اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ترجمة > سدود البلدان المجاورة الإقليمية وتهديداتها لأمن العراق المائي

سدود البلدان المجاورة الإقليمية وتهديداتها لأمن العراق المائي

نشر في: 7 نوفمبر, 2020: 07:01 م

 متابعة: المدى

تشكّل السدود قضية مثيرة للخلافات في منطقة الشرق الأوسط حيث البلدان المتشاطئة التي تشترك بمنابع نفس الأنهر لا سيما دجلة والفرات النهرين الرئيسين للعراق واللذان ينبعان من تركيا مروراً بسوريا ثم العراق

حيث يشكل هذين النهرين وروافدهما جزءاً كبيراً من الحياة الزراعية في بيئة تكون قاحلة بدونهما ، وكذلك نهري سيروان والزاب الصغير في إقليم كردستان القادمان عبر الحدود مع إيران .

خلال الشهور الماضية شهد العراق انخفاضاً في مناسيب مياه سيروان ونهر الزاب الصغير اللذان ينبعان من إيران عبر الحدود باتجاه اقليم كردستان . ولوحظ هذا الانخفاض المفاجئ للمرة الاولى في آب بعد ثلاث سنوات تقريباً استنفذت فيها التدفقات النابعة من مواقع السدود الإيرانية في جبال زاغروس .

ويواجه العراق أصلا ندرة في المياه التي تشكل تهديداً رئيساً لسكانه ، فإلى جانب أزمات مياه جنوبي العراق حول البصرة تواجه البلاد انخفاضاً في قدرة الوصول الى المياه بسبب بناء السدود ضد التيار المائي صعوداً في ايران وسوريا وتركيا . وتتفاقم مشاكل نقص المياه بسبب الآثار الشديدة لتغير المناخ والتصحر في جميع أنحاء البلاد ، وقد أفاد برنامج الأمم المتحدة للبيئة في عام 2018 بان العراق يخسر حوالي 25000 هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة سنوياً .

تركيا من جانبها بدأت للتو في انتاج الطاقة من سد أليسو الذي تم تشييده حديثاً ، هذا بالاضافة الى مشروع سد جاب الذي بني قبل 50 عاماً ويتضمن 22 سداً و 19 محطة توليد للطاقة . وهذا سيجعل السد الجديد من اكبر السدود في البلاد وسيمنح الحكومة التركية سيطرة كبيرة على تدفقات المياه في نهر دجلة . وتشكل السدود على نهر الفرات في سوريا وتركيا أيضاً تهديداً لأمن العراق المائي .

التحدي الآخر هو السدود الأيرانية وما تسببه في خنق تدفق المياه للعراق . بعد الارتفاع في الروافد الشمالية والغربية لجبال زاغروس يتدفق نهرا سيروان والزاب الصغير الى اقليم كردستان ويلتقي الزاب الصغير بنهر دجلة في بلدة الزاب التي تقع في محافظة كركوك ، في حين يتجه سيروان جنوباً ويمر عبر أراضي محافظة ديالى قبل التقائه بنهر دجلة جنوب بغداد . ويساهم الرافدان معا بحوالي ربع التدفق السنوي لنهر دجلة في العراق .

يشار الى أن التدفقات المستنفدة في نهر سيروان تؤثر الآن على أكثر من 8000 فدان من الأراضي الزراعية في محافظة السليمانية وحدها ، وأن حوالي مليوني شخص يعتمد على تدفقات نهري سيروان والزاب الصغير في محافظتي السليمانية وديالى ، وسيكون لانخفاض تدفق هذه الأنهار تأثير أيضا على السدود الموجودة أصلاً في العراق وهما سدي دوكان وسد دربندخان وكذلك سد حمرين على نهر سيروان ، وتعد هذه المشاريع حيوية لضمان الأمن المائي في الاقليم والمناطق الزراعية بالقرب من بغداد وخارجها ، وبشكل عام سيؤثر انخفاض تدفق نهري سيروان والزاب الصغير على الزراعة ونوعية المياه في جميع أنحاء حوض نهر دجلة .

أما مشاريع السدود الجارية في تركيا قد تكون آثارها على العراق أكبر من منظور هيدروليجي بحت ، حيث أدت وزارة الموارد المائية العراقية قلقها ازاء المشاريع المائية التركية التي تخطط لها أنقرة أو التي أقامتها بالفعل على ضفاف نهر دجلة وما لذلك من مخاطر على حصص العراق من المياه . وضمن مساعي الوصول الى تفاهمات بين بغداد وأنقرة بهذا الصدد ، عقد في آب الماضي لقاء بين وفدين عراقي من وزارة الموارد المائية ونظيره التركي وذلك عبر دائرة تلفزيونية مغلقة لمناقشة مشروع تشييد سد أليسو الذي تقيمه تركيا حالياً على نهر دجلة .

ويتطابق الانخفاض في تدفق النهرين في العراق بشكل مباشر مع مشاريع الري الجديدة المقامة في إيران . ففي العقود الثلاث الماضية سعت إيران لبناء 600 سد للبلاد . ومن بين هذه السدود جرى بناء مشاريع بارزة على غرار سد داريان على الروافد العليا لنهري سيروان والزاب الصغير ويهدف معظمها الى تحويل مجرى المياه المتجهة الى العراق لجعلها الى إيران من خلال مشاريع مثل نفق نصود الذي يبلغ طوله 48 كم والذي اكتمل بناؤه في عام 2013 ونفق طوله 10 كم اكتمل بناؤه حديثاً يهدف الى ايصال المياه من نهر الزاب الصغير الى الحوض الجاف لبحيرة أورميا الميتة .

ويهدد النقص الحاد بالمياه في العراق الى زيادة المخاوف الأمنية من خلال زيادة فقر المجتمعات الريفية وزيادة النمو السكاني في الأحياء الحضرية الفقيرة . وربطت دراسات مسألة خسارة الاراضي الزراعية في الشرق الوسط بشكل عام بالاضطرابات المتزايدة والتوجه الى الهجرة والبحث عن عمل جديد . وتعتبر المياه عنصراً حاسماً هنا ، حيث في عام 2018 ذهبت نسبة 80% من مياه العراق الى قطاع الزراعة الذي يوفر فرص عمل لأكثر من ثلث سكان البلاد .

ومن أجل الاستجابة الصحيحة لهذه الظروف والمعوقات فانه يتوجب على العراق أن يحسن من بنيته التحتية المتعلقة بمشاريع الري ، التي لا يزال جزء كبير منها يعتمد على الأساليب القديمة وغير الفعالة المتمثلة بالري بأسلوب الغمر. يمكن للعراق التركيز على بناء السدود كضمانات ضد التقلبات في إمدادات المياه ، وكذلك إجراء تحسينات في طرق الري التي ستظهر نتائج ملموسة ، ولكن استمرار بناء السدود الإقليمية كحل لندرة المياه من المرجح أن تسفر عنه عواقب مؤسفة طويلة المدى .

عن معهد واشنطن

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

الشرطة المجتمعية: معدل الجريمة انخفض بالعراق بنسبة 40%

طبيب الرئيس الأمريكي يكشف الوضع الصحي لبايدن

القبض على اثنين من تجار المخدرات في ميسان

رسميًا.. مانشستر سيتي يعلن ضم سافينيو

(المدى) تنشر جدول الامتحانات المهنية العامة 

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

ماهي خارطة طريق المعارضة التركية للخلاص من إرث أردوغان؟
ترجمة

ماهي خارطة طريق المعارضة التركية للخلاص من إرث أردوغان؟

 ترجمة / المدى يريد تحالف المعارضة التركي متعدد الاتجاهات، الخلاص من إرث الرئيس رجب طيب أردوغان الذي يمتد لأكثر من عقدين من الحكم المركزي للغاية والمحافظ دينيا.إنهاء دولة الرجل الواحد ينظر إلى صورة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram