المدىالهجمات الارهابية الاخيرة التي استهدفت بيوت الله والمصلين يوم الجمعة الفائت، قال عنها الكثير من السياسيين بأختلاف اتجاهاتهم انها كانت متوقعة، وان احد اسبابها هو الفراغ السياسي كما يقولون والبعض سمّاه الفراغ الدستوري. وهذا يعني ان احدا من هؤلاء السياسيين لم يتفاجأ أولا وان السبب معروف لديهم ثانيا.
وكا يقال في المثل " اذا عرف السبب بطل العجب". لكن المواطن صراحة مازال في منطقة العجب، عندما يعرف السياسيون اسباب هذا الدمار والعوامل المساعدة عليه ، ومع ذلك يواصلون اصرارهم ، بل عنادهم ، ولا نجافي الحقيقة حين نقول،بل ،عدم اكتراث بعضهم، بالبحث الجاد عن سحب البساط من تحت اقدام من يستثمرون هذه الاسباب "احسن" استثمار لاعادة عقارب الساعة الى الوراء ، فيضربون تحت الحزام لجر الآخر الى منطقة ردود الافعال التي لايعرف احد مجال جذبها السياسي وتأثيراتها على مجمل العملية السياسية.ان سياسيينا مطالبون اكثر من اي وقت مضى ، ان ينزلوا سقوف مطاليبهم واشتراطاتهم الواحد في مواجهة الآخر، وان يتناسوا ولو لزمن قصير ان الهم الاساسي ليس كراسي الحكومة الجذابة ، وانما مصالح الناس وحياتهم ومستقبل بلدهم ، وان يعملوا على قاعدة ان العراق يسع الجميع على مستوى الكراسي والخيرات . وفي المقابل فان على كل من يهمه العراق وتجربته الجديدة ان لاينجر الى منطقة ردود الافعال التي هي الهدف من هذا الايذاء والضغط ، لان التعامل بردود افعال مع مثل هذه الجرائم المخزية يمثل انتصارا لصانعي ومخططي وممولي هذه الجرائم والذين سيرقصون طربا لاننا في النهاية حققنا لهم مايريدون من جر البلاد والعباد الى مرحلة نشهر فيها السلاح احدنا على الآخر . الأكيد ان التجربة السابقة علمتنا الكثير ،ومن اهم دروسها ، ان المستقبل للناس ومزابل التأريخ من حصة هؤلاء المجرمين.
عندما يتوقعها السياسيون
نشر في: 24 إبريل, 2010: 08:16 م