TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: اربيل والبصرة ونزاهة الأسدي

العمود الثامن: اربيل والبصرة ونزاهة الأسدي

نشر في: 3 إبريل, 2019: 12:00 ص

 علي حسين

كنت أنوي الكتابة عن معرض أربيل للكتاب ، فأنا أنتمي إلى قوم لايمكنهم تخيل عالم لم تظهر فيه الكتب ، التي سطرها مجموعة من الأحرار علموا البشرية قيمة وأهمية الحياة، لكني بالأمس وأنا أتصفح مواقع الصحف ووكالات الأنباء شعرت بأنّ كاتباً مثل حالي لايمكن له أن يترك تقلبات رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ، ويذهب ليحدّث القرّاء عن أفلاطون الذي ظل يصر على أن تعاسة البلدان لا يمكن أن تزول ما لم يتمتع حكامها بفضيلة التعلم. إن طلب العلم شرط لمن يتقلد زمام الحكم، والسبب هو ما يتميز به الحاكم المتعلم من حكمة وصدق"، ولهذا وجدت نفسي أسأل هل يقرأ محمد الحلبوسي وهل يهتم بهذا العالم الغريب والعجيب الذي تحويه صفحات الكتب ، ولو كان يعرف فضيلة الصدق لماذا نراه يتقلب ذات اليمين وذات اليسار ، في واشنطن قال إن بقاء القوات الاميركية ضمانة للعراق ، وعندما يصل بغداد يبلع كلامه ليخبرنا أن الصحافة تَتبلّى عليه وأنه أول من قاوم المحتل الاميركي .
أنظر إلى الكتب التي غصت بها قاعات معرض أربيل للكتاب ، وأسرح مع البصرة المدينة الجميلة أيام كان فيها الأصمعي يعلّم الجاحظ معنى الشغف بالكتاب : "الكتاب هو الجليس الذي لا يطريك، والجار الذي لا يستبطئك، والصاحب الذي لا يتملقك، ولا يخدعك بالنفاق، تلك كانت بصرة الكندي والمندائي وإخوان الصفا ، فيما اليوم تغزوها أسراب جراد الجاهلين الذين يرون فيها خزينة ينهبونها في وضح النهار .
دائما كنت أسأل نفسي : ترى كيف سيكون شكل العالم لو لم يكتب فيه ديكنز روايته "الآمال العظيمة"، ولم يحول فيه المتنبي الشعر إلى نصوص في الحكم، ولم يعلمنا عمر بن أبي ربيعة أن مديح النساء أبقى أثراً من مديح كل الحكام، ، هل يمكن أن نتخيل بريطانيا من دون سؤال هاملت الأزلي: أكون أو لا أكون، ماذا يبقى من انقلابات أمريكا اللاتينية غير ذكرى حكايات يوسا، وساماراغو، وايزابيل أللندي ومعلمها ماركيز، ماذا يبقى من أميركا لو لم يكتب لها همنغواي "الشيخ والبحر".
أعطتنا الكتب الأنس والمنفعة في هذه الحياة. وحولت لنا الارض الى قرية واحدة قبل أن يكتشف الامر منظرو الفساد وكان آخرهم عدنان الأسدي ، ففي مشهد سيذكره التاريخ طويلا، يقف عدنان الأسدي صامداً ليلقي علينا دروساً في النزاهة ويطالبنا بمخافة الله .. يارجل وأين كانت هذه المخافة عندما استوردت أجهزة فحص الشامبو وأردت أن تقنعنا أنها أجهزة لكشف المتفجرات .. وماذا عن صفقات الأسلحة وعمولاتها ؟
في المعرض سيشتري احد الزوار مقدمة ابن خلدون وسيقرأ فيها : "كلما أوغلت الأمم بالبداوة، كانت أبعد ما تكون عن الحرية" .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

البرلمان يتوعد بـ10 استجوابات: ستمضي دون عراقيل

انتحاريون على أبواب حلب.. ماذا يجري في سوريا؟

الدفاع التركية تقتل 13 "عمالياً" شمالي العراق

مجلس ديالى يفجر مفاجأة: ثلاثة اضعاف سرقة القرن بالمحافظة "لم يُعلن عنه"

الشرطة العراقي يغادر إلى الدوحة لملاقاة بيرسبوليس الإيراني في دوري أبطال آسيا

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram