TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: عزيزي الكربولي.. أعد ما سرقته ثم تحدث بالوطنية

العمود الثامن: عزيزي الكربولي.. أعد ما سرقته ثم تحدث بالوطنية

نشر في: 14 يوليو, 2020: 08:48 م

 علي حسين

تحول السيد جمال الكربولي، إلى مصلح اجتماعي، يسعى لمنافسة المرحوم المهاتما غاندي في تأليف كتاب عن اللاعنف، الأمر ليس محاولة لاستغفال القرّاء، لكن، حقيقة وجدناها اليوم على موقع تويتر حين كتب الكربولي، تغريدة يسخر فيها من يوم 14 تموز قائلًا بكل أريحية:

"لم تكن ثورة أبدًا بل كانت مؤامرة وانقلابًا عسكريًا، ساهم بها حزب أسس للدكتاتورية والفشل في العراق"، إلى الآن وأنا لا اعتراض عندي على أن يعبر الكربولي عن آرائه، إلا أن فائدة تقديم الحكم والنصائح عن العدل والمساواة على تويتر تتطلب أن يسأل الكربولي نفسه، لماذا لا يعيد أموال الهلال الأحمر التي لفلفها وهربها ؟ ومن أين جاءته كل هذه الأموال ولم يعرف عنه قبل 2003 أنه ينتمي إلى نادي المليارديرات؟ .

في كل عام يدور جدل يتساءل فيه الجميع: من يقف وراء الخراب الذي حل بنا؟، ومن صنعه؟، ويضحك ذوو الإجابة "الجاهزة" ويقولون، وهم يقلبون بأوراق "الروزنامة"، فيقع بصرهم على 14 تموز، إذن عبد الكريم قاسم هو الذي جاء بكل هذا الخراب، ومثل هؤلاء هم الذين صفقوا لشعارات حكومة المحاصصة، واعتقدوا أنها ستنقذنا من الفقر والقتل والجهل، هؤلاء يرون في شخصية عبد الكريم دراكولا العصر الحديث. 

سيقول البعض وهو محق ، هل تريد لنا أن نصفق لرجل فتح باب الانقلابات العسكرية ؟. المشهد مقزز حتمًا، تعليق جثة الوصي عبد الإله وسحل نوري سعيد عاريًا، ولكن هل كان هذا المشهد هو الوحيد في تاريخ هذه الدولة؟ لم يقتل مؤسس الجندية العراقية جعفر العسكري؟، ألم تعلق جثث الذين اختلفوا مع العهد الملكي في الساحات؟ ألم ترفع الجماهير السيوف والقامات في وجه يهود العراق؟، وأصرت على أن تستبيح أملاكهم؟ .

أراد عبد الكريم قاسم أن يؤسس لدولة حديثة بقوانينها، فافتى الشيوخ بقتله، حاول أن يقول لنا إن الخلاص في نظام سياسي ينحاز للفقراء ، فتركناه يموت وحيدًا في وزارة الدفاع، هل نحن شعب يسخر من المسؤول الذي لا يسمح لنفسه بأكثر من وجبة غذاء بسيطة؟ لا أبناء، لا زوجة، لا مقربين يحتكرون المناصب، مشتمل بسيط في البتاويين، ومجموعة من الاخيار : محمد حديد وناجي طالب وإبراهيم كبة ونزيهة الدليمي ومصطفى علي وهديب الحاج حمود وعبد اللطيف الشواف .

لا أُريد أن أقلب على حضراتكم المواجع في هذه الزاوية الصغيرة ، لكننا أيها السادة لا نزال نشغل الفيسبوك بشعارات الطائفية والكره بين أبناء الشعب الواحد، لست هنا في مجال مراجعة التاريخ، إنها سطور أريد أن أقول فيها: إن على كل عراقي أن يستدعي ضميره قبل أن يشتم عبد الكريم، أو يلعن نوري السعيد، أو يتشفى من مريض يطلب منه الدعاء .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram