اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ترجمة > في حوار مع الفيلسوف وعالم الاقتصاد الهندي أمارتيا سين:

في حوار مع الفيلسوف وعالم الاقتصاد الهندي أمارتيا سين:

نشر في: 1 مايو, 2021: 09:45 م

 على الهند أن تواجه الوباء بالتركيز على التعليم والصحة ..

 وحده التطعيم المجاني يمكنه التعامل مع الأزمة الصحية ..

 كوفيد - 19 في الهند أصبح تحدياً عالمياً !

ترجمة :عدوية الهلالي

بعد أن اثبتت الاحصائيات أن الهند هي الدولة الأعلى معدلات إصابة بفايروس كوفيد -19 المتجدّد ، وإن عشرة بالمائة فقط من الهنود تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح ، يرى المختصون أن الهند مالم تقم بتطعيم سكانها فمن غير المرجح أن يكون العالم آمناً ..فالتطعيم المجاني والسريع والشامل وحده يمكنه التعامل مع أزمة الصحة العامة الحالية..

من جهته ، يرى عالم الاقتصاد الحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد الفيلسوف الهندي أمارتيا سين أن تركيز الدولة يجب أن يكون على تعليم وصحة شعبها ..وسبق أن نشأ نزاع عام بينه وبين أحد أشهر الاقتصاديين في الهند قبل انتخابات عام 2014 بهذا الشأن ، وتبين حالياً أن أمارتيا سين كان على حق ، إذ كان الأول يميل الى إعطاء الأولوية للنمو الاقتصادي على الانفاق الاجتماعي بينما يرى سين أن النمو الاقتصادي لم يكن ممكناً بدون الانفاق الاجتماعي وكان قلقاً مما لن تفعله الحكومة ..

في حوار أجرته معه صحيفة ناشيونال هيرالد الهندية أكد سين على أن نموذج السكان الأصحاء والمتعلمين هو غاية في حد ذاته ووسيلة لتحقيق الازدهار الاقتصادي ، ففي الواقع ، كان من الممكن للحكومة –حسب سين -أن تخلق سكاناً يتمتعون بالصحة والتعليم حتى عندما لم يكن لديهم قوة اقتصادية حقيقية وكوبا مثال على ذلك، إذ لا يوجد مثال لدولة متقدمة لديها نظام تعليم ورعاية صحية في العالم الثالث، لهذا السبب ، يجب على الدولة التركيز على بناء نظام تعليمي قوي ونظام رعاية صحية قوي وإعطاء الأولوية لإنفاقها في هذه المجالات ، فهذا النوع من الازدراء والجهل بالقضايا الأساسية كان على حساب الهند لأن الحكومة التي تؤمن بأن رفاهية مواطنيها يتم قياسها من خلال صحتهم وتعليمهم ، ستكون موجهة ومنظمة بطريقة معينة، ولن يتم اكتشاف الخلل إلا عندما نرى المواطن الهندي يتدافع بعد عام واحد من حدوث جائحة عالمي لأن المستشفيات لا تحتوي على ما يكفي من الأوكسجين أو الأدوية أو الأسرة.

ويرى أمارتيا سين أن الطريقة الوحيدة لتمرير هذه الموجة هي بتوقف النمو المتسارع للفايروس من تلقاء نفسه لإن تدخل الحكومة فقير وضعيف للغاية لدرجة أنها لا تستطيع بمفردها فعل أي شيء مهم لإنقاذ البلد، ويؤكد سين :"على المدى القصير علينا أن نعاني من العواقب ولا يوجد خيار آخر "..مشيراً الى أنه كلما تمّ تحصين السكان بشكل أسرع كلما تمكنا من احتواء الوباء في وقت مبكر، فهذا سباق. لأنه بخلاف ذلك يمكن أن ينتشر دون رادع ، مع تكوين متغيرات جديدة ،فالطفرات تتفشى، ويمكن أن تنتشر الطفرات الجديدة أيضاً في العالم، لهذا السبب أصبح تحدي كوفيد -19 في الهند تحدياً عالمياً، وهذا هو السبب في أن العديد من البلدان تقدمت بمفردها لعروض المساعدة في اللقاحات مثل روسيا ، أو خزانات التبريد للأوكسجين مثل الصين أو أنواع أخرى من المساعدة.

ويرى سين أن السيطرة على الوباء هي مصلحة عامة، بمعنى أنه سيفيد مَن مرضوا وتعافوا والذين لم يمرضوا، و سيحمي نسبة أكبر بكثير من السكان عن طريق الحد بشكل حاد من معدلات الإصابة والوفيات في المستقبل، كما سيقلل من الحاجة إلى عمليات الإغلاق القاسية ، والتي يمكن أن تخفض الناتج المحلي الإجمالي بشكل حاد ، مشيراً الى أن الإغلاق على مستوى الدولة في العام الماضي بدءاً من شهر آذار كان قد أدى إلى انخفاض إجمالي الناتج المحلي خلال ذلك الربع بنسبة 25٪، كما فقد آلاف من الأشخاص وظائفهم، وفي وقت لاحق من العام بدأ الاقتصاد في التعافي ، لكن الموجة الثانية تهدّد هذا التعافي. لذا ، فإن حملة التحصين ستمنع حدوث انخفاض في الناتج المحلي الإجمالي وارتفاع معدل البطالة، ولهذا السبب لا ينبغي للحكومة أن تتصرف بحماقة، ويجب تمويل إطلاق اللقاح الشامل من الأموال المالية المركزية،ويشدّد سين على عدم ترك هذا عبئاً على ميزانيات الدولة لأنها تتأرجح بالفعل ، وليست لديها القوة المالية لزيادة اقتراضها، ومن الضروري مساهمة المراكز والمؤسسات الخاصة لتمويل هذه الحملة بأقل تكلفة.

ولدى سؤال سين عن تأثيركوفيد -19 وتدابير الاحتواء على مجتمعاتنا قال إنها أثرت على مجتمعاتنا وأنظمتنا البيئية ، مما تسبب في تغييرات كبيرة في الجوانب المادية وغير المادية للرفاهية والرفاهية عبر البعد ، عبر البلدان والأقاليم والفئات السكانية، ويرى سين أن الحكومات تواجه على مختلف المستويات ، والسياسات ، والمجتمعات ، والمؤسسات الخاصة والعامة ، والأسر والأفراد على حد سواء تحديات من جراء العواقب غير المسبوقة لهذا الوباء بعدة طرق: الانتشار السريع والمنتشر للفايروس ، وانهيار النظم الصحية وفشل القدرات الصحية والتباطؤ الاقتصادي، و بشكل عام ، يؤثر كوفيد-19بشكل كبير على القدرات الفردية والجماعية .

ويقول سين : تتطلب حالة الطوارئ الحالية تفكيراً عميقاً حول ما قد نتعلمه خلال هذا الوقت الصعب، فقد تم إبراز الصلة بين القدرات الفردية والجماعية، وقد كنا على استعداد للتخلي عن حرية الحركة وتكوين الجمعيات للحفاظ على صحة وطول عمر الفئات الأكثر ضعفاً، فنحن ندرك أن أنظمة الصحة العامة والحوكمة بحاجة إلى إيلاء اهتمام أكبر بكثير للرفاهية الجماعية والفردية.

ويؤكد سين : لقد تعلمنا أيضاً أن الأوبئة وعمليات الإغلاق تؤدي إلى تأثيرات غير متجانسة على المجتمعات والفئات السكانية المختلفة ؛ على سبيل المثال ، في العديد من الأماكن ، من المرجح أن يتحمل الأفراد الذين يعيشون في القطاع غير الرسمي والفئات السكانية الضعيفة أعباء غير متناسبة أثناء الأزمات التي تؤدي عادةً إلى تفاقم عدم المساواة والسلوكيات الانتهازية الموجودة مسبقاً، بينما تعمل بعض الشركات الكبرى (خاصة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات) على زيادة ثروتها "المذهلة" بفضل عمليات الإغلاق ، فإن ملايين الأشخاص ، لا سيما في البلدان النامية ، وخاصة العمال غير الرسميين الذين يتقاضون أجوراً يومية ، قد شهدوا اختفاء وظائفهم وانفتاحهم على خطر المجاعة والمرض والعنف،كما تم استبعاد أطفال الأسر الفقيرة من التعليم عبر الإنترنت، ففي الواقع ، ووفقاً لليونيسيف ، يتأثر حالياً حوالي 1.2 مليار تلميذ - 70 في المائة من طلاب العالم - بإغلاق المدارس. بينما تحوّلت بعض الأسر إلى سجون لضحايا العنف المنزلي من النساء

ومع ذلك ، فقد صفقنا أيضاً لأن العديد من الأطباء والممرضات ضحوا بحياتهم لإنقاذ حياة الآخرين ، مما يدل على إمكانية وجود مستوى عالٍ من المسؤولية الفردية والجماعية ، وخلال عمليات الإغلاق،توقفت بعض الصراعات فجأة ، وانخفض التلوث وشهد العالم تعاوناً صحياً دولياً من البلدان المتوسطة الدخل إلى البلدان الأكثر تضرراً بين البلدان ذات الدخل المرتفع باسم التضامن والأخوة والإنسانية. لقد أيقظت الصعوبات أيضاً روحاً جديدة من التضامن والأخوة بين الناس الذين يعيشون في نفس المجتمع ، وحتى بين المناطق. وباختصار ، كما ذكر أمارتيا سين ، "يمكن لمجتمع أفضل الخروج من عمليات الإغلاق"

وبشكل عام ، تعلمنا أن الأفراد والأسر والمجتمعات والأقاليم التي لديها عوامل وموارد تحويل محددة تتعامل مع الأزمات الصحية من خلال تبني ستراتيجيات مختلفة ، ومع ذلك ، لا يزال عدم اليقين بشأن أفضل طريقة للمضي قدماً سائداً ، وتثير اللحظة الحالية العديد من الأسئلة الجديدة لواضعي السياسات لاستكشافها والتعافي لضمان المستقبل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

ماهي خارطة طريق المعارضة التركية للخلاص من إرث أردوغان؟
ترجمة

ماهي خارطة طريق المعارضة التركية للخلاص من إرث أردوغان؟

 ترجمة / المدى يريد تحالف المعارضة التركي متعدد الاتجاهات، الخلاص من إرث الرئيس رجب طيب أردوغان الذي يمتد لأكثر من عقدين من الحكم المركزي للغاية والمحافظ دينيا.إنهاء دولة الرجل الواحد ينظر إلى صورة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram