TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: تظاهرات البصرة وتخاريف السياسيين!!

العمود الثامن: تظاهرات البصرة وتخاريف السياسيين!!

نشر في: 11 يوليو, 2018: 09:15 م

 علي حسين

لم يخطر في باله أنّ الفصل الذي استبعده من روايته الشهيرة"بقايا النهار"سيباع بمليون دولار، كان أديب نوبل كازو إيشيغورو، قد احتفظ بهذا الفصل الذي لم يعجبه في بداية الأمر، لكنّ جامعة تكساس رأت فيه مفتاحاً للدخول إلى عالم هذا الروائي المثير للدهشة.
في بقايا النهار، نقرأ عن رئيس الخدم الذي يعيش في قصر قديم يجد نفسه يتحول مثل المتاع من سيد الى آخر، وعليه أن يكون مخلصا إن لم يكن عبداً، إنه في خدمة هذا المكان حتى وإن تغير صاحبه، هو في خدمة الولاء المطلق، فهو لايصلح سوى لدور واحد هو دور التابع، سيقول البعض ياله من بطر، الناس تخرج في تظاهرات بمدن العراق وأنت تكتب عن روائي ياباني، لكنني ياسادة أكتب عن الولاء للآخرين، فمنذ أسابيع تندلع رحى حرب طاحنة في مواقع التواصل الاجتماعي، وكلها تطرح سؤالاً واحداً: مَن يقف وراء تظاهرات البصرة؟ السيد نوري المالكي بأريحيّته المعهودة، يحذر من اختراق"البعث"لتظاهرات الجنوب ويكشف لنا سراً خطيراً :"المتظاهرون يريدون إسقاط الدولة". صاحب السبع صنائع باقر جبر الزبيدي وبشطارته وضع يده على أصل المشكلة، التظاهرات تريد تقسيم العراق :"أتحدث عن معلومات مهمة أن مؤامرة خلف الباب تستهدف إحياء مشروع تقسيم العراق"، ولا أعرف عن أيّ وطن يتحدث السيد الزبيدي، وهو الذي كلما واجهت حزبه"المجلس الأعلى"مشكلة يذهب الى الجارة إيران يطلب الرأي ويتلقى الأمر.
لا يريد ساستنا أن يعترفوا بأنّ هذا الشعب يملك شجاعة الاحتجاج، فهم يريدونه تابعاً لهم، مثلما هم تابعون لبلدان الشرق والغرب، لكنهم رغم ذلك يوزّعون"الأجندات الأجنبية"على المتظاهرين، فيما يحاول"جهابذتهم"تلقيننا دروساً في فنون الوطنية.
لم تقدّم التجربة السياسية خلال الخمسة عشرعاما الماضية للعراقيين معنىً واحداً للولاء الوطني، لا أمان، لاخدمات، ولا بناية نتباهى بها.
على مرمى حجر من البصرة أغنى مدن العالم، تستقرّ مدن مثل الدوحة ودبي والشارقة والكويت وأبو ظبي حيث يسابق حكامها العالم في التنمية والإعمار والازدهار.. ونحن نقرأ عن التنمية والإعمار من الصحف فقط وكان آخرها مانشيت قال فيه العبادي : مقبلون على عمليّات استثمار كبيرة.. متى؟ الجواب معروف، في الأول من كلّ نيسان!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram