علي حسين
نظراً للنجاح المنقطع النظير الذي حققه فيلم "مجلس مكافحة الفساد"، والذي يعرض على القمر الصناعي "نايل سات"، نرجو من المواطن العراقي، الشغوف بمتابعة دروس تطوير اللغة العربية التي يلقيها علينا النائب فائق الشيخ، الذي أخبرنا مشكوراً أن مفردة "سلابات" يجب أن تضاف الى سلسلة الخدمات التي يقدمها النائب الى عموم الشعب العراقي، نرجوه التحول إلى القمر " عرب سات " الذي يعرض فيه فيلم الموسم "السفير علي الدباغ."
كنت أتصفح المواقع الإخبارية حين لفت نظرى هذا الإعلان عن فيلم الموسم: "السفير" ، وللمفارقة، فإني لم آخذ خبر هذا الفيلم على محمل الجد، فأنا مواطن صالح يُصدق ما تقوله الحكومة، أجلس مبتسماً سعيداً أمام شاشة التلفزيون وأنا أشاهد النواب يخبروننا أن زمن الفساد قد ولّى الى غير رجعة، وأننا نعيش أزهى عصور النزاهة والشفافية، بدليل أن أبا مازن مايزال مصراً على أن يستثمر أمواله في بيع وشراء المناصب .
وكنت قد جاهدت نفسي بأن لا أتابع أخبار المسؤولين السابقين، فما موجود على الساحة "يكفي ويزيد"، ولهذا أنا مجبر على تذكر علي الدباغ الذي يذكرنا جميعاً بما فعله في صفقة الأسلحة الروسية. ورغم أن الرجل حلف بأغلظ الأَيمان أنه لا يعلم شيئاً عن كواليس هذه الصفقة، وأنه مايزال يعاني من الصدمة، حين اكتشف أن رجالاً أعزاء الى قلبه، مثل نوري المالكي وسعدون الدليمي، خدعوه وأكلوا عليه عمولته، وباعوه للجنة النزاهة، التي أنصفت الحاج علي الدباغ ومكّنته من أن يعوّض خسارته بأن يبيع لقاءً تلفزيونياً مع طارق عزيز الى قناة العربية. ولمن لا يعرف السفير علي الدباغ ، فبإمكانه البحث عنه في موقع "غوغل" وسيجد أن الرجل حاصل على بكالوريوس هندسة مدنية، وماجستير علوم هندسية، والتلوث البيئي، ودكتوراه في إدارة الأعمال، وخبير في شؤون المرجعية، وماجستير في الحاسبات، ورياضي وإعلامي، وسيضاف إليها، وبفضل حكومتنا "الرشيدة" لقب سفير.
هل حضرتك عزيزي المتفرج متفاجئ مما يعرض أمامك؟ هل النائب فائق الشيخ علي وهو يصارع المرحوم عباس محمود العقاد على كرسي مجمّع اللغة العربية، كان يعرف جيداً أن ما يقوله يمثل منصبه كنائب منتخب؟ وكنّا شاهدنا على الفضائيات كيف أن الحكومة اليابانية أصرت على أن يقدّم أحد وزرائها استقالته لأنه قال لأحد الصحفيين "اصمت"، هل تريدون أن نقارن؟ أرجوكم بلا مزاح، في كل يوم نسيرعكس اتجاه العالم، لكننا في الصباح نشكو المؤامرة الإمبريالية التي تقف بالضد من رفع الأزبال عن شوارع بغداد، كل ما نحن فيه مؤامرة يقودها الغرب "الكافر" الذي يريد أن يسرق الابتكارات العلمية الحديثة التي حققها عباس البياتي خلال السنوات الماضية.