اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ترجمة > الفيلسوف السلوفيني البروفسور سلافوي جيجيك:

الفيلسوف السلوفيني البروفسور سلافوي جيجيك:

نشر في: 15 مارس, 2021: 09:15 م

 كوفيد 19- لن يختفي لكننا يجب أن نتصرف بشكل مغاير

 الوباء ليس سوى اختبار للأزمة الحقيقية ..

ترجمة : عدوية الهلالي

سلافوي جيجيك (مواليد 1949) هو أحد أشهر فلاسفة العالم وأكثرهم تأثيراً. أصبح السلوفيني معروفاً من خلال كتاباته عن جاك لاكان والتحليل النفسي وعمله النقدي في المجتمع والرأسمالية وإشارته الى هيجل وماركس. وجيجك هو أستاذ في معهد الفلسفة بجامعة ليوبليانا ومدير معهد بيركبيك للعلوم الإنسانية بجامعة لندن.

في حوار معه عن فايروس كوفيد -19، قال إنه يعيش العزلة التي فرضها الفايروس على الناس لكي يعمل على حاسوبه الشخصي فهو لايصدق هؤلاء الناس الذين يقولون الآن إن العزلة الاجتماعية مروعة للغاية.ويقول جيجيك :لقد كتب أحد أصدقائي الأميركيين : "هناك عزلة جسدية فقط في الوقت الحالي. والثمن هو أننا مرهقون اجتماعياً تماماً" ..نحن أكثر ارتباط اجتماعياً مما كنا عليه منذ فترة طويلة. نحن تحت سيطرة الدولة. والسلطات تراقب إلى أين نحن ذاهبون وماذا نفعل..فأنا حقاً أكره ذلك. لأني في الواقع أحب أن أكون وحدي. لكن الوصول إلينا أسهل بكثير من خلال المكتب المنزلي ، حتى في السر. وأنا لم أشعر بمثل هذا الارتباط من قبل. ما أفتقده حقاً هو العزلة الحقيقية ، الوحدة الحقيقية.

 

*هل تعتقد أن هناك اختلافات ثقافية في كيفية انتشار الفايروس؟ يقال إن الفرنسيين يحيون بعضهم البعض بالقبلات وبالتالي ينقلون الفايروس بشكل أسرع. كيف هو الحال في البلدان السلافية؟ وهل تعد بولندا وجمهورية التشيك وسلوفينيا حالياً الأسوأ في العالم ؟

- كل هذا متناقض. في البداية ، كان التشيك والبولنديون هم أبطال العالم في مكافحة الفايروس. لا أعرف ماذا حدث في الصيف حتى تغير كل ذلك. في البداية كانت فرنسا أيضاً فعالة للغاية. ثم انفجرت الأرقام. الآن ألمانيا لديها مشاكل. أنا حريص جداً على ذكر الخصائص الثقافية كأسباب لنمو العدوى. في البداية ، أخبرني أصدقائي اليساريون أن دول ما بعد الاشتراكية كانت تحارب الفايروس بشكل أفضل وكانت تظهر تضامناً مع بعضها البعض أكثر من الدول الغربية الكلاسيكية النيوليبرالية. ومع ذلك ، لم يعد هذا هو الحال اليوم. لاأعرف – حقاً - كيف أصف العدوى ففي الصين اليوم ، لاتوجد أي إصابات. بعد كل شيء ، إنها دولة اشتراكية ذات آليات تحكم قوية كما أن أداء تايوان وأستراليا ونيوزيلندا جيد للغاية. ما أريد أن أقوله : الكليشيهات الثقافية لا تساعد في التحليل فالوضع يزداد سوءاً في ألمانيا يوماً بعد يوم. وهناك الكثير من الوفيات ، على الرغم من أن ألمانيا مجتمع منضبط. أما القادة فبدلاً من الاعتراف بتعقيد الوضع ، يتم باستمرار تسمية الأطراف المذنبة.والأمر المحبط هو ضآلة ما نعرفه عن الفايروس.

* برأيك، كيف ستسير الأمور في الأشهر القليلة المقبلة؟ أنت ترسم صورة قاتمة في كتابك ( وباء ) الصادر مؤخراً؟

- تحدثت إلى أصدقائي من أميركا اللاتينية الذين كانوا يحاولون عمل قراءة نفسية للوباء. لقد أشرت بحق إلى أن الإغلاق الأول كان ممتعاً. واعتبره الكثيرون نوعاً من الإجازة. فقد أرادوا قضاء بعض الوقت مع الأطفال ، والاسترخاء قليلاً ، وإغلاق عقولهم. حتى ان الخبير الأميركي الدكتور فوسي افترض أن الفايروس قد يُهزم في الصيف.

والآن؟

- يخبرني معظم الاقتصاديين الذين أثق بهم أن الظروف الاقتصادية ستكون رهيبة في عام 2021.. الشيء الوحيد الذي ينجح هو الإغلاق الصارم - وفقط إذا كان عدد المصابين لا يزال قابلاً للزيادة. تظهرأستراليا مثلا كيف يتم ذلك. أنا معجب بهذا البلد. كانت هناك حالات تفشٍ صغيرة جداً في ملبورن. وقد تم بعد ذلك وضع المدينة في حالة إغلاق مشددة لمدة شهر. وهاهوالاقتصاد يعمل الآن كما كان من قبل. فيتنام تفعل ذلك بشكل صحيح أيضاً.وهذه قصة نجاح أخرى. فالإغلاق الصارم المبكر لايعمل فقط ، بل إنه أيضاً أفضل حل اقتصادياً.

* كان صيف 2020 أيضاً صيف الاحتجاجات. كيف رأيتها؟

- اندلعت احتجاجات "حياة السود مهمة" بشكل رئيس في الولايات المتحدة الأميركية. كنت أخشى أن المتظاهرين يريدون التخلص من فكرة العنصرية ، إذ أخبرني صديق أميركي شارك في المظاهرات أن اليسار سعيد لأنه تمكن أخيراً من المشاركة في صراع المدرسة القديمة مرة أخرى ، حيث إن العدو هو الشرطة والعنصرية وما إلى ذلك. للحظة كان يمكنك نسيان كوفيد -19والتظاهر بأن الحياة الطبيعية ..

*هل تساءلت لماذا لم يأخذ المتظاهرون اليساريون الفايروس على محمل الجد؟

- إنه نفس الشيء اليوم! من الغريب أن تكون الأرقام أسوأ بكثير مما كانت عليه في الربيع وأن الناس ما زالوا لا يأخذون الموقف على محمل الجد. إنهم يذهبون للتسوق. والشوارع ممتلئة. إنها نوع من ستراتيجية الإنكار. في مايخصني ، أنا افتقد الذعر الصحي وأعتقد أن الناس يائسون فهم يتمنون أن تكون الحقبة على وشك الانتهاء. ويتوقع الناس أن الموجة الثالثة ستكون موجة مرض عقلي. وسوف يزداد بشكل كبير. كما يمكن ملاحظة ذلك بالفعل في الحالة النفسية للأطفال والمراهقين. إنهم معزولون اجتماعياً ومكتئبون. ولاأحد يعطيهم نظرة واضحة. بالتأكيد ، اللقاح قادم. لكن كما قال عالم الاجتماع برونو لاتور: هذا الوباء ليس سوى عينة صغيرة من الأزمة الحقيقية التي ستأتي لاحقاً: ويعني بذلك فيروسات أخرى ، وكوارث عالمية ، وقبل كل شيء الاحتباس الحراري.

*هل ما زال بإمكان المرء أن يأمل؟

-يمكن للمرء أن يأمل ، ولكن بطريقة متناقضة! أنا أدافع عن شجاعة اليأس. إذا أردنا أن نأمل ، فعلينا أن نقبل أن حياتنا القديمة قد ولّت. يجب أن نخترع طريقة طبيعية جديدة. لقد تغيرت علاقتنا الأساسية مع الواقع - وكيف نرى العالم ، وكيف نتفاعل معه. علاقتنا بالواقع انهارت بشكل جذري. وكلما أسرعنا في الاعتراف بذلك ، كان ذلك أفضل.

*ما رأيك في الفيلسوف الإيطالي جورجيو أغامبين؟ لقد كتبت عنه في كتابك ، إذ يعتقد أغامبين أنه لا ينبغي أن يخيفنا الفايروس؟

-يقول أغامبين : "يمكننا فقط ملاحظة الكارثة. وإذا حاولنا تغييرها ، فسوف نجعلها أسوأ". ويقول إننا يجب أن نعيش مثل الناس في العصور الوسطى –أي نواصل العيش كما لو لم يكن هناك خطر. وهذا يعني مقابلة الأصدقاء ، وتناول القهوة في فترة ما بعد الظهر ، والتظاهر بأن كل شيء على ما يرام. حتى عندما نعلم أن الأمر قد انتهى. يقول أغامبين: "هذه هي الطريقة الوحيدة الكريمة للموت".أنا لاأعتقد ذلك. أغامبين يريد منا أن نتجاهل الصدع ونعيش كما كنا من قبل. وهذا يعني أن الوباء سينتشر ويصيب المزيد من الناس بالمرض. لا أعتقد أنه سيكون كما يقول أغامبين - إن الناس سيموتون ،لكن المجتمع سيقع في همجية حقيرة. ما عليك سوى إلقاء نظرة على الولايات المتحدة الأميركية: كم عدد الأشخاص الذين يشترون حالياً الأسلحة النارية؟ 20 مليون أو نحو ذلك. سيكون هناك المزيد من الوحشية والاضطراب. وسنقع في نوع من البربرية كالقرون الوسطى إذا اتبعنا أغامبين وتجاهلنا الفايروس.

*هل انت متفائل حول المستقبل؟

- نعم ، ولكن يجب أن تقوم الدولة فقط بدور أكثر نشاطًا وأن تنظم إنتاج العناصر الأساسية مثل الأقنعة وأدوات الاختبار وأجهزة التنفس ، مع ضمان الظروف المعيشية لأولئك الذين أصبحوا عاطلين عن العمل مؤخرًا ، وهكذا. فنحن يجب أن نفعل كل هذا بالتخلي عن آليات السوق.لأن أزمة الوباء إما أنها ستزداد سوءاً أو تتحسن كثيراً. هذا متروك لنا بالكامل. فلن يختفي كوفيد -19. ولكن سيتعين علينا التصرف بطريقة جديدة ، على الرغم من التطعيمات.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

وزير الداخلية في الفلوجة للإشراف على نقل المسؤولية الأمنية من الدفاع

أسعار الصرف في بغداد.. سجلت ارتفاعا

إغلاق صالتين للقمار والقبض على ثلاثة متهمين في بغداد

التخطيط تعلن قرب إطلاق العمل بخطة التنمية 2024-2028

طقس العراق صحو مع ارتفاع بدرجات الحرارة خلال الأيام المقبلة

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

ماهي خارطة طريق المعارضة التركية للخلاص من إرث أردوغان؟
ترجمة

ماهي خارطة طريق المعارضة التركية للخلاص من إرث أردوغان؟

 ترجمة / المدى يريد تحالف المعارضة التركي متعدد الاتجاهات، الخلاص من إرث الرئيس رجب طيب أردوغان الذي يمتد لأكثر من عقدين من الحكم المركزي للغاية والمحافظ دينيا.إنهاء دولة الرجل الواحد ينظر إلى صورة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram