علي حسين
غريبة أخبار هذه البلاد، بينما توارت أخبارانتهاكات تركيا للأراضي العراقية في أكثر من مرة ، وصمت البرلمان على تقارير اختطاف الناشطين، حيث لا تزال الدولة عاجزة عن حمايتهم،
وفي "حماسة" الحديث عن الاكتفاء الزراعي والتغني بالصناعة العراقية، يخبرنا السفير التركي لدى بغداد أن حجم صادرات تركيا إلى العراق عام 2020 تجاوز الـ"20" مليار دولار عداً ونقداً، فيما لا نزال ندور في فلك الانتخابات، هل نسمح بمراقبة دولية، أم نعتمد على أحزابنا لتتصرف بصناديق الانتخابات باعتبارها "ملك صرف"؟ .
بالامس اخبرنا ائتلاف دولة القانون بانه سيقطع انف الامم المتحدة اذا حاولت ان تدسه في شؤون الانتخابات ، فالجماهير التي تعشق الساسة وتهتف باسمهم في الساحات ، ترفض المساس بالسيادة الوطنية .
يتمتع العديد من أعضاء ائتلاف دولة القانون كما يُروى عنهم، بروح مرحة وقدرة غير عادية على اصطياد النكات في أصعب المواقف كآبة ومأساوية، وعلى هذا الاعتبار علينا أن نقرأ تصريحاتهم الأخيرة بشأن الإشراف الأممي على الانتخابات. والتي بدأت فيها مساحة الانزعاج، وحجم العصبية غريبة وعجيبة، وكأننا أمام عدوان غاشم على كراسيهم ، وأن الحديث عن مراقبة دولية أمر في غاية الخطورة على مستقبل البلاد، فقد وصف "المتعالمون ببواطن الأمور وأسرارها" انزعاج ائتلاف دولة القانون من الاشراف الاممي لانه يريد النيل من الإنجازات الكبيرة التي تحققت خلال الستوات الـ " 17 " الماضية .
المتابعون لتقلبات ائتلاف دولة القانون يلمّحون إلى أن الائتلاف يتوقع أن يكتسح الانتخابات القادمة ، وان رياح الاشراف الدولي ستتي على غير ما تشتهي سفن دولة القانون، يدرك ائتلاف دولة القانون ومعه جميع القوى السياسية ان عدم ذهاب الناس الى انتخابات 2018 كانت رسالة واضحة وهي أن أكثر من ثلاثة أرباع الشعب لا يُريدهم ولا يثق بخطابهم .
أٌثقلت صفحات "الكوميديا" في العراق النقاش الذي يعلو كل يوم في مجالس سياسيينا حول، "السيادة وأخواتها"، وقطع أنف المنظمات الدولية !! والله العظيم يا جماعة "مهزلة"، عليكم أن تخجلوا، تتنافسون باسم السيادة على نهب ثروات البلاد والعبث بأمنها، وكأنّ خراب مدن العراق لا يمس السيادة، ولا تقلب ساستنا "الأشاوس"، ساعة يقدمون الولاء لطهران، وفي أخرى يحاولون أن ينالوا بركة السلطان أردوغان .
الآن، نحن بصدد تطوّر مذهل، يتمثّل في أنّ بعض القوى السياسية ، لا تريد ان يحدث اي تغيير حقيقي في هذه البلاد وان بعض الساسة ، ينتقل من مرحلة الاستظراف، إلى تنصيب نفسه متحدّثاً باسم الدولة ، يبيع للناس تصريحات، لا تختلف في نوعيتها عن تصريحات الأوهام الأمنية والمشاريع العملاقة وخيرات الشهرستاني التي قطفها لوحده.