علي حسين
لا أدري بمن كان يفكر ممثل حزب الدعوة في مفوضية الانتخابات رياض البدران عندما قال:"الانقلاب على نتائج الانتخابات قد يؤدي إلى اندلاع حرب أهلية في البلاد"، هل كان يفكر في التفجير الذي حدث في مدينة الشعلة، أم في تفجير بعقوبة، أم في التحذير الذي أطلقه مشعان الجبوري، من أننا في الطريق إلى فوضى.
لا شيء في هذه البلاد، مثل سائر الأُمم، برلمانيون في حالة هياج، لأنهم فشلوا في الانتخابات، ولهذا لابد من إصدار قانون يعيد لسليم الجبوري هيبته، مجلس نواب يستنكف أعضاؤه عقد جلسة لمناقشة سؤال : مهم لماذا بعد 15 سنة لاتزال مدن العراق غارقة في الظلام وفساد المسؤولين؟
لاحِظ جنابك الكريم أن برامج الفضائيات العراقية، لا تسأل لماذا لم نعـد نهتم بمعدلات التنمية وخطط استثمار المستقبل، اليوم وغداً وبعده، سيبقى الضيف الرئيس في معظم الفضائيات هو مشعان الجبوري وعروض السيرك التي يبرع في تقديمها.
سيقول قارئ كريم لماذا يارجل تظلم البرلمان وتنسى أن قضيتهم أكثر أهمية ووطنية، فهم منشغلون في البحث عن بديلة لرائدة الطب والصحة في العراق عديلة حمود، هل هناك أخبار أخرى.. نعم بشرنا محمد الكربولي أن رئيس مجلس النواب القادم هو"البروفيسور"محمد الحلبوسي.لذلك فلا مجال لأن يعقد مجلس النواب جلسة ليقدم الشكر للضابط العراقي الشجاع"رامي ظاهر فليح"الذي ضحى بحياته عندما تقدم بصلابة نحو موت محتمل ليحمي أرواح العراقيين، فمثل هذه الاحداث لاتستحق حتى اجتماع صغير.
قبل أيام شاهدنا صورة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وهو يستقبل شاباً مهاجراً من مالي، ليشكره على شجاعته في إنقاذ طفل صغير من الموت، ويمنحه وساماً وجنسية فرنسية.. ولكم أن تتخيلوا حكومة وبرلمان لم تجد في تضحية الملازم الاول"رامي ظاهر"شيئا يستحق أن يمنح لأجله وسام شجاعة وكلمة عرفان.
في مساء السابع والعشرين من نيسان أعلنت نتائج الاستفتاء الذي اقترحه الجنرال ديغول والتي أظهرت رفضا لمقترحاته، في صباح اليوم التالي خرج ديغول على الفرنسيين ليقول لهم :"منذ هذه اللحظة سأتوقف عن ممارسة مهامي كرئيس للدولة"، فيما يصر برلماننا"العتيد"على حرق البلاد من أجل عودة ظافرة لسليم الجبوري.