TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: أعترف بأنني مندسٌّ!!

العمود الثامن: أعترف بأنني مندسٌّ!!

نشر في: 25 يوليو, 2018: 08:53 م

 علي حسين

في مرّات كثيرة لا أعرف ماذا أفعل وأنا أقرأ أو أشاهد بعضاً من المسؤولين، هل أضحك من المشاهد العبثية التي أراها أمامي، أم سأجد نفسي يوماً مغشياً عليّ من شدة الأسى والحزن والكآبة التي تثيرها هذه التصريحات.
في مؤتمره الأسبوعي"حديث الثلاثاء"، أخبرنا السيد حيدر العبادي بالحرف الواحد :"وجود مندسّين في التظاهرات،، ألقينا القبض على أكثر من 100 مندسّ في التظاهرات والعدد في تزايد"، ولم يكتف العبادي بهذه البشارة وإنما أكد بصوت منتصر أنه ربما يعرضهم على شاشة قناة جيبوتي، ولهذا كان لابد أن تصدر رئاسة الوزراء كتاباً تحذر فيه كل من تسوّل له نفسه المساس برموز من عينة عباس البياتي وسليم الجبوري.
إذن كلّ من خرج ليتظاهر ضد الفساد ورفع لافتة يسخر من الدولة ورموزها"العظام"في خانة المندسّين، لأنهم يرفضون أن يعود عصر تدجين الشعب، ولأنهم يرفضون أن يعيشوا في ظل نظام يحكمه لصوص يعتقدون أنّ البلاد ملك صرف لهم.
بعد خمسة عشر عاماً من سرقة ثروات البلاد، والخراب والفوضى يريدون منّا أن نؤمن بأن البلاد لابد لها من رموز بخطوط حمر نعيش تحت وصايتهم، يريدون منّا أن نقول للّص والانتهازي والمزوّر والمرتشي سمعاً وطاعة، هذه هي الوطنية التي يفهمونها، وغير ذلك فإن الجميع مندسّون وينفّذون أجندات خارجية.
يريدون أن تضيع أعمار الناس في البحث عن الأمان ولقمة العيش والرضا بالمقسوم.. هذا هو مقياس الوطنية بالنسبة إليهم، وما عداه فهو الاندساس للعمالة والارتماء في أحضان الأجنبي.
متظاهرون مندسّون لأنهم يريدون إجابات عن أسئلة غامضة: من سرق أموال الكهرباء؟ لماذا يقف القضاء متفرجاً وهو يرى حيتان الحكومة ينهبون البلد؟ لماذا يراد لهذا الشعب أن يصبح دوماً وقوداً لمعارك سياسية؟ لماذا يصرّ العبادي ورموزه على إيهام الناس بأنهم محاصرون بالمؤامرات؟ لماذا يريدون من الناس أن تبقى أسيرة أسيرة لمسلسل ساذج لا ينتهي، من المعارك والخطب الطائفية وألعاب عبثية تريد وضع البلد على حافة الحريق؟
لنعترف ونقولها بصوت عال، نعم نحن مندسّون وننفّذ أجندات خارجيّة مادام الدفاع عن كرامة المواطن العراقي يعتبر خيانة، وفضح الفاسدين عمالة للأجنبي، ومادمنا نكتب مقالات مغرضة عن الخراب والانتهازية السياسية والفساد، ونرفض دولة القطيع.
نعم أنا مندسّ، لأنني أرفض قوانين قراقوشيّة، تعامل العراقيين على أنهم ضيوف ثقلاء في هذا البلد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram