الإثنين، 14 إبريل 2025

℃ 27
الرئيسية > أعمدة واراء > كواليس: غابت المسرحية الواقعية فأنحسر الجمهور

كواليس: غابت المسرحية الواقعية فأنحسر الجمهور

نشر في: 6 يوليو, 2020: 07:10 م

تواصل المدى نشر الأعمدة الثقافية، والتي سبق وأن أرسلها الفنان الرائد الراحل سامي عبد الحميد إلى المدى، بغية النشر. والمدى إذ تنشر هذه الأعمدة تؤكد الحضور الثقافي الفاعل الذي كان يميز فناننا الكبير.

 سامي عبد الحميد 

قبل أيام ذكر (ناصر طه) وهو في الأصل مسرحي ، بأن "عروض المسرح التي يفتقدها العراق هي العروض الواقعية . انشغل مسرحيو البلاد بالتجريب وانقسموا بين فوضى الشكل وضبابية المفاهيم وبين استنساخ غير متقن لعروض نخبوية عالمية ، وعلق عدد من المسرحيين في الداخل والخارج على هذا الرأي مؤيدين هذا التحفظ. وهذا ما كنت أطرحه على الدوام منذ زمن ، وكان البعض من المسرحيين الجدد يهزأون من طروحاتي ويدعون بأن مسرحيات الماضي الواقعية فات عليها الزمن وإنهم يركبون موجة التجديد بل إنهم أحياناً يدّعون بتوجههم نحو مسرح ما بعد الحداثة .

أعزائي المسرح في العالم لم يصبح متنكراً أو ناكراً للمسرحية الواقعية أو حتى للكلاسيكية بل ما زال يطرح جميع الألوان والتيارات المسرحية ويُقبل الجمهور على مشاهدتها كلها ولا يستثني تياراً معيناً وهذا هو أحد أسباب توسع رقعة المتفرجين المتذوقين وتزايد أعدادهم وبالعكس مما يحدث في مسرحنا الغربي أخذ جمهوره بالتناقص عددياً لأن العديد منهم يقومون على مشاهدة مسرحية معينة فلا يفهمون منها شيئاً لما فيها من غموض في المحتوى وفوضي في الشكل ويبقى حجم الجمهور المسرحي ضيقاً مقتصراً على أقارب وأصدقاء العاملين فيها وطلبة معهد أو كلية الفنون الجميلة.

وهنا لا بد أن أذكر على أن ما يوسع رقعة الجمهور المسرحي هو التنوع في العروض المسرحية وتقديم ما يهم المواطنين من مشاكل وبشكل يدعو إلى الإقناع والتبرير ويتمثل ذلك في المسرحيات الواقعية بالدرجة الأولى . 

ومن جهة أخرى فأن تحقيق ما يسمى بالمسرح الدائم أي وجود عروض مسرحية طوال أيام السنة وخصوصاً تلك التي تقدمها الفرقة الوطنية . هو عامل آخر يساهم في تزايد أعداد المقبلين على مشاهدتها .

نعم التجديد مطلوب ولكن ليس على حساب فقدان عامة الجمهور ، مسرحنا يحتاج إلى تربية فنية لجمهوره ولا تأتي هذه التربية بالغموض والإبهام والخروج المفرط على المألوف بلا مبرر بل بالوضوح والإقناع والتبرير وأفضل أمثلة لذلك ما جاء في تعليقات البعض على رأي (ناصر طه) حيث ذكروا مسرحيات مثل (النخلة والجيران) و(بغداد الأزل) ، ونذكر كيف كان الجمهور يتقاطر لمشاهدتها وتستمر عروضها لأيام لا لليلة واحدة أو ليلتين كما يحدث هذه الأيام . 

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

"يومياتهم 20 مليون دينار" .. 6 آلاف موظف في العراق يحتكرون ثلث الرواتب

مدراء المدارس يقدمون طلبات إعفاء جماعي.. والمعلمون يلوحون بمقاطعة أمرين!

السيد الصدر يوجه اتباعه بتحديث بطاقة الناخب!

العمود الثامن: روسو يتطلع إلى بغداد

قاعة الإبراهيمي تضيف معرضاً شخصياً للتشكيلي الرائد سعد الطائي

ملحق معرض اربيل للكتاب

الأكثر قراءة

من يونيتاد الى المحكمة الجنائية الدولية..العدالة الدولية تحت المطرقة

سيكولوجية تجنيد العقول في الجماعات الارهابية الدينية

هلال العيد.. جدل متجدد بين الفقه والعلم وثقافة الاختلاف

قناطر: العالم يتوحش .. المخالبُ في لحمنا

العمود الثامن: قوات سحل الشعب

العمود الثامن: روسو يتطلع إلى بغداد

 علي حسين ظلّ الكتاب والمفكرون يضربون أخماساً بأسداس وهم يحاولون وضع تصور للدولة العادلة، لم يوفق أفلاطون في حل اللغز حتى وهو يخصص للموضوع كتابا بعنوان "الجمهورية" تاركا المهمة لتلميذه النجيب أرسطو الذي...
علي حسين

قناديل: مقالةٌ عن المقالة !!

 لطفية الدليمي لِما يزيدُ عن الخمس عشرة سنة وأنا مواظبةٌ على كتابة مقالة أسبوعية في (المدى). اليوم سأروي بعضاً من مسرّات وشجون كتابة المقالة. حتى عام 2009 كنتُ أكتبُ مقالاتٍ متفرّقة في موضوعات...
لطفية الدليمي

قناطر: أغنيةُ أبي

طالب عبد العزيز حزينٌ، لأنني ما زلتُ ألتذُّ بسماع الموسيقى القديمة، وأقرأُ الاجملَ في كتبي القديمة، وأشاهد الأفضل من الأفلام القديمة، وأتذكرُ الاحسنَ المتحضرَ من الأمكنة؛ والمدن القديمة، وحزينٌ جداً لأنَّ النظام السياسي –الديني-...
طالب عبد العزيز

العدالة الدولية تحت المطرقة (الجزء- 2)

حسن الجنابي انتقل القاضي الدولي كريم خان في عام 2021 الى منصب رفيع آخر هو المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية (ICC)، وسيستمر في المنصب لمدة تسعة أعوام أي حتى عام 2030. وواضح أن الرجل...
حسن الجنابي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram