TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: العراق الذي فى خاطرنا

العمود الثامن: العراق الذي فى خاطرنا

نشر في: 8 مايو, 2019: 12:00 ص

 علي حسين

بين الحين والآخر، أعود إلى كتاب "لا مذكرات" لأندريه مالرو، اقرأ هذا السِّفر العجيب، وأنظر في أحوال الأمم، وأرى كيف تطورت هذه الأمم بالعلم والمعرفة والصدق في العمل، وكيف نصرُّ نحن في هذه البلاد أن نحصل على المركز الأخير في مؤشر الدول الجيدة، وأتمنى أن لايغضب البعض مني ويعتبر الأمر إساءة لبلاد الرافدين التي علّمت العالم الكتابة والحضارة.. ياسادة إن الحضارة اليوم هي في رفاهية الشعب.. مؤشر البلدان الجيدة، الذي ربما يسخر منه البعض ويعتبره مؤامرة صهيونية، هو مؤشر يرصد مساهمة البلدان في تحقيق المصلحة الفضلى للمواطن من خلال العلوم والتكنولوجيا والثقافة، السلم والأمن ومكافحة التلوث و الرخاء والمساواة والصحة والرفاهية، والحمد لله حصلنا على ذيل القائمة.
عندما أصبح الجنرال ديغول رئيساً لفرنسا بعد الحرب العالمية الثانية كان من بين أوائل التوقعات أن يكون العسكر أول مَن يدخل معه الى قصر الإليزيه، لكن المفاجاة كانت في أن جنرال فرنسا أرسل في طلب ثلاثة من كبار كتّاب باريس: فرانسو مورياك وبول فاليري وأندريه مالرو، فقد كان يؤمن أن مجد فرنسا لا يستعاد بأصحاب الرتب والنياشين، وإنما بإفساح المجال للعقول الكبيرة.
حين وقف مالرو أمام ديغول بادرهُ الأخير بالقول "المستقبل أولاً" .في كل يوم نتابع أخبار هذه البلاد، نجد أنّ هناك اكتشافاً جديداً يقدمه لنا المشهد الكوميدي السياسي، وكان آخره ما أعلنته مديرية الأمن في هيئة الحشد الشعبي عن قيامها بإغلاق أكثر من 320 مقراً وهمياً تنتحل صفة الحشد، أغلبها في بغداد، وأتمنى عليك ألّا تبحلق في الخبر تعجباً، نعم، في بغداد لوحدها، أما في المدن"المتقدمة" جداً، فإن الأمر يحتاج الى عدّاد إلكتروني.
يقول الجنرال ديغول لوزير ثقافته مالرو: "بيني وبينك، هل هناك ما يستحق الكتابة عنه؟"
ماذا نكتب نحن الصحفيين الخائفين على جلودنا من أن تسلخ في مسلخة المتبارين على " قدسية" الساسة، سوف نجرب أن نعرف لماذا يريد لنا البعض ان نموت من أجل طهران ؟ ، سيقول البعض : يارجل انها جارة ويهمنا استقرار المنطقة ، نعم ياسادة نحن مع الاستقرار ، ولكننا ايضا مع ان يبقى العراق كبيرا وعزيزا ، فلا احد منا نحن قبيلة الكتاب المشاغبين يريد لهذه البلاد ان تكون صغيرة وضعيفة، أو تتصرف مثل التابع .. إن ما نكتبه هو غضب المحبين الحقيقيين ، وهو أنبل وأرقى من رضا النصابين الانتهازيين ، الذين يريدون ان يحولوا العراق إلى مجموعة من الدكاكين الخاصة، كل ما يشغلهم هو أن يحققوا من خلاله الحد الأقصى من الأرباح والمنافع الشخصية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

إيران: لن نسمح بتكرار أحداث سوريا والمسلحون لن يحققوا أي انتصار

المخابرات الفرنسية تحذر من نووي إيران: التهديد الأخطر على الإطلاق

نعيم قاسم: انتصارنا اليوم يفوق انتصار 2006

نائب لـ(المدى): "سرقة القرن" جريمة ولم تكن تحدث لو لا تسهيلات متنفذين بالسلطة

هزة أرضية تضرب الحدود العراقية – الأيرانية

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الجيش السوري يستعيد السيطرة على بعض النقاط في حلب وإدلب

متابعة/ المدى أعلن الجيش السوري مواصلته "التصدي" للهجوم الذي شنته هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا) وفصائل معارضة حليفة لها على مواقعه في نواحي حلب وإدلب شمال البلاد، وأوقع عدداً كبيراً من القتلى من...

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram