TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: المدعي العام وتغريدة حنان

العمود الثامن: المدعي العام وتغريدة حنان

نشر في: 11 يونيو, 2018: 08:54 م

 علي حسين

سجلت الديمقراطية العراقية سابقة جديدة. إنها بدلاً من أن تصغي إلى الشعب،أصرّت على أن تهدم الوطن وتقسّم العراقيين إلى قبائل ومذاهب ومناطق، وكانت مهمة القانون أن يدعو الناس نحو الدولة. فماذا حدث؟.. تضيع الموصل، تُنهب الموازنات، يشرّد الملايين، ولايحرِّك السيد المدّعي العام ساكناً، الذي بحسب معلوماتي المتواضعة يمثّل الحقّ العام، ورغم كلّ هذا العدد الكبير من ملفات الخراب، وكان آخرها تفجير مدينة الصدر وحرق صناديق الاقتراع، إلا أنّ المواطن العراقي لم يسمع صوتاً للمدّعي العام، وأجزم أنّ 99 بالمئة من العراقيين لايعرفون اسم المدّعي العام، هذا إذا كانوا يُصدِّقون أنّ هناك منصباً قضائيّاً اسمه الادّعاء العام. ثم إنني بكلّ صدق لستُ أعرف: هل صمت الادّعاء العام هذا تصرّف قانوني؟
في المقابل لم أستطع منع نفسي من الضحك على ردود أفعال صفحات التواصل الاجتماعي عن حريق صناديق الانتخابات، وكأنّ ما جرى غريباً على هذه البلاد، فمَن شاهد منكم حريقاً لإحدى مؤسسات الدولة من أجل أن تختفي ملفات الفساد، مَن منكم قرأ أو سمع بحريق المئات في كارثة الكرادة، مَن مِنّا استيقظ صباحاً على أخبار تقول إنّ النار أكلت 11 رضيعاً في مستشفى اليرموك، فنحن في كلّ مرة نتجرّع الحقيقة بمذاقها المرّ، وهي أنّ لا شيء مهمّ في هذه البلاد سوى سلامة كراسيّ المسؤولين ، ومن ثم فلا تسألوا عن المتسبّب في حريق صناديق الاقتراع، مثلما لايحقّ لكم أن تسألوا أين وصل التحقيق في كارثة مدينة الصدر!
ولو أحصينا الحوادث والكوارث التي تعرّض لها العراقيون خلال الخمسة عشر عاماً الماضية سنكون أمام ما هو أبشع من التهريج والعبث، فها هو
به سليم الجبوري بعد 15 عاماً من الفشل يريد منا العودة إلى نقطة البداية وإعادة الانتخابات، و أقصى ما تسخر منه الزعيمة حنان الفتلاوي بعد 12 عاماً من العبث بمفردات الطائفية، أن تغرّد على تويتر:"الصناديق بخير لكنها أخذت دوشاً بارداً للانتعاش فقط، وأصواتكم محفوظة وبخير لكنّ طعمها أصبح مدخناً"!
انسوا خمسة عشر عاماً ولنمنح الجبوري والفتلاوي ومشعان، فرصة جديدة للانتقال بنا إلى التطور الأهمّ من عصور التهريج إلى عصور الخراب.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram