؤول الذي يقصر في عمله ، إلى جانب الالتزام بالتخطيط العلمى الدقيق في إدارة شؤون الدولة .
لكن للأسف يأتي السيد فائق الشيخ علي ليخلط الأوراق ، ويصوّر للناس أنّ المدنيّة هي في الدفاع عن حقوق شرّاب الخمر فقط ، مثلما يعتقد الكفيشي أنّ الدولة المدنيّة لا تُطيق الدين ، وتحارب الاسلام ، وتدعو إلى الفسق والفجور.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram