كتابة / توم بيمان
ترجمة / أحمد فاضل
تعرضت مُحبّة للكتـب قامـت ببناء " صنـدوق مقايضة " خارج منزلها من قبل أمناء المكتبات ، بدعاوى أن الفكرة تؤدي إلى نشر كورونا وفقدان وظائفهم ،
حيث قامـت العاملة في متجر أحدى المكتبات أوليفيا كليمنتس 23 عاماً ، بتركيب وحـدة خشبية عثرت عليها على جانب الطريق، مصنوعة يدوياً لمساعدة مجتمعها في مدينة بريستول البريطانية خلال الأيام الصعبة للوباء ، أطلق على تلك الخزانة الخضراء اسم " المكتبة الصغيرة " ، ملأته ببعض الكتب وشجعت الآخرين على مبادلتها .
كانت سعيدة في البداية وهي تنشر خبر تلك المكتبة الصغيرة على حسابها في تويتر ، لكنها سرعان ما تلقت ردوداً وتعليقات سلبية من قبل أمناء المكتبات في المدينة ، الذين قالوا أنها ستعرضهم لفقدان وظائفهم ، ووصفوها بـ " الغبية " و " المضللة " وانتُقدت لعدم وجود فهم حقيقي لدور المكتبات ، كما اتهمت أن كتبها تلك ستنشر المزيد من كورونا ، قال أحدهم ساخراً :
"خذ معك كتاباً منها مُستخدماً إلى المنزل ، ربما ستأخذ الفايروس الذي سيقتل والدتك " .
من جانبها قالت أوليفيا لإذاعة البي . بي . سي :
" من الغريب لشيء بهذا الصغر ، كيف يمكن أن يتحول إلى شيء سيئ للغاية " ، لقد رفعت التغريدة وبحلول نهاية اليوم كانت أنجح تغريدة لي ، فقد كانت معظم الإعجابات التي حصلت عليها في المنشور من قبل حوالي 20 إعجاباً ، ولكن بحلول مساء الجمعة ، حصلت التغريدة على حوالي 380 إعجاباً ووصلت إلى حوالي 10000 إعجاب في 24 ساعة ، من الجميل أن أرى تلك التعليقات إيجابية ، فإذا أراد الناس تسميتها تبادل كتب بدلاً من مكتبة ، فهذا جيد بالنسبة لي " .
نشرت أوليفيا تفاصيل صندوق كتابها في 5 شباط ، حيث كتبت تقول :
" لقد أنشأت مكتبة مجتمعية في منطقة بريستول ، فلا تتردد في الزيارة والإقتراض والمبادلة والتمتع ببعض الهروب من الجائحة " .
قال أحد المستخدمين وزوجته أمينة مكتبة :
" هذه مبادرة جميلة ، لكنها لا تحل محل المعرفة والمساعدة التي يجلبها أمين مكتبة ( مثل زوجتي ) للناس " .
بعد قراءة التعليقات ، تابعت أوليفيا تغريدتها الأصلية حيث قالت :
" تذكر ، قد تبدو تغريدتك وكأنها لا شيء ، لكنها تضيف المئات من الجمال ، ومع أن البعض منهم كان متعالياً ، ويسخر ، وشريراً ، إن قول " أنا لا أهاجم " ، " أعني بلا إهانة " لا يجعلها حقيقة ، كن لطيفاً مع الناس " .
وقالت لبي بي سي :
إنها تدرك جيداً كيف أثرت تخفيضات التمويل على المكتبات بإغلاقها ، فلم تكن تنوي الانتقاص من عملها:
" إن التعليقات كانت مؤذية ، لكنني شكرت أولئك الذين دعموني وشاركوا صور تبادل الكتب الخاصة بهم في جميع أنحاء العالم ، وجلست هناك أنظر إلى الإشعارات وجميع الأشخاص الذين أحبوا التغريدة أو علقوا عليها ، يبدو الأمر كما لو أنهم لا يدركون أنني سأراهم ، قد يكون واحداً أو اثنين على ما يرام ولكن عندما يكون بالمئات ، يكون لذلك تأثير عليك ، أعتقد أن الرسالة التي سأرسلها هي : من فضلك كن لطيفاً " .
عن / صحيفة ديلي ميل البريطانية