TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > معالي الكلمة: دورينا.. والتَقييم المُتجرد!

معالي الكلمة: دورينا.. والتَقييم المُتجرد!

نشر في: 17 فبراير, 2021: 10:28 م

 عمــار ســاطع

مع نهاية مشوار نصف الدوري الكروي الممتاز بختام مرحلة الذهاب للمسابقة المحلية الأبرز، يدأب الجميع على تقييم الوضع بمجمله، لما يحمله المشوار من إيجابيات وسلبيات على حد سواء!

التقييم الحقيقي، يفترض أن يتجرّد من الانتماءات أو الميول ويبتعد كل البعد عن الارتباطات والعلاقات، ويقترب جداً من التجرّد والنقد البَنّاء ويحكي قصة انطلاقة مرحلة في موسم ويستقرئ الأحوال من كل الجوانب والأوجه، بغض النظر عن أية تفاصيل مُصطنعة قد تنتج عنها حالات لن تؤثر على الكثير من الزوايا التي نعرفها ويعرفها الكثير من المتابعين!

ككل موسم من مواسم مسابقة دوري الكرة الممتاز في العقدين الثمانيني والتسعيني من القرن الماضي، حيث النظام المركزي والتعامل وفقاً للأجندة المعتمّدة للمواعيد واحترام روزنامة الجولات، فإن الموسم الحالي، وبرغم الاستثنائية التي عاشتها مرحلة الذهاب، بسبب تأخّر انطلاقتها وانتشار جائحة كورونا فايروس وافتقار الفرق المشاركة للأموال الكافية وغياب الداعم الأهم للدوري وهو الجمهور، الذي يُعده الكثيرين، ملح المنافسات، فإننا عشنا في موسمٍ مثمرٍ ومهمٍّ للغاية، بعد أن افتقرنا إليه طيلة 18 موسماً مضى!

إطار المرحلة الأولى، المنتهي، كشف عن تنظيم جيد الى حد كبير ومتابعة رائعة وحرص شديد وتطلع لرؤية أفضل واحترام غير مسبوق للمواعيد وارتقاء بنوع بالملاعب التي احتضنت المواجهات الـ 190 التي اقيمت!

نعم.. كانت هناك إيجابيات كثيرة في مرحلة الذهاب، لكن ذلك لن يمنع أبداً من تشخيص ظواهر سلبية، أهمها الاعتراضات التي يستوجب الوقوف عندها، كونها أثرت كثيراً على صورة المباريات، الى جانب الأخطاء التحكيمية التي أثرت بشكل أو بآخر على بعض النتائج، والمظلومية التي حدثت لمرات عديدة والتي لم تُنصف من يستحقها وأعطت المخطئ نقاطاً أو انتصارات لا يستحقها، بسبب ركلة جزاء أو استغلال قرار تحكيمي ترك غبناً أو إجحافاً هنا أو هناك!

والى جانب الظاهرة التي تجذّرت وهي إقالة واستقالة المدربين أو تبادلهم أو تنقل بعضهم بين هذا الفريق أو ذاك، وهي ما ترك علامات استفهام عديدة لما يحدث من سلوك مفرط أدّى الى غياب الاستقرار وانعدام الانسجام أو هضم البناء الفعلي لكل فريق وهو ما دفع ثمنه البعض واستثمره البعض الآخر، حتى وصل الحال الى التغييرات في المواقع والمراكز، دفعت بعض الفرق نفسها الى الدخول الى معترك الترتيب بقوّة وهبوط واضح لفرق أخرى!

أجمل ما سجّله مشوار مرحلة الذهاب من مسابقة الدوري الكروي، هو ظهور مواهب جديدة على الأديم الأخضر وتسجيل أسماء متميّزة استطاعت أن تتألق وتكون أوراقاً رابحة، بل وتشكّل ثقلاً مؤثراً في خطوط فرقها، مثلما تسابق المحترفون للتواجد كعملة مهمة مع الأندية التي تعاقدوا معها، وكان لهم دوراً في الأرتقاء بمستويات الفرق بتسجيلهم للأهداف أو لما قدّموه من أداء ثابت طيلة مباريات المرحلة الأولى!

أما أبرز ما تحقّق، فهو التشخيص النسبي الذي سجلته إدارات الأندية، كونها حدّدت أسباب تدنّي نتائجها وتراجع مستوياتها، فكان التغيير لزاماً لكوادرها التدريبية، ليس من باب التدخّل أو الافراط في التعامل بأمور فنية بحتة وفرض الآراء والإرادة، إنها لمحاولتها تصحيح المسار وتعديل الأوضاع والثبات على المستوى الذي تضعضع مرات وتراجع مرات وتذبذب في أحيان كثيرة، بل أن هناك فرقاً عاشت في تناقضات واضحة!

وللأمانة .. فإن فرقاً كانت تعاني الأمرين، وتواجه مسلسل الهزائم، وتقف على أعتاب الانهيار الفعلي، عادت الى أجواء المسابقة، وخطفت نقاطاً وكسبت انتصارات لم تكن في الحسبان، فكان لتأثيرات التغييرات التدريبية بصمة إيجابية على واقعها، وهو ما لمسه النقاد والمتابعون في الجولات الأربع أو الخمس الأخيرة، كما حصل مع الميناء الذي تقهقر في البداية أو الصناعات التي وجد وصفة العلاج بعد مرض استمر طويلاً، أو حتى نفط البصرة الذي لم يعرف معنى الاستقرار إلا مع جهازه الفني الجديد، وكذلك الحال مع فرق النجف الذي ثبّت أقدامه واستقر، بل وحتى الطلبة الذي عاد وإن كانت عودته متأخرة!

أخيراً فإن هناك توقعات بوجود تغييرات في نتائج بمرحلة الإياب التي يعتقد أن تكون حاسمة، برغم أرجحية فرق العاصمة بغداد في الهيمنة والتمسّك على مواقع المقدمة، مثل القوة الجوية بطل المرحلة الفعلي وكذلك الزوراء والشرطة وحتى الفرق الأخرى، مثل نفط الوسط والنجف وزاخو ونفط ميسان، كلّها حققت المطلوب وظهرت بروحية وكذلك بمقابل التراجع الذي فرض نفسه على بعض الفرق الأخرى!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram