TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: رسائل حفلة الاعتقالات !!

العمود الثامن: رسائل حفلة الاعتقالات !!

نشر في: 14 أكتوبر, 2019: 09:28 م

 علي حسين

إذا كنت متابعا جيدا لما ينشر في الصحف ويعرض في الفضائيات، فإن هناك اجتماعات وبيانات رسمية سواء من الرئاسات الثلاث أو مجلس النواب،

تؤكد أن "الدنيا ربيع والجو بديع"، ولهذا أعلن الجميع أنهم مع حق التظاهر والاحتجاج، وتغنوا بحرية الإعلام، ورفعوا سيف القصاص أمام الجهات التي قتلت المتظاهرين واعتدت على القنوات الفضائية وطاردت الصحفيين، ولم تنس البيانات "الوردية" أن تطمئننا على حق المواطن في الحصول على المعلومات، ولهذا لا بد من حظر الفيسبوك الملعون لأنه يثير البلبلة والشغب، ومنع شبكات الاتصال من تقديم خدمات الانترنيت، وبهذه الطريقة يتمتع المواطن بحرية لن يجدها حتى في اليابان. 

من حيث المبدأ، أنا أول من يصفق لقرارات الرئاسات ومعها الحكومة. لكن لأنني مشاغب وأعاني من مرض "سوء الظن" كنت أتمنى أن تكون أولويات الحكومة أن تطمئن الناس وخصوصا شباب التظاهرات على أن قوائم " الامن الوطني" التي بموجبها تتم مطاردة واعتقال شباب التظاهرات مرفوضة، وأن يكون في أولويات الحكومة ان تمنع اعتقال الشباب.

كنا عشنا مع مشاهد مؤثرة أداها جميع مسؤولينا، وكيف ذرفوا الدموع على قمع تطاهرات البحرين.. فياسادة ياكرام كيف تكونون مع حق البحرينيين في الغضب والاحتجاج، ثم تتخذون موقفًا متشددًا وتعسفيًا ضد حق العراقيين في المطالبة بالتغيير والإصلاح السياسي، والتحرّر من الفساد، ولا تهزكم دماء ما يزيد عن 110 شابا حصدت أرواحهم آلة القمع في شوارع وساحات العراق؟ .

لماذا تكون التظاهرات في البحرين والسعودية وكشمير سعياً إلى الحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية ، بينما التظاهرات العراقية تخريبًا وعنفًا وهدمًا للدولة العراقية ؟ كيف تكون مع التظاهرات في مكان من العالم، وضدها في مكان آخر؟ .

ولو أمعنا النظر فيما يطلقه البعض من السياسيين والمقربين والمسؤولين من دخان أسود ضد المتظاهرين سندرك أن العراق فعلا فى خطر، كونه واقع بين خطرين يتربصان به، الأول: تصاعد هجمات الحكومة ضد الناشطين السياسيين والداعين إلى الإصلاح، مقترنا بتكثيف القصف من قبل الخلايا الحكومية، التى شمرت عن سواعدها لتشويه صورة المتظاهرين واعتبار ساحات الوطن مصدرًا للشرور والأخطار على العملية السياسية. أما الخطر الثاني فهو تلك الحالة من الصمت المريب والاكتفاء بالفرجة من جانب أولئك الذين استمدوا شرعية حكمهم للبلاد من تضحيات العراقيين وهم يرون الوحوش تنهش في لحم الشباب والإعلاميين وفي سمعتهم ووطنيتهم ونقائهم، حتى بلغ الأمر ببعضهم حد التشكيك فى وطنية المتظاهرين.

تلك هي أبرز ما فرضته الاحتجاجات الاخيرة من أسئلةٍ كاشفةٍ للمواقف الحقيقية والانحيازات الصريحة، مع الشعوب وضدها، ومع المبادئ وعكسها، وهو الامتحان الذي أظهر مساحةً هائلة من التناقضات وازدواجية المعايير، والتواطؤ، الصامت أحيانًا.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram