TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: لماذا تركيا؟!

العمود الثامن: لماذا تركيا؟!

نشر في: 20 ديسمبر, 2020: 09:53 م

 علي حسين

هذا العراق. لا غيره ، في يوم واحد يقرر خفض العملة العراقية، والسماح للصوص المال العام بأن يدلوا بدلوهم في الأزمة الاقتصادية، وفي يوم واحد يعلن أن السلاح في يد الدولة، فيما صواريخ الكاتيوشا تضرب المنطقة الخضراء،

وما بين الإفلاس وشعارات الإصلاح والصواريخ العابرة للأحياء السكنية، صف طويل من المآسي التي تلاحق العراقيين، ابتدأت بخطط حسين الشهرستاني الذي أخبرنا قبل عشر سنوات أن إنتاج النفط سيتصاعد بشكل تدريجي، وأن عائدات النفط ستعود على العراقيين بالخير الكثير.ولن تنتهي بما قاله وزير المالية علي علاوي من ان "الفقراء" لن يتأثروا بالصعود الصاروخي للدولار .

في كل مرة نسمع التعبيرات نفسها عن ثمار الزيادة في صادرات النفط، ولا ندري كيف تريد الحكومة إقناع الفقراء بأن ثمار رفع أسعار الدولار ستعود عليهم بالمدارس النظيفة والسكن اللائق، والقضاء على البطالة.. أيها السادة لو كانت هناك ثمار للإصلاح الاقتصادي، فيجب أن تبدأ هذه الثمار بملاحقة حيتان الفساد الذين يسيطرون على الاقتصاد ومفاصل الدولة، وأن الشعب سيصدق قرار وزير المالية لو أخبره عن مافيات مزاد العملة، الناس تريد أن تسمع حقائق لا خطباً، تريد أن تطمئن على مستقبل أبنائها لا على مستقبل أعضاء البرلمان والحكومة، تريد سكناً محترماً وضماناً صحياً واجتماعياً ووظيفة مناسبة ومياهاً نظيفة. 

تخيل جنابك أن بعض السياسيين يخافون على الاقتصاد العراقي في الوقت الذي مارسوا فيه نهباً منظماً لثروات العراق.. فيما أخبرنا آخرون أن الاستثمارات الخليجية محاولة لابتلاع العراق، ولم يخبرنا المعترضون: من ابتلع العراق وجعله بلداً لا يستطيع دفع رواتب موظفيه؟ 

في الجانب الآخر هناك خبر مثير، فقد تركنا بلداناً يمكن أن تستثمر أموالها في العراق وذهبنا باتجاه أنقرة التي تعاني من أزمات داخلية وخارجية وعملتها تترنح.

المؤسف، دائماً، أنّ البعض ينسى، أو يجهل، في خضمّ الحماسة "الثورية" لتركيا، مصير بلد بأكمله عانى ويعاني من"هلوسات" السياسيين، بعض القراء الأعزاء سيظنّون أنني منحاز لدول الخليج، ياسادة أنا فقط منحاز للشاب العراقي الذي يبحث عن فرصة عمل، منحاز لبلد يعيش فيه المواطن العراقي برفاهية واستقرار، منحاز للتنمية والعدالة الاجتماعية .

وأذكر جيداً عندما هبّت رياح الإصلاح على برلماننا "العتيد"، وما تبعها من خطابات وأهازيج انتهت إلى اتفاقات، توهم خلالها المواطن البسيط بأن الأمور قد حسمت لصالحه، وتصوّر أن دعاة المحاصصة باتوا أشبه بكائنات منقرضة لن يكون لها وجود في ظل زمن الإصلاح الجميل.

تعلّمنا، من السنين والأحداث والتجارب، أنّ المسؤول العراقي يرى، أنه ليس موظفاً أو نائباً منتخباً، بل ورث الكرسي وسيرثه لأحد أقاربه أو أحبّائه.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram