TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: إنني أتّهم العبادي ومعصوم

العمود الثامن: إنني أتّهم العبادي ومعصوم

نشر في: 18 يوليو, 2018: 08:59 م

 علي حسين

لم أستطع إكمال مشاهدة فيديو ضرب شباب الاحتجاجات وشتمهم ووصمهم بالخيانة، وتساءلت مع نفسي هل يعقل أن يعود العراق بعد كل هذه التضحيات وعشرات الآلاف من الشهداء وملايين المشرّدين إلى دولة قمعية تقلقها أصوات المتظاهرين؟ ومن المصادفات، وأنا أتحدث مع أحد الزملاء عن فديوات الضرب والتعذيب، نبّهني إلى الخطاب الحماسي الذي ألقاه وزير خارجيتنا إبراهيم الجعفري تحت قبة البرلمان العراقي، قبل أعوام، عندما استنكر ضرب المتظاهرين في البحرين، وطالب الحكومة العراقية، وهو دامع العينيين، بأن تعلن الحداد حزناً على ما جرى في المنامة.
لنترك الجعفري، ونطرح سؤالاً بسيطاً واحداً: مَن المسؤول عما يحدث؟ المواطن المحاصر بالبطالة وسوء الخدمات والأمراض والفقر، أم رئيس الوزراء الذي تعهد قبل أربع سنوات بتقديم الفاسدين إلى القضاء وإرجاع الأموال المنهوبة إلى خزينة الدولة، وإعلاء شأن التنمية ومعها الرخاء والعدالة الاجتماعية، لنكتشف بعد هذه السنوات العجاف أنّ الرجل طالِبُ سلطة، وليس طالب عدل، وبعد ماذا عن مسؤولية رئيس الجمهورية فؤاد معصموم، حامي الدستور الذي يمنح المواطن الحق في التظاهر والتعبير عن رأيه؟ سيقول البعض يارجل دع الرئيس في حاله، فقد حقق اليوم منجزاً كبيراً، حيث أصدر مرسوماً جمهوريّاً بمنح رواتب تقاعدية لأعضاء البرلمان الذين خسروا في الانتخابات.
أيها المواطنون أنتم سبب كل الأزمات، تأكلون بإفراط، تنتقدون بلا فهم، تسألون كثيراً: لماذا كل هذا الفساد في المؤسسات الحكومية؟ ولماذا يعيش الذين ينهبون الوطن في رخاء؟ أيها المواطنون أنتم مشاغبون،لأنكم تريدون أن تحيوا من دون أن تُهانوا، وأن تناموا في أمان،، تريدون حياة كريمة، وهذا كثير في زمن أشاوس العصر الجديد.
ولهذا يريد منكم العبادي اليوم أن تصمتوا، من أجل حماية مكتسبات السلطة، وأن لاتتحدثوا بمفردات مثل الديمقراطية، والعدل، والتنمية، ومحاسبة الفاسدين، لأنّ مثل هذه الأحاديث هي محاولة"بعثية"،وتنفيذ لاجندات خاجية تريد النيل من المنجزات الكبيرة التي تحققت بفضل خطب الجعفري.
يريد منكم رئيس الوزراء أن لاتُظهروا حزناً على هذه الدولة التي تحولت إلى جمهورية أحزاب وقبائل وطوائف، فالعبادي في هذه اللحظات يرفع شعار :"أنا الدولة والدولة أنا.. أنا القانون والقانون أنا.. أنا فوق القانون والدستور والمحاسبة والقضاء.. اصمتوا حتى أرضى عنكم، واسمح لكم بالحياة، وإلا فالهراوات جاهزة دون مسألة اومحاسبة."!!.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram