علي حسين
كان من المفترض أن يكون موضوع المقال لهذا اليوم عن القمّة التاريخية بين ترامب وكيم، وكنّا جميعاً أنتم وجنابي قد عشنا مع السيد كم جونغ أون وهو يلتقط صباح كل يوم"سيلفي"مع صاروخ نووي جديد،لكنّه بالأمس استبدل السلفيالنووي بصورة رجل الدول، والتقى عدوّه الأول، وتصرّف مثل أيّ زعيم دولة طبيعية تريد الاستقرار والرفاهية لشعبها، فقد أيقن الشاب كيم أن نموذج الدول الفاشلة لامكان له، خصوصاً إذا كان جيرانه قد قدموا أنجح التجارب في بناء الدول، اليابان، الصين، كوريا الجنوبية.
في العراق ايضا عقدت قمة تاريخية، لكنها هذه المرة طريفة جداً، فالنائبة التي قدمت خدمات جليلة للعراقيين وخصوصاً في حصولها على براءة اختراع 7×7، يريد البعض أن يتنّكر لجهودها الكبيرة ويعاملوه على أن لا مكان لها في الحياة السياسية بعد أن خسرت كرسيّ البرلمان، ولهذا لابد من قمة عاجلة بين السيدة حنان الفتلاوي والسيد نوري المالكي، ومعهم الزعيم الشاب هيثم الجبوري لبحث تشكيل حكومة أغلبيّة.
في عام 2010، وبالتحديد يوم 12 آذار خرج علينا السيد نوري المالكي محذّراً من عودة العنف إذا لم تعترف مفوضية الانتخابات بأنها أخطأت في العدّ والفرز، وكانت النتائج آنذاك قد أظهرت أن قائمة إياد علاوي تقدمت على ائتلاف دولة القانون، مفوضية الانتخابات ومعها المحكمة الاتحادية قالتا آنذاك بصوت واحد : الرسالة وصلت.
إياك عزيزي القارئ أن تظنّ أنّ"جنابي"يهدف إلى السخرية من قادة البلاد، فالديمقراطية العراقية تقضي بأن يبقى المواطن العراقي متفرجاً، فيما جميع الساسة شركاء، يضمن كلّ منهم مصالح الآخر، حامياً لفساده، مترفّقاً بزميله الذي يتقاسم معه الكعكة العراقية في السرّاء والضرّاء.
هذه هي النتيجة. لا حدود للخراب، ولهذا عندما يقول وزير الدفاع التركي إنّ قواتنا باقية في العراق، وإننا عرضنا على إيران أن تدخل بقواتها لتنفيذ عمليات داخل العراق، وأن ّالجارة العزيزة طهران أبدت دعمها للقوات التركية، والأهم أن الحكومة في بغداد بَصمتْ بالعشرة على وجود القوات التركية،، فلا ينبغي أن نصاب بالدهشة، ونحن نقرا خبرا يقول إن السيد حيدر العبادي استنكر بشدة وشجب بقوة خزن السلاح في مدينة الصدر،لأنه اكتشف انها منطقة سكنية.