اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: العار الذي سيلاحقكم

العمود الثامن: العار الذي سيلاحقكم

نشر في: 31 أغسطس, 2019: 10:25 م

 علي حسين

ليس صحيحا أن الدولة أهملت الرجل المصاب بالسرطان والذي قرر أن ينهي حياته بأن رمى نفسه من الطابق السادس بعد أن عجز المستشفى عن توفير دواء له،

كل ما في الأمر أن الجميع منشغل بمعركة كراسي مجالس المحافظات ، ولذلك لا أوافق أبدا على ما ذهب إليه البعض من أنه كان يفترض أن يترك السادة المسؤلون مشاغلهم الضخمة ومسؤولياتهم الجسام ليضيعوا دقائق من وقتهم الثمين في إصدار تصريح صغير يواسون فيه عائلة الرجل الذي انتحر ظلما وقهرا، ومعها برقية يعزون فيها هذا الشعب بمصائبه التي لا تتوقف أبدا.

في كل يوم نعيش مع المعالجات الدرامية التي تضعها بعض المؤسسات، وفي كل يوم نصحوا على مصيبة ومعها بيان يطمئننا إلى أنها المصيبة الأخيرة، فبعد أن انتظرنا تفسيرا لأيام الخراب التي تحاصرنا، وبعد أن عجز الناس عن حل لغز الأسلحة التي تنفجر في كل مكان، وضربنا أخماسا في أسداس لنعرف لماذا لا يراد للكهرباء أن تضيء شوارع العراق وبيوته، بعد كل ذلك، اكتشفنا بالصدفة أن ضياع ثروات البلد وسرقة ملياراته تقف وراءهما الإمبريالية ومعها الماسونية. 

في كل دول العالم تكون وظيفة المسؤول الحقيقية هي أن يجعل الناس أكثر أمنا وسعادة وإيمانا بالمستقبل، إلا في العراق حيث يشيع مسؤولونا مبدأ الفشل، مستخدمين فزاعة الأجندات الخارجية، ولهذا أجد من المعيب جدا أن تصدر دائرة الصحة في البصرة بيانا تقول فيه إن المريض كان في حالة متقدمة من مرض السرطان ويعاني من تردي حالته النفسية، وتقسم بأغلظ الأيمان أن الدواء موجود، فيما يخبرنا عضو مجلس المحافظة محمد المنصوري وبكل صراحة أن "الرجل الذي يبلغ من العمر 67 عامًا، رمى بنفسه من شباك الطابق السادس من مبنى المستشفى، لعدم توفر العلاج اللازم لمرضه بالمستشفى وعدم امتلاكه الأموال لشرائه".

ومن المعيب جدا أن تدافع جهة رسمية عن ملف مخز مثل ملف عدم توفر الأدوية، وهو ملف تعاني منه معظم مستشفيات العراق، حين يضطر المريض لشراء الأدوية من ماله الخاص.. ومن المعيب أن تصمت وزارة الصحة على حادث الانتحار الشنيع هذا .

ليس مقبولا أن يصبح مستقبل الناس وحياتهم سلعة رخيصة في سوق الأكاذيب، وليس مقبولا أن يحاول البعض التغطية على مثل جريمة انتحار مريض البصرة، ليوجه الأنظار نحو ملفات أخرى لا ناقة للمواطن العراقي فيها ولا جمل.

العار سيبقى يطارد كل المسؤولين الذين صمتوا على ما جرى في قضية انتحار الشباب والفتيات والآن جاء الدور على المرضى.. أيها السادة مثل هذه الحوادث تسقط حكومات حتى لو كان ما حدث مجرد حادث فردي .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

العدل تعلن اعداد النزلاء المطلق سراحهم خلال شهر تموز

القضاء يحكم بالاعدام والسجن المؤبد بحق 30 تاجر مخدرات

السوداني يحذر من خطورة الاستخفاف بسيادة الدول

ميسي ضمن التشكيل المثالي لكوبا أميركا

أسعار الدولار في بغداد.. سجلت ارتفاعا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

لماذا أدعو إلى إصلاح التعليم العالي؟ (إصلاح التعليم العالي الطريق السليم لاصلاح الدولة)

العمودالثامن: الكهوف المظلمة

العمودالثامن: النائب الذي يريد أن ينقذنا من الضلال

العمودالثامن: أحزاب وخطباء !

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

 علي حسين يملأ بعض السياسيين حياتنا بالبيانات المضحكة ، وفي سذاجة يومية يحاولون أن يحولوا الأنظار عن المآسي التي ترتكب بحق هذا الشعب المطلوب منه أن يذهب كل أربع سنوات ” صاغراً” لانتخاب...
علي حسين

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

رشيد الخيون عندما تُعلن الأنظمة، تحت هيمنة القوى الدّينيّة المسيسة، تطبيق الشّريعة، تكون أول ضحاياها النّساء، من سن زواجهنَّ وطلاقهنَّ، نشوزهنَّ، حضانة أولادهنَّ، الاستمتاع بهنَّ، ناهيك عما يقع عليهنَّ مِن جرائم الشّرف، وأنظمة لا...
رشيد الخيون

مأساة علاقات بغداد وأربيل..استعصاء التجانس واستحالة التفارق

رستم محمود أثناء مشاركته في الاجتماع الموسع للأحزاب والقوى السياسية العراقية في العاصمة بغداد، ضمن زيارته الأخيرة، والتي أتت بعد ست سنوات من "القطيعة السياسية مع العاصمة"، رفض زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني والرئيس الأسبق...
رستم محمود

كلاكيت: للوثائقيات العراقية موضوعات كثر

 علاء المفرجي أثار موضوع تعديل قانون الأحوال الشخصية في العراق، من جدل اجتماعي أحتل ومازال مواقع التواصل الاجتماعي، أُعيد ما كتب في هذا الحيز عن فيلم (خاتم نحاس) إخراج فريد الركابي والذي انتجته...
علاء المفرجي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram