اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: طلفاح يعود بوجوه جديدة

العمود الثامن: طلفاح يعود بوجوه جديدة

نشر في: 6 إبريل, 2019: 12:00 ص

 علي حسين

مرّة أخرى، مطاردة الشباب ومنع الاحتفالات في الجامعات وغلق المقاهي ، ومنع النسوة من العمل وفرض الحجاب ، أم العلم والرفاهية والامان ؟، تطوير منظومة التعليم والصحة والصناعة والزراعة والاقتصاد والكهرباء وإصدار قرارات لإشاعة مبدأ العدالة الاجتماعية ، أم إصدار قرارات للحشمة ولمراقبة الكافيهات ومطاردة الطلبة في الجامعات ؟ تندلع الأسئلة مجدداً مع الاشتباك الدائر حالياً حول تراجع مستوى التعليم والصحة وغياب الخدمات وانتشار المحسوبية والانتهازية والرشوة والفساد ، هل نهتم بتحديث مؤسسات الدولة وتطويرها وبث الحياة فيها ، أم ننتظر ما ستقرره تظاهرات محافظ النجف لؤي الياسري ولجنة حزب الفضيلة التي تدور على الجامعات للاطلاع على تنفيذ ضوابط حفلات التخرج ، وهي ممارسات تؤكد بالدليل القاطع أن مسؤولينا وساستنا وخطباءنا يسعون إلى العودة بنا لزمن طلفاح الذي أعلن إمارته الإسلامية في منتصف السبعينيات حين تسلم منصب محافظ بغداد ، فقد قرر الرجل أن يطلق حملة إيمانية ابتدأها بقرار مضحك ، بصبغ سيقان كل فتاة ترتدي تنورة تصل حد الركبة، ثم تفتق ذهنه الكبير عن خطة جديدة للقضاء على عملاء الغرب بأن أمر شرطته أن يجوبوا الشوارع ملقين القبض على كل من سوّلت له نفسه وأطلق العنان لشعر رأسه! .
أكتب هذه المقدمة وأنا اشعر بالأسى والألم حين أقرأ أن العديد من الشباب في الأنبار تمت معاقبتهم بحلق شعر رأسهم لأنهم خالفوا الأعراف العشائرية ، في الوقت نفسه قررت جماعة حزب الفضيلة أن تدور على الجامعات للاطلاع على تنفيذ ضوابط حفلات التخرج ، مضحك ومثير للسخرية أن يخرج المسؤول المحلي ومعه عدد من الشيوخ بتظاهرة ، لمجرد أن فتيات يعملن في بعض المقاهي ، في الوقت الذي لم يتظاهر أحد منهم وهو يرى أموال الدولة تنهب والخدمات غائبة والسرقة تنتشر في كل مفاصل الدولة ، ومثير للسخرية أن نعيد على أسماع الناس خطب طلفاح، في الوقت الذي لاتسعى لتوفير حياة كريمة للفتيات تبعد عنهنّ شبح الحاجة والاستغلال .
من حق أجهزة المحافظات أن تمارس دورها في حماية الناس، ولكن ليس من حقها أن تنصّب نفسها مسؤولة عن أخلاق الناس وسلوكهم الاجتماعي وملبسهم ومأكلهم، من المعيب أن يخرج مسؤول حكومي في القرن الحادي والعشرين وفي بلد يتشدق ساسته بالديمقراطية وحرية الشعوب ليقول لنا إنهم يطاردون فتيات المقاهي من أجل المحافظة على قدسية المدينة ، في الوقت الذي يسكت فيه هذا المسؤول عن غياب الخدمات وانتشار المخدرات وازدياد نسب البطالة ، ، ومن المخجل والمثير للقرف أن نطارد شبابا بحجج أخلاقية واهية فيما هم يتعرضون لظلم كبير بسبب البطالة والانتهازية وعدم تكافؤ الفرص والاستحواذ الذي تمارسه الكتل السياسية على كل منافذ الحياة في العراق.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram