TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: السيادة التي أكلها الافلاس !!

العمود الثامن: السيادة التي أكلها الافلاس !!

نشر في: 22 ديسمبر, 2020: 09:29 م

 علي حسين

لم يكن هناك ما يضطر السيد نوري المالكي لاستعادة حكاية الموصل، وهو يكتب لنا مقالاً عن أهمية السيادة.. لم يكن ثمّة سؤال يستلزم الاستعانة بتلك الذكرى الحزينة، ذلك أنه يتكلم في الوقت الذي تم فيه حفظ ملف الموصل وسجل ضد مجهول، مثلما حفظت الكثير من الملفات وكان "المجهول" شعارها، فما الداعي لاعادة جملة مل العراقيون من سماعها فحواها:

"إن المؤامرة الماسونية الصهيونية هي التي تقف وراء سقوط الموصل"؟ . ربما أنا لا أملك الرد على السيد المالكي ولكن ليسمح لي أن أعيد عليه ما قاله الفريق الركن مهدي الغراوي قائد عمليات نينوى الذي صرح لوكالة رويترز في الخامس عشر من تشرين الأول عام 2015، عن الأسباب التي كانت وراء سقوط الموصل، وهي حسب قول الغراوي: إن القوات الأمنية كانت تنقصها الأسلحة والذخائر، لم تبق في الموصل أية دبابات، كما أن المدينة كانت تعاني نقصاً في المدفعية، كذلك كانت هناك أيضا مشكلة الجنود الوهميين، وهم الرجال المسجلون في الدفاتر الذين يدفعون للضباط نصف رواتبهم من أجل أن لا يحضروا لثكناتهم ولا يؤدوا ما عليهم من واجبات!، ثم أضاف الغراوي نفسه بعد أربعة أيام وفي برنامج: "إن واحداً من ثلاثة أشخاص ربما يكون قد أصدر الأمر النهائي بالانسحاب من الموصل هم:عبود قنبر وعلي غيدان ونوري المالكي نفسه الذي كان يوجّه كبار الضباط من بغداد".

الراجح، من واقع مقال السيد المالكي، أنه لا يمل من تذكيرنا بأنه الرجل الذي حافظ على سيادة العراق، وأننا بعد أن خذلناه في الحصول على ولاية ثالثة وتآمرنا على منجزاته ، أصابتنا كارثة الإفلاس وصواريخ الكاتيوشا، دون أن يجيب السيد المالكي ترى من ذهب بنا إلى هذا المصير الكارثي؟.

لا نزال نتحدث عن المؤامرة الإمبريالية، ونكاد ننشغل كل يوم بمغامرات التحليل السياسي، دون أن نقول: من أوصلنا إلى مشهد "لله يامحسنين"، ومن قبله مشاهد ملايين النازحين والمشردين.. لماذا ننسى أن سنوات الخراب التي يمر بها العراق كانت قراراً عراقياً خالصاً قام به ساسة يعتقدون أن العراقيين يجب أن يعاقبوا لأنهم شعب يحتاج إلى " الفضيلة " و " الايمان " ولجان الامر بالمعروف .

وأزعم أنه ليس ثمّة انكشاف فاضح أكثر مما نحن فيه الآن على صعيد السياسة والأمن والاقتصاد، أو الهم الأكبر، للعراقيين، وأعني به موضوع الإفلاس المالي، الذي تم بمشاركة جميع القوى السياسية، في الوقت الذي يتمتع فيه حيتان الفساد بالحماية والسلطة. 

لا يذكر السيد المالكي في خطاباته العديدة، حجم المليارات التي دخلت إلى خزينة العراق خلال الثماني سنوات من حكمه، لأنه بالتأكيد لا يريد لهذا الشعب أن يسأل أين ذهبت هذه الأموال، بل هو طوال الوقت يذكرنا بأن الولاية الثالثة أثارت الحاسدين والحاقدين .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: الحرب على الكفاءة

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: عراق الشبيبي وعراق هيثم الجبوري

 علي حسين اظل أكرر واعيد إن أفدح الخسائر التي تعرض لها العراق ان الكثير من مسؤوليه وساسته غابت عنهم الروح الوطنية ، واصبحت كلمة النزاهة مجرد مفردة تلوكها الالسن ويسخر منها اصحاب الشأن...
علي حسين

كلاكيت: السينما عندما توثق تفاصيل المدينة

 علاء المفرجي بغداد والسينما.. المدينة والسينما.. كيف لنا ان نختار شكل العلاقة او ما الذي يمكن ان نكتشف من هذه العلاقة؟ وهل يمكن لبغداد كمدينة ان تنفرد مع السينما فتختلف عن علاقة المدن...
علاء المفرجي

الخزاعي والشَّاهروديَّ.. رئاسة العِراق تأتمر بحكم قاضي قضاة إيران!

رشيد الخيون وقعت واقعةٌ، تهز الضَّمائر وتثير السّرائر، غير مسبوقةٍ في السّياسة، قديمها وحديثها، مهما كانت القرابة والمواءمة بين الأنظمة، يتجنب ممارستها أوالفخر بها الرَّاهنون بلدانها لأنظمة أجنبية علانية، لكنَّ أغرب الغرائب ما يحدث...
رشيد الخيون

قَدْحُ زناد العقل

ابراهيم البليهي حَدَثٌ واحد في حياة الفرد قد يُغَيِّر اتجاهه إذا كان يملك القابلية فيخرج من التحديد إلى التجديد ومن الاتباع إلى الإبداع وعلى سبيل المثال فإن هوارد قاردنر في السبعينات درَس علم النفس...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram