علي حسين
ليس هذا العنوان من ابتكاري وأعترف أمامكم بأنني استوليتُ عليه وأنا أقرأ في إحدى الصحف العربية، والحكاية التي سارويها لكم جرت أحداثها في إحدى المدن الصغيرة في بلغاريا، حيث قرّر الأهالي هناك ترشيح حمار لعضوية المجلس البلدي، اللجنة المشرفة على الانتخابات رأت في الأمر نوعاً من السخرية، الا ان الاهالي اصروا، ونقلت وكالة أنباء صوفيا، أنّهم أكدوا :”لقد رشّحنا الحمار للمنصب،لأنه لا فرق بينه وبين عدد من أعضاء المجلس البلدي”، وقال الاهالي إنّ مرشّحهم الحمار يمتاز على باقي المرشحين بأنه لايسرق ولا يغشّ ولا يكذب، ولايُعطي الوعود الفارغة، وغير معنيّ بالصراع السياسي الذي يدور في البلاد. وذكّرتني حكاية الحمار البلغاري بحزب الحمير الذي تشكّل في العراق قبل سنوات، لكنه لم يدم طويلاً حيث قرّر مؤسس الحزب عمر كلول، حلّ حزبه بسبب”النظرة الدونيّة”من قبل المجتمع إلى هذا الحزب وأعضائه. وأضاف الرجل وهو يتألّم”سأحلّ الحزب، لكنَّ احترامي للحمير سيستمر"..!
ماذا ستقول أيها القارئ العزيز وأنت تقرأ مثل هذه الأخبار، وتجد مَن يثأر لكرامة الحمير، فيما كرامتك ومستقبل أبنائك رهينة بيد مجموعة من المغامرين والفاشلين؟ يحاول البشر في بقاع العالم أن يجد للحمير مكانة لائقة في مجتمع البشر، فيما تصرّ أحزاب”الأوادم”في بلادنا على السير فينا إلى مجتمع الغابة وثقافة القطيع.
والآن هل تريد أن تسأل: هل كثير علينا نحن”الأوادم”أن يخرج علينا أحد المسؤولين، ليقول إننا فشلنا في ترسيخ ثقافة المواطنة والتعايش بين أبناء الشعب الواحد؟ وهل من حقنا أن نعرف هل نحن رهينة أمزجة بعض الذين يتخذون من السياسة مهنة للتربّح والتجارة.. هل نستطيع أن نسأل ما هي المسافة التي قطعتها أحزاب”الأوادم"؟
لا يحقّ لي الكتابة عن ترشيح حمار لمجلس النواب، لأنني من المتابعين لأنشطة من يدّعون أنهم من صنف البشر، من الذين يملأون أدمغتنا بخطب حميريّة،، ويحاصروننا بإجراءات”حماريّة”، لكنني أترك كلّ ذلك وأبدي استغراباً أن تقوم مدينة بلغاريّة بترشيح حمار ليمثلها في مجلس المحافظة.
لقد سلّمنا رؤوسنا لمن يعبثون بها، ويُلقون فيها بكميّات هائلة من الخطب الطائفية والأخبار الكاذبة والبذاءات، بما لا يليق بصنف الحمير، وعلى الرغم من ذلك، نتناولها بفخرعجيب، ونقول هل من مزيد!