 بغداد/ محمد ضاحي

يخطط بعض نواب المحافظات التي تعرضت للسيول الى تحرك برلماني سريع، بمقتضاه يجمعون تواقيع زملائهم لإدراج فقرة في قانون موازنة ٢٠١٩ تلزم الحكومة بإقامة سدود لمنع تكرار الكارثة التي أجبرت آلاف المدنيين على النزوح.
ويرى هؤلاء النواب أن كارثة السيول تتحملها الحكومات المتعاقبة، وقالوا انه لو كانت الحكومات قد أنجزت المشاريع المعنية بتجفيف المدن لما حدثت الكارثة بهذه الشدة.
وقال عضو مجلس محافظة صلاح الدين علي فاضل الدجيلي، لـ(المدى) ان "ما حصل في قرى ومناطق داخل المحافظة يعد كارثة حقيقية. آلاف المنازل غرقت والمواطنون نزحوا، ورغم ذلك ما زال الحراك الحكومي تجاه الأزمة بطيئاً".
وبين الدجيلي ان "الحكومة الاتحادية اتخذت عددا من القرارات، لكن هذه القرارات لم تنفذ على ارض الواقع حتى هذه اللحظة". ويختم الدجيلي كلامه قائلا "المناطق التي غرقت تعاني من ازمة كبيرة".
وبشأن موقف السلطة التشريعية من الأزمة المفاجئة، أكد النائب عن محافظة صلاح الدين مقداد الجميلي، ان "نواب صلاح الدين ونينوى وهي محافظات نكبتها السيول سيقومون بإدراج فقرة ضمن مشروع قانون موازنة 2019، تتضمن تخصيص أموال لغرض بناء سدود لمواجهة خطر السيول في الاعوام المقبلة. ربما تكون السيول في المستقبل أخطر من السيول التي تغرق المدن حاليا".
واضاف الجميلي لـ(المدى) ان "نواب المحافظات المنكوبة بالسيول، ليس فقط المحافظات الشمالية بل الجنوبية ايضا سيجمعون تواقيع لهذا الغرض، كما سنعمل على إدراج فقرة تلزم الحكومة بتعويض المواطنين المتضررين".
وأشار النائب عن محافظة صلاح الدين الى ان "هناك الكثير من المشاريع الخدمية متوقفة، لو كانت كاملة وتم تشغيلها لما حصل ما حصل للشرقاط وغيرها من المناطق. إيقاف بعض المشاريع كان السبب بحصول الكارثة".
وعن الخسائر، قال مدير مكتب مفوضية حقوق الانسان في محافظة صلاح الدين، إدريس أحمد، إن "فريق عمل متكوناً من المفوضية العليا لحقوق الانسان ومكتب صلاح الدين، توجه الى قضاء الشرقاط للوقوف ميدانياً على حجم المعاناة نتيجة السيول التي ضربت منطقتي الحورية والخضرانية". وأضاف، إن "الكارثة الانسانية أدت الى نزوح أكثر من (3) آلاف عائلة والعدد في تزايد، لأن هناك مخاوف من سيول اخرى قادمة من محافظة نينوى"، مبيناً أن "عدد الوفيات بلغ سبعة أشخاص بينهم امرأة وأطفالها، فضلا عن تضرر أكثر من (800) منزل جراء السيول ونفوق المئات من المواشي".
وتابع أحمد، أن "المكتب وجه نداء استغاثة الى الحكومة المركزية والمنظمات لتقديم الدعم للنازحين من المنطقتين اللتين ضربتهما السيول"، مشيراً الى أن "عدداً من المواطنين نزحوا باتجاه جبال مكحول".
ولفت مدير مكتب مفوضية حقوق الانسان في محافظة صلاح الدين الى أن "بعض المواطنين من قرية (المسحب) والقرى القريبة منها بدأوا بالنزوح خوفا من السيول القادمة من محافظة نينوى".