ترجمة / حامد أحمد
وسط تصاعد توترات الشرق الأوسط، عرض العراق جهوده للتوسط في الأزمة المحتدمة بين حليفيه الرئيسيين الولايات المتحدة وإيران، في وقت بدأت فيه اتفاقية طهران النووية مع العالم بالتفكك على نحو مضطرد .
وزير الخارجية العراقي محمد على الحكيم قدم هذا العرض، الأحد الفائت، خلال مؤتمر صحفي مشترك في بغداد مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف .
قال الحكيم: "نحن نحاول تقديم المساعدة وأن نكون وسطاء لحل الأزمة. بغداد ستعمل للتوصل الى حل مرضٍ." بينما أكد من جانب آخر أن العراق يقف ضد الخطوات الانفرادية التي اتخذتها واشنطن .
وازدادت التوترات حدة خلال الأسابيع الأخيرة بين واشنطن وطهران حول قيام أميركا بنشر حاملة طائرات وقاصفات B- 52 في مياه الخليج استجابة لتهديد غير معروف لقواتها في المنطقة تقول إنه قادم من طهران. وتخطط الولايات المتحدة ايضا لإرسال 900 جندي إضافيين الى القوة الموجودة أصلاً في الشرق الأوسط والبالغ عديدها 600 جندي وتعمل على تمديد بقائها .
ترجع جذور الأزمة الى قيام الرئيس الأميركي دونالد ترامب، العام الماضي، بالانسحاب من الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع القوى الدولية عام 2015 لكبح قدرة إيران على تصنيع أسلحة نووية مقابل رفع العقوبات عنها. ويقول ترامب إنه انسحب من الاتفاقية لأنه يعتقد أنها فشلت في كبح قدرة إيران على تطوير أسلحة نووية او إيقاف دعمها للمليشيات عبر منطقة الشرق الأوسط، التي تقول الولايات المتحدة إنها تزعزع الاستقرار في المنطقة، وكذلك للوقوف على قضية صواريخ طهران التي بإمكانها أن تصل الى كل من قواعد الولايات المتحدة الإقليمية وإسرائيل .
ظريف، من جانبه، يصر على أن إيران لم تخرق الاتفاق النووي، وحثَّ الدول الأوروبية لبذل الجهود للحفاظ على الاتفاقية عقب الإنسحاب الأميركي .
في حديثه عن تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة، قال ظريف إن "إيران ستواجه الحرب فيما اذا كانت اقتصادية او عسكرية عبر صمودها وقواتها أيضاً." وحثّ أيضاً على إبرام اتفاقية عدم اعتداء بين إيران والبلدان العربية في الخليج .
ودائماً كان العراق يسعى للحفاظ على خط متوازن في علاقاته بين حليفيه طهران وواشنطن. وبحكم موقعه الجغرافي يقع العراق أيضاً بين إيران وبقية دول الخليج الأخرى التي تتصدرها السعودية في تنافسها مع إيران حول النفوذ في المنطقة .
عرض الوساطة الذي تقدم به وزير الخارجية الحكيم هو صدى لعرض مشابه تقدم به رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي. وأعرب الحكيم أيضاً عن القلق إزاء اقتصاد إيران المتدهور .
يشكل الإيرانيون القسم الأكبر من ملايين الزوار الشيعة الذين يقصدون العراق سنوياً لزيارة العتبات المقدسة فيه، لكن قدرتهم الشرائية قد ضعفت كثيراً بعد تجديد ترامب للعقوبات المفروضة على بلدهم .
وقال الحكيم: العقوبات ضد الشقيقة إيران غير مجدية ونحن نقف بالضد منها.
في هذه الأثناء، اقترح الرئيس الإيراني حسن روحاني أن تُجري الجمهورية الإسلامية استفتاء حول برنامجها النووي. وقالت وسائل إعلام رسمية إيرانية إن روحاني تقدم بهذا المقترح خلال لقائه بإعلاميين إيرانيين السبت الماضي .
المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، الذي له الكلام الفصل في كل أمور البلاد، لم يعلق مباشرة على مقترح روحاني. يذكر أن جمهورية إيران الإسلامية شهدت استفتاءات قليلة جداً منذ تأسيسها عام 1979، كان أحدها حول تغيير النظام من ملكي الى جمهوري إسلامي، واستفتاءان آخران حول دستورها والتعديلات التي طرأت عليه .
من جانب آخر، يرى نائب قائد قوات الحرس الثوري، الجنرال علي فدوي، أن أية مفاوضات مع الولايات المتحدة ستكون غير مثمرة. وقال إنها ستكون "كما لو أنك تتفاوض مع شيطان ".
عن: أسوشييتدبرس