TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: كيف تصنع ابو مازن ثم تطرده؟

العمود الثامن: كيف تصنع ابو مازن ثم تطرده؟

نشر في: 14 ديسمبر, 2020: 10:50 م

 علي حسين

أعذروا جهلي فأنا منذ أن صدّعت رؤوسكم بهذه الزاوية، لديّ مشكلة مع ما يقوله "مقاولو السياسة" والمسؤولون عن الخراب والفساد، وتراني أضحك كلما أسمع "مقاولاً" من هؤلاء يذرف الدمع على حال العراقيين، ويطلق الزفرات والآهات على أحوال البلاد والعباد، والأموال التي سلبت في وضح النهار.

فما بالك أن اكتشف قبل ساعات أن النائب أحمد الجبوري، يحمل شهادة الدكتوراه، وهو "صديق الفقراء" . كنا نعتقد أن المهازل السياسية لها موسم وتنتهي، لكننا وجدنا مصابي وباء المهازل يتكاثرون وكأنهم يثبتون بالدليل القاطع أن هذه المدرسة لن تغلق أبوابها، وأن كتاب الأعمدة الساخرة سيجدون دائماً موضوعاً ساخناً، ولأنّ الله رحيم بعباده من العراقيين، فقد تلقيت بسرور بالغ الرسالة "الثورية" التي وجهها النائب أحمد الجبوري الملقب بـ"أبو مازن" إلى جماهير الشعب يحذر فيها من المساس بشعبيته ، وأنه سيكشف "سياسيي الوقت الضائع"، طبعاً الرجل يعتبر نفسه سياسي هذا الوقت وكل وقت، منذ أن أعلن مزاد بيع المناصب وسط قاعة البرلمان، ويمضي أبو مازن ليعلن أن مشروعه "الثوري" أفقد الجميع صوابهم.. وينتهي بأن يحذرنا من أن كرسيه في البرلمان لن يكون في خطر ولن تستطيع الإمبريالية أن تقف في وجه "الكفاءات" العراقية، وكان بالإمكان أن تنتهي الحكاية عند تغريدة أحمد الجبوري، لكنّ المفاجأة الكوميدية هي قرار القضاء الذي منع فيه "أبو مازن" من خوض الانتخابات المقبلة لأنه متهم بقضايا فساد، لكنه في الوقت نفسه سمح له أن يواصل الجلوس على كرسي البرلمان ويمارس النهب ..ولان المهزل متواصلة لا يمكن عدها فقد تقدم السيد "أبو مازن" بطلب إلى القضاء لإلغاء قرار منع المتهمين بقضايا فساد من الترشيح للانتخابات، لأن مثل هؤلاء ثروة وطنية لا يمكن التفريط بها.

يسخرابو مازن من العملية السياسية التي لا تريد أن تعطي رجلاً بحجمه حقه، فمنصب وزير ومحافظ، وعرّاب صفقة رئيس البرلمان ونائب أو نائم دائم على قلوب العراقيين، لا تكفي مسيرة أحمد الجبوري الذي طالبنا بأن نسميه "الزعيم". 

نشاهد على الفضائيات مقاطع ساذجة لسياسيين تتميز بسوء التعبير والخلوّ من أي جملة نافعة، لكنها في المقابل تجلب المنفعة لكاتب "مشاغب" مثلي يعيش مع هذا النوع من الساسة الظرفاء .

يكتب المرحوم أفلاطون أن أكثر الرغبات وقاحةً هي رغبة السلطة، ، المشكلة ياصاحب الجمهورية ليست في الرغبات ، وإنما في ضياع القيم الأخلاقية والوطنية عند "مقاولي السياسة" .

أحمد الجبوري "أبو مازن" من أولئك الذين كرّسوا حياتهم لخدمة الفساد ورعايته، وافتراس كل من يقترب من مناصب النواب ، ولم يكن يتصور أن هذا البرلمان نفسه سيردد "الحمد لله تخلصنا من أبو مازن وساعته الرولكس".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram