TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: نحن وكرواتيا وتايلاند!!

العمود الثامن: نحن وكرواتيا وتايلاند!!

نشر في: 9 يوليو, 2018: 08:47 م

 علي حسين

في كلّ صباح ومع الانشغال بالبحث عن سطر من كتاب، أقدّمه للذين يتابعون"جنابي"وهم ينتظرون ماذا في جعبتي للمساء، وأعرف أنّ العديد من القراء الأعزاء يريدون مني أن أترك الحديث عن تقلبات حنان الفتلاوي، وقفزات سليم الجبوري، والبشارة التي حملها لنا عزت الشابندر من أن حظوظ فالح الفياض في الجلوس على كرسي رئاسة الوزراء قوية جداً.. والسبب كما يقول الشابندر، لأنه محبوب ومرغوب وسهل الهضم..ولأننا في حديث عن الزعامات الكبيرة، اسمحوا لي أن أتحدث عن السيدة جرابار كيتاروفيتش رئيسة كرواتيا التي شاهدناها تخالف الضوابط الدبلوماسية والأمنية وتجلس بين المشجعين تهتف باسم فريقها، ولم تنسَ أن تلبس فانيلة الفريق، السيدة الحاصلة على بكالوريوس في الأدب الإنكليزي وتتقن ست لغات، زعيمة لبلد يعيش أهنأ مراحله.
ابنة المحامي عاشت سنواتها الأولى ضمن جمهورية يوغوسلافيا تحت قيادة
جوزيف تيتو، الميكانيكي الذي أصبح واحداً من أهم شخصيات القرن العشرين، والرجل الذي تجرأ على الاختلاف مع ستالين الذي قال له : لماذا تريد جيشاً يوغسلافيّاً قوياً؟ نحن جيشك. ليجيب تيتو: شيئان لا يمكن استيرادهما، الوطنية والجيش! منذ جلوسها على كرسي الرئاسة والسيدة جرابار لا تكفّ عن إدهاش مواطنيها. فهي تمارس عملها بعفوية من دون حمايات وجكسارات وسيارات مصفحة. وقالت للذين سألوها لماذا تقطع تذكرة الذهاب الى المونديال من جيبها الخاص، وتجلس في الطائرة مع الركاب العاديين :"ذهبت كمشجعة تحب وطنها ولست في مهمة رسمية". كم هو مهم أن يلغي المسؤول نفسه في سبيل أن يقدم نموذجاً محترماً للعالم، أعتقد أننا عشنا مع هذا النموذج، فالرئيس فؤاد معصوم عيّن بناته الثلاث مستشارات، وأخاه الأكبر، كبيراً للمستشارين، والأصغر للاستشارات السريعة، وفي كل إجازة يذهب في طائرة خاصة إلى لندن وطنه الأصلي، لينفض عن نفسه تراب بغداد!
بعد مئة عام سوف يذكر التاريخ أنّ بلداً مثل تايلاند خاض ملحمة إنسانية كبرى لإنقاذ 12 طفلاً ابتلعهم كهف عميق، حيث هرع الملك ومعه رئيس الوزراء ووزير الدفاع وحكام المقاطعات يتقدمهم عشرات الغواصين من مختلف انحاء العالم، ليقولوا للعالم أن لاقيمة أغلى وأهمّ من حياة الإنسان، من دون الاعتبار للدين والطائفة، ومرّة أخرى بماذا يذكّرك هذا المشهد، بالتأكيد النواب الذين رفضوا عبور أطفال الأنبار جسر بزيبز واعتبروهم وسيلة لنشر الإرهاب، مثلما أخبرنا العلّامة موفق الربيعي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram