اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ترجمة > المؤرخ وعالم الانثروبولوجيا البلجيكي أوليفييه سيرفيه:

المؤرخ وعالم الانثروبولوجيا البلجيكي أوليفييه سيرفيه:

نشر في: 21 ديسمبر, 2020: 06:07 م

 سبب مخاوفنا من كورونا هو تضخم علاقتنا بالموت ..

 مشكلتنا الرئيسة هي عدم المساواة العالمية

ترجمة : عدوية الهلالي

يلقي عالم الانثروبولوجيا أوليفييه سيرفيه نظرة خاصة على ثقافة المجتمعات من خلال الوباء الذي أثار الكثير من التخوف لدى البشر ومازال يعتبر أزمة تعيشها البشرية على اختلاف مستويات شدتها وتأثيراتها الجانبية عبرالحوار الذي أجرته معه مجلة لوفان وجاء فيه :

*كعالم متخصص ،كيف كان شعورك تجاه التخوف العلمي من أزمة كورونا؟

- قد يكون فايروس كورونا مرضاً حيوانياً ينتقل الى الإنسان من الحيوانات ، إذ يعتقد أنه انتقل من الخفافيش الى البشر، لكن هذا لايزال تخميناً ، وهناك بعض البلدان التي عملت فيها ولاحظت كيف يتعايش البشر فيها مع البيئة الطبيعية ويطورون الطب التقليدي من ناحية ويعتمدون على الأساطير من ناحية أخرى وكأنهم يخترعون طقوساً خاصة للمرض والموت ..ومايدهشني في حالة هذا الوباء هو أولاً وقبل كل شيء حقيقة أننا ركزنا بشكل حصري على البعد المادي للأجساد مع البراغماتية المفرطة وهاجس السيطرة على حالة الطوارئ ، إذ كنا مهتمين فقط بإدارة المستشفيات ، بينما حذّرعلماء الاجتماع من عاقبة " القنبلة الموقوتة " للوباء في هذه الأماكن ..، وهذا يدل على أنه من خلال إنشاء مركز للأزمات ولكن دون النظر الى إمكانية الرجوع خطوة الى الوراء ، فاننا لانعطي أهمية كافية على المدى الطويل ، عندما سيتأثر المجتمع كله ، على الاطلاق ، بالوباء ..أما الأمر الثاني الذي يقلقني كثيراً والذي يتعلق بالأمر الأول ، هو إننا على المدى القصير سننقذ بلاشك ، ولحسن الحظ ، بضعة آلاف من الأرواح ، لكن أشهراً من الاحتجاز ، لابد أن تولد إمكانية هائلة للعنف الأسري والصدمات النفسية والانتحار ..ففي الأشهر والسنوات التي أعقبت وباء السارس في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين ، ووفقاً للدراسات ، تم تقدير أن مايقرب من 15-30 ٪ من المحتجزين قد أصيبوا بمتلازمة ما بعد الصدمة التي تظهر على سبيل المثال تحت شكل عدم القدرة على العودة الى العمل أو الإرهاق. واعتقد أن أغلب الحكومات لم تتخذ اجراءات كافية بهذا الصدد ..

*هل يعتبر الوباء " عدواً " لابد من مواجهته في الوقت الذي تعكس سلوكيات الحكومات ضعفاً وعدم تنظيم واضحين ؟

- لدي انطباع بأن حكوماتنا تستخدم نبرة التهدئة ويشاركها الإعلام في هذه اللغة ، لكن الأزمة ليست قصيرة الأمد ، وفي هذه الحالة ، لابد من مواجهة العدو المتمثل في الوباء لأن أعداءنا السابقين مثل تلوث الهواء وسوء التغذية وازدحام الطرق أصبحوا غير مرئيين تماماً بعد أن أعادنا وباء مثل هذا الى مخاوفنا ، والسبب في ذلك ليس سوء نظامنا الصحي فقط بل تضخم علاقتنا بالموت ، فقد أصبح من الممكن تصور أن يقتل وباء فايروس كورونا الجميع في كل مكان من مختلف طبقات المجتمع وحول العالم..

* اليوم ، ينظر المؤرخون إلى الإنفلونزا الإسبانية التي حدثت قبل قرن مضى من خلال دراسة الجوانب الصحية والاجتماعية والسياسية ... أنت أيضاً مؤرخ ، ما هو الرأي الذي تتخيله والذي يمكن أن نتخذه في عام 2021 لمواجهة الأزمة الحالية؟

-يبدو أننا تجاهلنا تكرار الأزمات من قرن إلى قرن ، مثل وباء الطاعون في عام 1720 ، والكوليرا في عام 1820 ، وكوفيد -19 في عام 2020 ... إنه اختزال بالطبع ، لأنه كان هناك أيضاً ، على سبيل المثال ، ما يسمى بالإنفلونزا الآسيوية 1968-1969 ، والتي قتلت مليون شخص حول العالم (تخيل أن الإيدز كان له نفس سرعة انتشار Covid-19 ...). كان علينا اللجوء إلى تقديم تفسير ،و إعادة سرد الأساطير، حيث تبدو الصحة العقلية والاجتماعية مهمة بقدر الصحة البدنية التي ترتبط بها ارتباطاً وثيقاً ، فهذه هي الطريقة التي يجب أن نعمل بها.

*هل نحن عند نقطة تحول في الحضارة؟

- تكشف هذه الأزمة عن حدود المسار النيوليبرالي ( الليبرالية الجديدة) الذي اتخذه مايسمى بمجتمعنا الغربي ، والليبرالية الجديدة مستمدة بشكل أساس من الجوانب الاقتصادية والمالية لليبرالية الفلسفية التي أنا مرتبط بها شخصياً. فقد اعتدنا ، أو استسلمنا ، لتقدير كل شيء من حيث التكلفة وتبادل السوق.كماتم تحويل الضروريات الصحية والتعليم (ناهيك عن الأرض أو الهواء أو الماء) إلى سلعة أو أهملناها لأنها لم تكن مربحة. نحن ندفع الثمن اليوم ، لكن جزءاً من البشرية ، شديد التأثيرللأسف ، لا يزال لا يرى ذلك أو ينكره لأن الأمر يخدم مصلحته المالية على الرغم من أن المال وسيلة وليس غاية..يذكرنا فايروس كورونا بشكل أسرع وأكثر قوة بما ينتظرنا إذا واصلنا تدمير المناخ والمحيطات والتنوع البيولوجي: فهو يدعونا بقوة إلى إعادة التفكير في علاقتنا مع العالم..خلاف ذلك ، وعاجلاً أم آجلاً ، سيشبه هذا العالم قريباً نظاماً بيئياً تهيمن عليه نخبة صغيرة لكنها قوية ، والتي ستستمر في سباقها نحو الخلود ، وستعيش الغالبية العظمى من الناس في بيئة فقيرة ومتدهورة (و هذا هو الحال بالفعل بالنسبة لملايين البشر). فالمشكلة الرئيسة هي عدم المساواة العالمية ، وهذا غير مقبول بالنسبة لي.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

واشنطن تحذر بغداد من التحول الى "ممر" بين ايران ولبنان

تقرير أمريكي: داعش ما زال موجوداً لكنه ضعيف

انتخابات برلمان الاقليم..حل للازمات ام فصل جديد من فصولها؟

صورة اليوم

المباشرة بتطبيق الزيادة في رواتب العمال المتقاعدين

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

ماهي خارطة طريق المعارضة التركية للخلاص من إرث أردوغان؟
ترجمة

ماهي خارطة طريق المعارضة التركية للخلاص من إرث أردوغان؟

 ترجمة / المدى يريد تحالف المعارضة التركي متعدد الاتجاهات، الخلاص من إرث الرئيس رجب طيب أردوغان الذي يمتد لأكثر من عقدين من الحكم المركزي للغاية والمحافظ دينيا.إنهاء دولة الرجل الواحد ينظر إلى صورة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram