علي حسين
لماذا لا تلتزم الحكومة بالشفافية فيما يتعلق بموضوعة الكهرباء؟ كل ما يصدر عن الجهات المعنية عقب كل أزمة، وخصوصًا في فصل الصيف هو عبارات مقتضبة تتحدث بشكل متعجل وغامض عن الوضع والتجاوزات وضرورة أن يرشد المواطن استهلاك الكهرباء.
حكومة وأحزاب مؤمنة ونواب يصرّون على رمي الفقراء خارج اهتماماتهم، بدليل أن لا أحد سأل نفسه لماذا يعيش المواطن من دون كهرباء ولا خدمات، بينما تتوافر الخدمات لجميع السياسيين والمسؤولين وقادة الأحزاب وكبار رجال الانتهازية؟
أذكر أنه قبل أن يخبرنا الدكتور حسين الشهرستاني بأننا سنصدر الكهرباء إلى دول أوروبا.. خرج علينا إبراهيم الجعفري بخطاب سنسكريتي تمت ترجمته للعربية، حذر فيه الجعفري الشعب العراقي من صعقة كهربائية بسبب المشاريع العملاقة التي أنجزها والتي خصص لها فصلًا من كتابه "تجربة حكم"، ثم عرفنا أن وزير الكهرباء أيهم السامرائي اكتشف أن له في أموال الكهرباء حقٌّ معلوم فحوّل مليار دولار إلى حسابه في أميركا، بعدها تم اقتياد أموال الكهرباء والإعمار والصحة والتعليم إلى قاصات المسؤولين "الكبار"، وتم تداول حديث طويل ومكرر عن ضرورة الوقوف بوجه المؤامرة الإمبريالية التي لا تريد لنا أن نستفيد من بروفيسورة بحجم عديلة حمود، وعلّامة "نووي" بقدرات حسين الشهرستاني .
وعندما تظاهر الشباب في مدن العراق ضد الفساد والانتهازية ونهب نحو 800 مليار دولار، أطلق عليهم "المجاهد" عادل عبد المهدي الرصاص الحي، لأنهم هتفوا مطالبين بتوفير حياة كريمة .
في بلاد "الكفار" كوريا الجنوبية قرأنا قبل يومين خبر انتحار أكبر عمدة العاصمة " سيول " "بارك وون سون" الذي يعد أحد أبرز السياسيين في البلاد ولعب دورًا مهمًّا في تصدي المدينة لفايروس كورونا. أما لماذا انتحر الرجل ؟ فقد لا تصدق مثلي، فهو لم يتهم بسرقة المليارات ولا تزوير الانتخابات، ولم يشكل ميلشيا تعالج الناس بالكواتم.. فقط اتهمته موظفة بأنه تحرش بها، لكن المحكمة لم تثبت عليه واقعة التحرش.. فاعتبر أن سمعته قد تشوهت، فكتب رسالة إلى عائلته يقول فيها: "أعتذر للجميع... أشكر كل من كان معي في حياتي. أنا آسف جدًا لعائلتي، ولكل من سببتُ له الألم" .
لو سألنا اليوم أي مواطن عراقي عن رأيه وهو يسمع أن مسؤولًا عراقيًا انتحر لمجرد الشبهة بأخلاقه فقد يموت قهرًا أو ضحكًا، لأننا شاهدنا وسمعنا مشعان الجبوري يبصم بالعشرة ان جميع السياسيين سرقوا اموال من خزانة الدولة وانه وحده حصل على ملايين الدولارات ، دون أن يرف جفن للقضاء، أما لو سألت أي مسؤول عراقي عن رأيه بانتحار المسؤول الكوري لاتهمه بالجنون .. فهل يعقل ان ينتحر مسؤول " مقدس " !!.
جميع التعليقات 1
كامل الزهيري
انتحار مسؤول عراقي مقدس من المستحيلات ... ومن اسباب الانتحار (المستحى )... وبين المستح يل والمستح ى وبين من يقوم بهما تباعد كبير ... كارثتنا الكبرى الفساد ... ومن سيحاربه