اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ترجمة > فرقة موسيقية لنساء إيزيديات تبعث البهجة بمخيم للنازحين في دهوك

فرقة موسيقية لنساء إيزيديات تبعث البهجة بمخيم للنازحين في دهوك

نشر في: 5 إبريل, 2021: 10:18 م

 ترجمة / المدى

بصفوف من خيم بيض تملأ سفح تل تذروه الرياح ، يأوي مخيم خانكي في دهوك ما يقارب من 14,000 رجل وأمراة وطفل من الطائفة الإيزيدية .

بقوا عالقين في هذا المخيم منذ أن اجتاح تنظيم داعش قراهم ومساكنهم في آب عام 2014 .

بأزقته المتربة ومواقع السكن المغبرة فيه ، يمكن أن يكون المخيم كمكان يبعث على الكآبة . ولكن بالضرب على الدّف ، وهي آلة لها قدسية بالنسبة للإيزيديين ، تتصاعد أصوات الخفقات من الداخل بغناء حماسي يفوق أصوات وصيحات الأطفال في ساحة المخيم المفتوحة .

وبداخل بناية صغيرة ، تجم العشرات من النساء الإيزيديات الشابات وهن يتدربن على أغانٍ فلكلورية شعبية . ينشدن أغاني تتحدث عن ساعات الفجر والحصاد وعن جبل سنجار الذي يقدسه الإيزيديون ، بعض الأحيان تتناغم أصواتهم بشكل سلس ، وفي أحيان أخرى تتعالى أصواتهن بالصياح بينما ينشدن النساء الأغاني .

إنها فرقة آشتي ( السلام ) الموسيقية التي أسستها الإيزيدية الشابة ، رنا سليمان هالو 22 عاماً ، وهي مقيمة في المخيم منذ العام 2014 وتنحدر من عائلة موسيقية .

بالنسبة للسنة الاولى بعد استهداف داعش للإيزيديين ، حيث استهجنتهم بوصفهم متوحشين يرمون الرجال بالرصاص ويغتصبون النساء ويستعبدونهن ، تقول هالو إنه كان من الصعب الغناء “ بسبب الأخبار التي يتم تداولها حولنا ، أحدهم قد تم اختطافه أو أحدهم قد تم قتله.” مشيرة الى أن ابن عمها كان من بين آلاف آخرين من الإيزيديين الذين ما يزالون مفقودين . وتم قتل آلاف أخرى منهم .

ولكن بحلول السنة الثانية تقول “ رجعنا الى الموسيقى مرة ثانية .” وفي العام 2019 أسست الفرقة الموسيقية وذلك بدعم من مؤسسة أعمار AMAR Foundation ، وهي مؤسسة خيرية بريطانية ، عدة نساء من أعضاء الفرقة كنّ سابقاً سبايا لدى داعش ، و أخريات منهن فقدن العديد من أفراد عوائلهن .

الجوق الموسيقي أدى أعمالاً غنائية في المملكة المتحدة ، ووفرت الموسيقى علاج روحي لأعضائها اللائي تعرضن لعنف على يد داعش .

وأصبحت الفرقة طرفاً من جهد للحفاظ على جزء حيوي من التراث الإيزيدي الذي لم يُكتب عنه شيء ، وأن التاريخ والدين مختزلين ضمن الاغاني .

يقول ، مامو عثمان ، الذي يدرس الموسيقى كعلاج نفسي في جامعة دهوك “ هذه الموسيقى الفلكلورية ، هي تعتبر أيضاً جزءاً من معتقدنا الديني ، هناك أغانٍ خاصة لا يؤديها سوى الإيزيديون .»

قسم منها يقول يتم تأديتها خلال المهرجانات الدينية في الأضرحة ، أغانٍ أخرى تعتبر أغاني دنيوية متعلقة بالطبيعة والترفيه ، أو أغانٍ تستذكر أحداثاً وقعت منذ أجيال مضت .

كأفراد من أقلية دينية صغيرة ، يبلغ تعدادها عدة مئات من آلالاف ، يبحثون عن لجوء الى أوروبا ، يقول عثمان بأن ثقافتهم الغنائية مهددة بالزوال حيث العوائل والقرى تشتّت بسبب حالات اللجوء .

اوربا هي ملاذ افراد وليس قبائل او عشائر ، يقول عثمان ، مشيرا الى ان الكيان الايزيدي مرتبط بمكان تواجده واراضيه في شمال العراق في جبل سنجار وموقع معبد لالش المقدس ، حيث يؤدي قساوسة طقوسهم الدينية برفقة اغاني .

ويقول عثمان “ ليس هناك كيان مرتبط بأرضه من الايزيديين . ولانهم يغادرون ارضهم وموطنهم فانه سيخسرون قسم من هويتهم وتقاليدهم الدينية .»

مع ذلك هناك أشياء تجعله متفائل . ففي قرية باهزاني ، والتي كان لايمكن فيها تأدية الموسيقى الدينية بعد هجوم داعش ، فان هناك شباب من العوائل الايزيدية الشعبية يتعلمون تأدية هذه الأغاني الدينية من جديد .

مؤسسة أعمار قامت بتسجيل قسم من اغاني الايزيديين الشعبية والموسيقى الدينية و سلمت هذه التسجيلات لمكتبة بودليان في جامعة اوكسفورد لارشفتها . وان ايزيديين شباب ، مثل أعضاء فرقة آشتي الموسيقية ، متلهفين للحفاظ على تراثهم .

وقالت عضو البرلمان العراقي من الطائفة الايزيدية ، فيان درويش “ انهم مبتهجون جدا ومهتمين بهذا النوع من الموسيقى ، وهذا شيء لطيف جدا بأننا ما زلنا متمسكين بموسيقانا التراثية .»

وقالت انه بعد عام 2014 المرعب تلاشت عادات التجمعات والمهرجانات والغناء . اما الان “ فانهم يحاولون اللجوء الى التعافي والعودة لحياتهم الطبيعية . حتى ما احبه في تقاليد الطائفة الايزيدية بشكل عام ، بانه لديهم مشاعر حب الحياة ويريدون المضي قدما بحياتهم ويحبون الموسيقى والاعراس والحفلات . اي العودة لحياة طبيعية رغم كل شيء .»

بالنسبة للذين ما يزالون يقيمون في مخيم خانكي ، فان الحياة الطبيعية هو توقع بعيد . ورغم طرد المسلحين فان منطقة سنجار ما تزال تعاني من عدم استقرار وتحتاج لاعمال اعادة اعمار كبيرة وتأهيل قبل عودتهم إليها .

بعد اجتياز تمرين أخير جلس أعضاء فرقة آشتي الموسيقية من النساء الايزيديات وبدان تبادل الحديث فيما بينهن . غزال داوود حسين 21 عام ، تقول ان عائلتها ليس لديهم مشكلة في مشاركتها التدريب على الموسيقى . تقول انها تتعامل مع الموسيقى كفعل تحدي .

وقالت غزال “ نحن هنا لبعث رسالة الى داعش باننا لن ننكسر ابدا .»

عن موقع NPR الاخباري

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

ماهي خارطة طريق المعارضة التركية للخلاص من إرث أردوغان؟
ترجمة

ماهي خارطة طريق المعارضة التركية للخلاص من إرث أردوغان؟

 ترجمة / المدى يريد تحالف المعارضة التركي متعدد الاتجاهات، الخلاص من إرث الرئيس رجب طيب أردوغان الذي يمتد لأكثر من عقدين من الحكم المركزي للغاية والمحافظ دينيا.إنهاء دولة الرجل الواحد ينظر إلى صورة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram