اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ترجمة > متطوعون عراقيون يشاركون في إعادة إعمار مكتبة الموصل

متطوعون عراقيون يشاركون في إعادة إعمار مكتبة الموصل

نشر في: 5 إبريل, 2021: 10:22 م

 ترجمة حامد أحمد

المكتبة الرئيسة في جامعة الموصل كان قد تم افتتاحها في العام 1921 ، وبعد تبرعات قدمتها 60 مكتبة من مكاتب المدينة في العام 1967،

ازدادت مقتنياتها الى ما يقارب من مليون كتاب . كانت المكتبة تضم كتباً تبحث في مواضيع مختلفة مثل الأدب والعلوم والفلسفة والقانون والثقافة وتحتوي على خرائط قديمة ومخطوطات و صحف قديمة . وبمرور الوقت أصبحت بمقام مركز الجامعة البحثي وكان يزورها ما يقارب من 1,500 طالب يومياً .

ولكن كل ذلك تغير عندما اجتاح تنظيم داعش الإرهابي الموصل في حزيران عام 2014 . اقتحم عناصر التنظيم المسلح المكتبة وبدأوا بتحطيم محتوياتها وحرق كتبها .

في بداية عام 2015 حمل داعش ما يقارب من 8,000 كتاب في شاحنات وذهب بها الى خارج المدينة واضرم النار فيها ، ووصف مدير عام اليونسكو هذا الفعل بأنه “ محو وتدمير ممنهج للإرث الحضاري .»

وفي الوقت الذي تم فيه إتلاف كثير من الكتب ، فان البناية نفسها بقيت غير متضررة على نحو كبير لحد ما بدأت حرب التسعة أشهر لتحرير المدينة في أواخر عام 2016 ، وبينما تمكن الجيش العراقي من طرد مسلحي داعش خارج الموصل فإن آلاف الناس قد تضرروا بين قتل وجريح ، وكثير من الناس هربوا من إهوال الحرب وتم تدمير كثير من الأبنية بضمنها المكتبة . فقد لجأ مسلحو التنظيم لحرقها وتعرضت بناية المكتبة لقصف صاروخي وسط محاولات طرد التنظيم من المدينة .

تهاني صالح ، كانت في العام 2014 طالبة علوم اقتصادية في الجامعة . وعندما بدأ القتال بقيت ملازمة بيتها حوالي 1,000 يوم . هي الآن تبلغ 28 سنة من العمر وتعمل على إعادة إعمار المكتبة .

وهي تتذكر مشاهدتها لأعمدة دخان سوداء كثيفة تأتي من البناية ، وقالت إن النار بدت “ جنونية “ وإنه بامكانها رؤية الدخان رغم موقع بيتها البعيد جداً عن المكتبة .

أعتاد ، محمد جاسم الحمداني ، الإشراف على المكتبة . وقال انه شاهد صور البناية المحطمة من على شاشة التلفاز . في ذلك الوقت كان قد غادر الموصل هروباً من ظروف القتال .وقال إنه لم يكن يتوقع بأن المكتبة ستنجو من التخريب ، ولهذا بدأ بانشاء مكتبة جديدة لطلاب جامعة كركوك .

بعد انتهاء القتال فقدت مكتبة جامعة الموصل 95% من مقتنياتها من الكتب . وقال الحمداني إن هناك كثيراً من الكتب والمخطوطات التي فقدت لا يمكن تعويضها .

في حزيران عام 2017 استعادت القوات العراقية المدينة بضمنها الجامعة . اعتقدت ، صالح ، في وقتها أنه بامكانها العودة للجامعة . ولكنها تساءلت أين يمكن لها أن تدرس وتتابع أبحاثها بدون المكتبة ؟ وأكدت بقولها “ لقد تم تدمير جامعتي .»

وفي الوقت الذي لم تكن قادرة فيه على إيقاف الدمار الذي حصل قبل سنوات ، فقد أدركت أنه بإمكانها العمل على إعادة بناء المكتبة .

حصلت على مساعدة من زميلها ، عمر محمد ، لقد كان يدير مدونة على الانترنت اطلق عليها اسم عين الموصل . عمل الاثنان سوية لتوجيه أنظار العالم وانتباههم الى المكتبة المدمرة مع استخدام موقع تويتر لطلب مساعدة من الناس .

وغرد محمد على موقع تويتر بتعليق جاء فيه “ تم تحرير مكتبتنا المركزية ، ولكنها تحولت الى رماد . هل انتم راغبون بالتبرع بالكتب لها؟»

قسم من الناس عرضوا المساعدة ، ولكن آخرين قالوا بانه ما تزال هناك كتب داخل المكتبة لم تحترق . هل يمكن استرجاع هذه الكتب وترميمها ؟

بعد مرور فترة من الزمن ، ذهبت صالح الى المكتبة برفقة قسم من الأصدقاء . كان الأجواء مظلمة وباردة وخطرة . كانو قلقين أزاء الألغام والعبوات الناسفة غير المنفلقة والتي قد تنفجر في أي وقت .

وبينما كانوا في الداخل ، اكتشفت صالح وأصدقائها مكاناً في المكتبة كان يحوي صحف وجرائد قديمة ، كانت تلك الصحف قد نجت من الحريق . وكتب محمد في مدونته عن الاكتشاف الذي حققته صالح .

طلب من الناس المجيء للمكتبة والمساعدة في استرجاع وإنقاذ الكتب والصحف التي عثر عليها داخل المكتبة ونقلها لمكان آمن ، قدم ما يقارب من 20 شخصاً متطوعاً وعمل تحت ظروف أجواء الطقس الحار على مدى 40 يوماً . وعلى مقربة منهم ، في الجانب الغربي من الموصل ، كانوا ما يزالون بمقدورهم سماع مجريات القتال . تمكن المتطوعون في ذلك الوقت من نقل حوالي 32,000 ألف كتاب .

كان ذلك بمثابة عمل مضنٍ و تكتنفه المخاطر . في إحدى الأيام أخبر الجيش العراقي المتطوعين بأن يغادروا خشية أن يستهدفهم مسلحي داعش .

وقالت صالح انه بعد عشرة دقائق من مغادرتهم المنطقة ، سقطت ثلاثة صواريخ بالقرب من المكان . كان صوتاً عالياً وشعر الناس بالقلق . ولكن واصلوا على المجيء في اليوم الثاني لانقاذ الكتب ونقلها ، وذكرت صالح بان المتطوعين كانوا يسخرون من داعش بانه لن يخيفهم ، وكان عملهم يعكس روح الأمل .

بعد ذلك قدِم عدد إضافي من الناس لتقديم المساعدة في انقاذ الكتب وحتى انجاز مزيد من العمل لمساعدة في إرجاع الحياة للموصل.

ثم أطلقت المجموعة حملة تبرع بالكتب ، أكثر من 4,000 شخص قدموا جالبين معهم كتباً لرفد المكتبة ، وقسم من الناس جلبوا معهم أدوات موسيقية لعزف موسيقى داخل المكتبة ابتهاجا بالمناسبة . و بعد مرور الأيام قدم مزيد من الناس ليتبرعوا بالكتب ووصل عدد الكتب الآن بحدود 60,000 كتاب .

الآن الكتب في أمان على رفوف كلية التربية في الجامعة ، ولكن البناية ما تزال تحتاج عمل ترميم كبير ، وتحاول الحكومة العراقية تخصيص أموال لأعمال الترميم وإعادة الإعمار هذه .

عن موقع VOA

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

ماهي خارطة طريق المعارضة التركية للخلاص من إرث أردوغان؟
ترجمة

ماهي خارطة طريق المعارضة التركية للخلاص من إرث أردوغان؟

 ترجمة / المدى يريد تحالف المعارضة التركي متعدد الاتجاهات، الخلاص من إرث الرئيس رجب طيب أردوغان الذي يمتد لأكثر من عقدين من الحكم المركزي للغاية والمحافظ دينيا.إنهاء دولة الرجل الواحد ينظر إلى صورة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram