اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: رفيف والقدو وانتصار رومانيا

العمود الثامن: رفيف والقدو وانتصار رومانيا

نشر في: 28 يوليو, 2019: 09:19 م

 علي حسين

الأقسى من الصور المؤلمة التي ضجت بها مواقع التواصل الاجتماعي للطفلة رفيف التي ماتت بسبب أن مستشفى الديوانية لا يملك جهاز ناظور،

في الوقت الذي نهبت عشرات المليارات من موازنة وزارة الصحة في زمن "اتقياء حزب الدعوة" ، والأقسى من التقرير الذي أصدرته دائرة الطب العدلي والذي يؤكد أن السجين ماهر راضي عبد الحسين ، مات بسبب من شدة التعذيب داخل مركز شرطة في النجف ، الأقسى من كل ذلك أننا من جديد نتجرّع الحقيقة بمذاقها المرّ، وهي أنّ المواطن بلا ثمن، ولا أهمية، مجرّد رقم يضاف إلى سجلات الموتى، ومن ثم فلا تسألوا عن المتسبّب في عدم توفر جهاز ناظور في مستشفيات بلاد تصدر يوميا أكثر من أربعة ملايين برميل نفط، مثلما لا يحق لكم أن تسألوا أين وصل التحقيق في موت مواطن تحت التعذيب ، مثلما ليس من حقكم أن تسألوا هل تمت محاسبة الوزيرة السابقة عديلة حمود؟ والتي حولت وزارة الصحة آنذاك إلى شركة مساهمة يديرها زوجها وابن عمها وأشقاء زوجها وأزواج بناتها، هذه هي الحقيقة باختصار شديد وإن حاولوا الضحك على عقولنا، بأنّ ما جرى مجرّد إهمال من طبيب أو تصرف فردي من رجل شرطة .

كنت أتوهم أنّ موت أطفال بسبب الفساد والإهمال، كفيل بتحريك قليل من مشاعر الألم والندم لدى مسؤولينا الأشاوس، غير أنّ كل ما اهتموا به هو بيانات تدافع عن المجاهد ريان الكلداني!،وهتافات بحياة الزعيم أبو مازن، وصرخات بأن وعد القدو أقرب إلينا من حبل الوريد، تخيلوا رجلا يحمل جنسية ألمانية يتحكم في مصائر أناس أبرياء ويسرق الدولة في وضح النهار، لكن الدولة نفسها مصرة على أن وعد القدو زينة رجالها!!، مثلما تصر على أن لا حكومة ولا برلمان من دون أن يكون هناك كرسي بمساند تجلس عليه حنان الفتلاوي. 

أعلم أنه من قبيل التكرار الممل أن نذكر وزراء في دول محترمة يقدمون على الانتحار إذا وقعت في دائرة اختصاصهم حوادث بسيطة، أو أن مسؤولين كبارا يرحلون في كوارث أصغر حجماً من ذلك، وأعرف أننا لسنا رومانيا، التي قرر وزير الداخلية فيها إقالة رئيس جهاز الشرطة في أعقاب جريمة مقتل مراهقة، لأنه لم يتخذ أي إجراء لإنقاذها من أيدي الخاطفين.

يفوز النموذج الروماني بقيمه الإنسانية والاجتماعية والوطنية الحقيقية، فيما نخسر بنماذج تريد لنا أن نعيش مع الخراب، نهوض رومانيا من ركام نظام شاوشيسكو القمعي لم يكن عجيبا، لأن هناك ساسة يرفضون الضحك على الشعب، وشعور الشعب الروماني بأنه يرفض الذل واستعلاء المسؤول والخطوط الحمر والمجاهدين المقدسين، وما هي إلا سنوات وأصبحت رومانيا في مقدمة بلدان أوروبا التي تسعى نحو الازدهار.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

العدل تعلن اعداد النزلاء المطلق سراحهم خلال شهر تموز

القضاء يحكم بالاعدام والسجن المؤبد بحق 30 تاجر مخدرات

السوداني يحذر من خطورة الاستخفاف بسيادة الدول

ميسي ضمن التشكيل المثالي لكوبا أميركا

أسعار الدولار في بغداد.. سجلت ارتفاعا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram