علي حسين
قبل هذا التاريخ بثلاثة أعوام بالتمام والكمال وقف المسؤول الإيراني علي أكبر ولايتي ليلقي كلمة في المؤتمر التأسيسي للمجمع العراقي للوحدة الإسلامية، عندها أعلن وبصراحة أن "الصحوة الإسلامية لن تسمح للشيوعيين والليبراليين بالعودة إلى الحكم"..
وكان يمكن لهذه العبارة أن تمر مرور الكرام، لو أن السيد همام حمودي، وكان حينذاك نائباً لرئيس مجلس النواب، لم يخرج علينا ليقول إنه يتفق مع السيد ولايتي .قد يبدو هذا الخبر مثار سخرية للذين يرون أن "جنابي" لا يمل ولا يكل في البحث عن "الدفاتر" القديمة، ويرفض النظر بعين الرضا إلى الواقع ونحن نعيش الديمقراطية في أزهى عصورها.. ولكن يا عزيزي ما قاله السيد ولايتي كان مقدمة لما يحصل اليوم، وإلا ماذا تسمي رحلة ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة في العراق إلى إيران، وانتظارها الإشارة من طهران لكي تجري الانتخابات بلا مشاكل، في الوقت الذي نجد ساسة ومسؤولين يتفاوضون مع أردوغان على موضوعة الانتخابات أيضا؟ .
سبعة عشر عاماً والبعض لا يريد للعراق أن يتغير، الذين يصرون على تغييره هو الأدوار التي يلعبونها بين الحين والآخر، والنتيجة أننا نعيش في ظل علل الساسة ونوازعهم الطائفية، منذ أيام والجميع سعيد بأن بايدن سيتفاوض مع إيران، والحواس متيقظة لمتابعة ما سيقوله السلطان أردوغان عن الانتخابات العراقية، ولكن، مَن يعرف على وجه الضبط لماذا يغيب العراق من ضمائر ساسته، ولكنه يحضر في ساحات القتال على المناصب والامتيازات؟.
منذ ان شاهدت السيدة بلاسخارت اول مرة ايقنت انها تتمتع بروح فكاهية وقدرة غير عادية على اصطياد "القفشات المسلية"، وتوليد النكتة من رحم أكثر المواقف كآبة وجهامة، وعلى هذا الاعتبار سمعنا بيانها عن ضرورة اطلاع دول الجوار على التحضير للانتخابات في العراق، وفاتها أن الإيرانيين يذهبون كل أربع سنوات لانتخاب رئيس واعضاء مجلس النواب ، ولم نجد مسؤولاً إيرانياً أو أممي ناقش الأمر مع العراق، أو أن إيران سمحت لدولة خارجية أن تتدخل في شؤونها الداخلية.
يا سادة، العراقي يحتاج إلى أيكون ساذجاً تماماً، وربما فاقداً للذاكرة، لأقصى درجة ليصدق "الأسطوانة المشروخة" التي ترددها السيد بلاسخارت عن نزاهة الانتخابات ودور الأمم المتحدة وعن دعم المنظمة الدولية لشباب الاحتجاجات، فالناس تدرك جيداً أن السيدة بلاسخارت ترى أن دور الأمم المتحدة هو تقديم العراق على طبق من فضة إلى دول الجوار.
ماذا تسمّي عزيزي القارئ بعثة للأمم المتحدة لا تزال تنتظر الإشارة من إيران للتحضير للانتخابات، وما الاسم الذي تطلقه على ساسة ومسؤولين اجتمعوا في إسنطبول لتشكيل كتلة للانتخابات القادمة ؟.
السيدة بلاسخارت.. العراق يستحق اهتماماً أفضل، ومواطنوه في حاجة إلى أمم متحدة لها مواقف داعمة لمطالب الناس، غير تلك الزيارات " المكوكية " .
جميع التعليقات 2
Anonymous
محد يفيد العراق والعراقيين غير انفسم ، لاجيران ولا اللملوم يفيدنا
Anonymous
تحليل دقيق