 ترجمة: المدى

اجرت منظمة اليونسيف استطلاعا شمل 303 عائلات مختلفة من 11 محافظة في العراق للتعرف على ما يفضلونه من وسيلة تعليم وسط اجراءات الوقاية من تفشي وباء كورونا وتحديد الدوام بيوم دراسي واحد،

وتبين ان 94 % من الاهالي والآباء الذين اجريت لقاءات معهم يفضلون تلقي اولادهم الدروس والتعليم في المدرسة وليس عبر وسائل الاتصال والانترنيت .

وأظهر الاستبيان بان التحديات الرئيسة التي تم تحديدها فيما يتعلق بالتعليم عن بعد هو الوصول المحدد لانترنيت، حيث بين 74 % من الآباء المجالات المحدودة للتواصل مع الانترنيت في حين بين 62% منهم عدم تأقلم الاطفال مع تقنية التعليم عبر الانترنيت، وبين 54 % منهم افتقار اولادهم لاجهزة الحاسوب وصعوبة توفيرها. اما التعليم عن طريق التلفاز من خلال فقرة البرنامج التربوي فان 74% من الآباء قالوا ان الطفل سيكون قليل التركيز والانتباه على ما يشرحه المدرس .

وكان العام الدراسي الجديد 2020 – 2021 قد بدأ مع شروط الدمج بين التعليم المدرسي والتعليم عن بعد وذلك استجابة لاجراءات الوقاية من وباء كورونا. وتماشيا مع خطة العمل المشتركة التي وقعت في تشرين الثاني 2020، فان كلا من منظمة اليونيسيف ومنظمة برنامج الغذاء الدولي يعملان سوية لتنسيق جهودهما في دعم تعليم اطفال المدارس والمحافظة على صحتهم ونموهم. ومن اجل العودة لبرنامج التعليم عملت تلك المنظمتان على تنفيذ هذا الاستطلاع لجمع معلومات عن تجربة الاطفال لهذه الطريقة في التعليم عن بعد داخل البيت وآراء ابائهم ومدى تفضيلهم لعودة الاطفال الى المدرسة .

تم جمع المعلومات من خلال اتصالات هاتفية ومقابلات من قبل اطراف ثالثة وذلك بانتقاء 303 عائلات بشكل عشوائي عبر 11 محافظة عبر العراق وهي كل من نينوى والانبار وكركوك وواسط وديالى وصلاح الدين والقادسية وميسان وذي قار والمثنى والبصرة .

رغم تفشي وباء كورونا المستجد كوفيد – 19 فضل 94% من الاهالي والآباء الذين استطلعت آراؤهم ان يكون تعليم اولادهم في المدرسة، خصوصا أولئك الذين يعيشون في مناطق ريفية. بينما اعرب 29 % من الآباء عن تفضيلهم الاستمرار بتعليم اولادهم بانفسهم داخل البيت. وهذا الرأي الثاني كان متعلقا بالمدن الحضرية فقط .

وخلال أيام غلق المدارس في الفصل الاخير من السنة الدراسية 2019- 2020، فان 75 % من طلاب المرحلة الابتدائية تواصلوا مع التعليم عن بعد بمساعدة آبائهم. ولكن مساعدة الآباء كانت اقل مع طلاب المراحل المنتهية .

وخلال الفترة الزمنية نفسها فان غالبية الاطفال، والتي تبلغ نسبتهم 65% قضوا اقل من ساعة ونصف باليوم في التعلم داخل البيت او لم يقضوا اي وقت ابدا. في حين بلغت نسبة الذين يقضون اكثر من ساعة ونصف تعليم في البيت بحدود 35 % .

التحدي الاكبر لما يقارب من 75 % من الآباء كان في محدودية وصولهم للانترنيت، خصوصا الذين يعيشون في مناطق ريفية، ويلي ذلك تحدي انتباه الاطفال وقلة اصغائهم للتعليم عبر الانترنيت وبلغت نسبتهم 62 %. وتوضح ان التعليم عن بعد ليس بوسيلة جذابة بالنسبة للاطفال في الوضع الحالي، وهناك عامل آخر وهو عدم توفر اجهزة الحاسوب والحاسوب المحمول، لابتوب، حيث بين ذلك 54 % من العوائل وغالبيتهم من سكنة المناطق الريفية .

أما التعليم بطريقة قناة التعليم التربوي عبر التلفاز فقد اعرب 74 % من الآباء قلة انتباه اولادهم لما يقدمه المدرس وهذا يشكل تحديا آخر اما التعليم داخل المدرسة كوسيلة بديلة، هذا دون الاشارة الى ضعف البث التلفزيوني في قسم من المناطق الريفية النائية بشكل خاص .

اغلب العوائل التي تم اجراء مقابلات معهم والذين تبلغ نسبتهم 92 % اعربوا عن رغبتهم بارسال اطفالهم من جديد للمدارس، في حين كان 8 % منهم حذر من مخاوف تعرضهم لعدوى فايروس كورونا. في تشرين الثاني 2020 اعرب اكثر من 60 % من الآباء عن اطمئنانهم بارسال اولادهم للمدارس، وكان القرار بفتح المدارس مرحب لديهم .

اكثر من 97 % من الآباء اعربوا عن قلقهم من تراجع المستوى التعليمي والاكاديمي لاولادهم. في حين اعرب 54% من الآباء عن قلقهم من ان ذلك سيكون له تأثير نفسي واجتماعي على ابنائهم .

في المناطق الريفية كان قلق الآباء من تعرض اولادهم لتراجع بالمستوى العلمي وسوء ممارسات اجتماعية. من ناحية اخرى اعرب آباء عن ترحيبهم باتخاذ المدارس اجراءات اضافية للوقاية من مرض كورونا والتي تجعلهم اكثر اطمئنان على عودة اولادهم للمدرسة. واشتملت هذه الاجراءات على تحديد عدد الطلاب في كل صف مع ارتداء الكمامات والكفوف واجراءات التعقيم وكذلك اعطاء الطالب الذي تظهر عليه اعراض وباء كورونا اجازة لمدة 14 يوما .

الاستطلاع بين بأن الآباء متحمسين لارسال اولادهم مرة اخرى للمدرسة ولهم اسبابهم الواضحة لذلك لما لابتعاد الطالب عن المدرسة من آثار تحد من معدل مستواه العلمي والاكاديمي .

عن موقع ريليف ويب