علي حسين
إذا كُنتَ لا تزال لديك هواية مشاهدة الفضائيات مثل جنابي، سوف تلاحظ أنّ حلم النائب "الثائر" احمد الجبوري قد تحقق :الجماهير خرجت تهتف باسمه، وترفع صوره،
وتستظل بـ "جكساراته" من حرارة الشمس، وتعتبره النهر الثالث بعد دجلة والفرات .
وإذا واصلتَ التسمّر أمام الشاشة العجيبة، سوف تلاحظ شيئاً آخر في مشاهد نشرة اخبار هذه البلاد: أن النائبة "الثائرة" عالية نصيف اكتشفت اليوم فقط ان هناك مليارات سرقت من اموال العراقيين، وانها واعني السيدة النائبة قلقة على مستقبل البلاد بسبب انتشار مافيات الفساد ، واتمنى ان تسمح لي النائبة المثابرة أن أذكّرها بما قالته عام 2013 عندما اتُهِمت حكومة المالكي بنهب اموال المشاريع الوهمية، قالت بالحرف الواحد إن الذين يتهمون الحكومة بالفساد انما ينفذون اجندات خارجية تمولها السعودية وقطر والكويت.
وأتمنى أن تسمحوا لي، فهذه ليست المرة الاولى التي أعود فيها الى حديث الكتب، واعتذر لأنني وأنا في وسط تظاهرات "بالروح بالدم نفديك يا ابو مازن"، احدثكم عن كاتب فرنسي اسمه جلين بليك اصدر منذ زمن كتاب بعنوان "المجادلة مع الحمقى" يقول فيه:
"إن للحمقى أيضا من يعجب بهم وهم الأكثر حمقاً منهم"، وقديماً خصص أحد التقاة "ابن الجوزي" كتاباً سرد فيه أخبار الحمقى والمغفلين وضع فيه وصفاً للحمق قال: "معنى الحمق والتغفيل هو الغلط في الوسيلة والطريق إلى المطلوب، بخلاف الجنون، فإنه عبارة عن الخلل في الوسيلة والمقصود جميعاً، فالأحمق، سلوكه الطريق فاسد ورؤيته في الوصول إلى الغرض غير صحيحة".
ويبدو أن مفهوم الحماقة اليوم بدأ يشمل الشعوب التي تسلم أمرها بيد مسؤولين فاقدي الصلاحية والأهلية ويكفي أن نأخذ عينات من من ساستنا " الاشاوس " كي نرى حجم الاستخفاف بالإنسان، فشراء الذمم وتزوير إرادة الناس وسرقة المال العام والمحسوبية والرشوة، جعلت من المواطن المسكين والمغلوب على امره لا يملك إرادته ويعيش على هامش الحياة.
ولهذا لا مفاجأة على الإطلاق، أن نكون على قائمة بؤساء العالم، ما المفاجأة فى بلد يراد له ان يستقيل من التاريخ والجغرافيا والسياسة ، وان يجلس المواطن فيه على مقاعد المتفرجين والمشجعين؟
أيها السادة نعيش اليوم في احدث نموذج لمجتمعات الحمقى والمغفلين التي لبس فيها بعض المسؤولين عباءة الاصلاح في الوقت الذي أقاموا فيه حروب الفساد وشيّدوا جمهورية الخراب
بناءً عليه ندعو الله أن تكون السيدة عالية نصيف صادقة في دعوتها لمحاربة مافيات الفساد، وأن تثبت الأيام أنّ العراقيين جميعا مغرمون بأحمد الجبوري.