اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: العبادي كان يعلم!

العمود الثامن: العبادي كان يعلم!

نشر في: 9 مايو, 2018: 08:19 م

 علي حسين

كنت أنوي الكتابة عن زير النساء الإيطالي المرحوم كازانوفا ، بعد أن قرأتُ خبراً يقول إنّ مدينة فينيسيا أقامت أول متحف في العالم للعاشق والجاسوس والدبلوماسي والعالم والموسيقي والكاتب ، والذي أوحى إلى العديد من الأدباء والفنانين بشخصية العاشق الماجن الذي ما إن يذهب إلى فراشه في الليل ، حتى يبدأ بإحصاء النساء اللواتي سيسجِّل أسماءهنّ في يوميّاته ، إلا أنّ ظهور السيد نوري المالكي وهو " يبّشرنا " بحرب أهلية بعد الانتخابات مباشرة ، جعلني أترك كازانوفا لقومه في إيطاليا ، المنشغلون هذه الايام بعودة رئيس الوزراء سيلفيو بيرلسكوني، الذي يريد العودة للمشهد السياسي ، وكنتُ مثلكم شاهدته وهو ينفِّذ حكماً قضائياً بالعمل في أحد دور رعاية المسنّين ، ومثما فوجئ شعب صوفيا لورين بإصرار بيرلسكوني على العودة ، فوجئنا نحن ايضا بأنّ السيد المالكي أخبرنا بصريح العبارة أنّ العبادي يعلم ان الاتفاق لتشكيل قائمة واحدة بعد الانتخابات بين دولة القانون والنصر موجود ، موجود ، موجود ياولدي مع الاعتذار لعبد الحليم حافظ . الحقيقة لا نعرف إن كنّا شعباً ضحك عليه ، أم لا ! لكن الأكيد أن هذا التهافت على الترشح للبرلمان لا علاقة له بالديمقراطية ، فالجميع يرفعون شعار" أنا ومن بعدي الطوفان " .
لماذا ندعو الناس إلى الانتخاب؟ هل من أجل أنّ المفاضلة بين عبد الحسين عبطان وعلي دواي ؟! ماذا حدث بعد خمسة عشر عاماً من ممارسة الديمقراطية في بلاد الرافدين ؟ حدث أنّ العشائر قررت أن تدعم أبناءها ، والأحزاب أن تجبر الناس على انتخاب أعضائها ، أعطنا صوتك، أو نأخذك إلى حرب أهلية !
لا أدري ألم تتعب أحزابنا " الموقّرة " من الشعارات والكلمات المتقاطعة مثل الإصلاح والتغيير ؟ أيها السادة اسمحوا لي أن أقترح عليكم اقتراحاً ساذجاً لا تعقيد فيه ولا شعارات ، لماذا لاتنسوا مصطلحات الشفافية والديمقراطية والاستحقاق الانتخابي ، نؤسِّس لدولة لامكان فيها لأحزاب طائفية ، ولا لساسة يخونون أحداً .
ياسادة القضية لاتحتاج إلى بيانات وشعارات ومزايدات فقط لو تتركون إدارة البلاد لأناس أكفاء يستطيعون أن يرسموا البسمة والثقة على وجوه الناس. وكل ذلك لا يحتاج الى بيان رقم واحد ولا إلى تهديد ووعيد . يحتاج فقط إلى صدق في مواجهة النفس وفي الاعتراف بالفشل وفي الاقتناع بأنه لا يمكن لهذه الوجوه أن تبني وطناً.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram