علي حسين
أعلنت البحرين والسعودية والامارات انها بدأت بتوزيع لقاح كورونا على مواطنيها، فيما لاتزال بلاد الرافدين حائرة بين تأييد صواريخ الكاتيوشا، ام الصمت خوفا من الجماعات المسلحة، وفي أحسن الأحوال الاستماع إلى معظم السياسيين وهم ينكرون علاقتهم بهذه الصواريخ..
تقدم دول العالم لشعوبها درسًا في المثابرة لا مكان فيه لجمل وشعارات عن عملاء البورجوازية وأصحاب الأجندات الانحرافية الإمبريالية الرجعية، ولا مكان للمزايدات السياسية التي تجعل أصحاب الكفاءة خارج الخدمة، وتترك المجال للمقربين الذين يعتقدون أن هناك مؤامرة تحاك ضد العملية السياسية، وفي الوقت الذي يستعين العالم بخبراء الأوبئة لمواجهة كورونا تستعين هذه البلاد بأحد عباقرة الطب والذي يعمل رئيسًا للجنة الصحة البرلمانية وأعني به "صائد الفايروسات" النائب قتيبة الجبوري الذي أخبرنا قبل أسابيع أن "كورونا" هو فايروس سياسي، مهمته تخريب اقتصاد العراق، وهو الاقتصاد الذي ينافس اقتصاد الصين واليابان مجتمعتين، وأضاف "سيادته" توابل لنكتته، أن كورونا فايروس استخباراتي، ثم أطلق للشعب وصيته الطبية: لا تقلقوا فإن تأثيركورونا أقل بكثير من تأثير الإنفلاونزا، ومشاهد الموت مجرد فوتوشوب!!
العالم يعيش هاجس الخوف من السلالة الجديدة لوباء "كورونا"، بينما نحن نعيش مع وباء أخطر وأشد فتكًا وهو تصريح جهابذة السياسة الذين ينشرون كل يوم أنواعًا جديدة من وباء الكذب والانتهازية والطائفية والخراب، إن هناك اليوم في بلاد الرافدين والتي ستسمى "بلاد العجائب" جيشًا قوامه آلاف السياسيين تستطيع أن تُطلق عليهم وأنت مرتاح الضمير صفة "الفضائيين" فهم يتقاضون رواتب "فضائية" ويتقاسمونها بالعدل والقسطاس.
لا يعترف المسؤول "الفاشل" بالخطأ، ويعتقد أن "الخطأ والصواب" لا علاقة لهما بإدارة الدولة، حين حوّل المالكي أغنى دولة عربية مثل العراق إلى بلد يحتار أين يضع مرضى كورونا، فقد "لفلفت" أموال الصحة مثلها مثل الكهرباء والتعليم، فالأمور لا تتعدى "تجارب تخطئ وتصيب
.. حين ينتشر الطاعون في رواية ألبير كامو نجد الساسة والمواطنين يصبحون أسرى داخل المدينة، فيما يبدل الوباء معالم العلاقات بينهم، فنحن هنا لسنا إزاء مرض قاتل فقط، وإنما بمواجهة التغيير الذي يحصل في علاقات الناس، فالمسؤول يبيع للناس طمأنينة زائفة مقابل أن يحصل على مزيد من الثروات مستغلًا خوفهم وقلقهم، ورجل دين يدعوهم إلى طريق الهداية، فالطاعون غضب من الخالق على عباده المنحلين مثلما أكد لنا الشيخ مهدي الصميدعي الذي سخر من وباء كورونا واعتبر سفور المرأة أكثر خطورة من الوباء ويجب مكافحته .
منذ اليوم الأول لانتفاضة تشرين بدأت الحكومة ومعها الجماعات المسلحة بإبداء توحشها تجاهها، حتى بدا القتل والخطف وكأنه مسلك منهجي، المقصود منه مزيدًا من الترويع الموجه إلى المجتمع، لقتل أي تفكير في الاعتراض والاحتجاج.