علي حسين
لم يخطر في باله أنّ رواية ظلّ الريح، ستنقله من مؤلّف مغمور لقصص الأطفال الى واحد من أصحاب الملايين. الكاتب الإسباني كارلوس زافون لم تعجبه روايته في بداية الأمر، لكنّ أحد أصحاب دور النشر رأى فيها خلطة مشوّقة، حبكة بوليسيّة، استذكار لوقائع تاريخيّة، عبارات مضيئة سترضي جميع الأذواق. في ظل الريح نقرأ عن الطفل الذي يأخذه والده لزيارة مكان يدعى"مقبرة الكتب المنسيّة"حيث يخبره أنّ المكان لحفظ الكتب التي كانت من نصيب النسيان.
سيقول البعض حتماً ياله من بطر، المتظاهرون في المحافظات يعلنون الاعتصام، وأنت تكتب عن روائي إسباني، بالتاكيد أنت عميل من الذين سافروا الى إسبانيا، وتعرّضت إلى غسيل مخّ، ثم عُدت تكتب عن الاحتجاجات، يارجل لقد انكشف أمرك، واستطاع أحد النواب بجدارة أن يكشف أسرار الاحتجاجات العراقية، إنها مدعومة من إسبانيا، كيف،تعذرونني لأنني أخشى أن أذكر اسم النائب صاحب براءة الاختراع هذه، فأتعرّض للـ"..."أو"..."والبقية تعرفونها.
للأسف لا تريد أحزاب البرلمان أن تعترف أنّ شباب العراق يمتلكون شجاعة الاحتجاج، فهم يريدونهم يتظاهرون عن حقّ المواطن البحريني في الاحتجاج.
وماذا عن السيد حيدر العبادي؟ بشّرنا مكتبه أمس أنّ الاحتجاجات تقلّصت بفضل القرارات الثورية التي اتخذها رئيس الوزراء وبالتأكيد العبادي ومكتبه أرحم من علي الدباغ الذي ذكّرني بمقبرة الكتب المنسية، فلا أحد يتذكره اليوم، وعندما تتذكره عزيزي القارئ فحتما أنت تعرف بماذا يذكِّرك، بصفقة الاسلحة الروسيّة، وبالدفاع عن حكومة المالكي واتّهام كلّ من يقترب من سورها بالخيانة العظمى، وقد مكّنته قدراته الفائقة أن يجمع بالحلال، مبلغاً بسيطاً لايتجاوز عشرات الملايين من الدولارات، لكنّ الجديد أن السيد الدباغ يعود اليوم ليؤيّد المتظاهرين وهو جالس في احد مولات دبي ويتّهم :"الأحزاب وخصوصا الدينية منها أنها تغوّلت على الدولة وبنت مقراتها وقنواتها الفصائية من أموال الدولة"صحّ النوم يابروفيسور! كنت أتمنى عليك أن تتذكّر أنك كنتَ أول المدافعين عن الأحزاب الدينية وقلتَ ذات يوم من عام 2011 إنّ"القوى السياسية العراقية مهمّتها خدمة المواطن،لأنّ منهجها الديني يحتّم عليها السير في هذا الطريق الذي تنتهجه منذ سنوات"
في رواية"ظلّ الريح"يحكي لنا زافون عن الناس القادرين على الإتيان بالأعاجيب، لكنه للاسف لم يقرأ حكاية الدباغ العجيبة.