اللقاحات جيدة في حماية الفرد ..فهل ستحمي المجتمعات ؟
ترجمة :عدوية الهلالي
اطلقت عليها صحيفة نيوورك تايمز لقب " نبي الجائحة " بعد أن توقعت حدوث الوباء وحذرت في عام 2019 من سوء استعداد العالم لوباء عالمي يجعل العالم مرعبا ..عالمة المناعة والكاتبة الأمريكية (لوري غاريت ) الفائزة بجائزة بوليتزر والتي ستحصل أيضًا على درجة دكتوراه فخرية في العلوم في حفل جامعة روتجرز يوم الأحد الموافق 16 آيار 2021، كشفت عن حقائق قاسية حول كيفية رؤية البلدان المختلفة للصلة بين مجتمعاتها واقتصاداتها وهشاشة البنية التحتية الصحية في العالم ، والطبيعة الشرسة للمنافسة العالمية الآن بعد أن أصبحت اللقاحات متاحة. جاء ذلك ضمن الحوار الذي اجرته معها مجلة فورن بوليسي لتتحدث فيه عن تأملاتها في العام الماضي وماالذي يقلقها الآن في مايخص مستقبل البلدان بعد الوباء ..
*لنعد إلى أوقات ما قبل الجائحة. لماذا اعتقدت أن شيئًا كهذا سيحدث ؟
- كنت مقتنعة بأننا كنا ننتظر حدوث ظاهرة شبيهة بوباء سارس الذي حدث في عام 2003 ، كان ذلك في حوالي عيد الميلاد عام 2019. كنت أراقب ما كان يحدث في الصين ، وبدا لي أنه كان هناك بالفعل تستر، مشابه جدًا لما مررنا به في عام 2003 لأنني كنت في الصين وسافرت في جميع أنحاء البلاد خلال وباء السارس ، لذلك كانت لدي فكرة جيدة عن شكل اللعبة الصينية. لقد كنت بالفعل غاضبة بحلول الأسبوع الثاني من شهركانون الثاني عندما حدث الأمر ..
*اليوم ،جعلت اللقاحات الحالة المزاجية أكثر إيجابية. فهل تشاركين الآخرين هذه الإيجابية؟
-حسنًا ، لدينا أكثر من 200 لقاح قيد التطوير وحتى الآن ، لا تزال جميعها في طور الإعداد باستثناء اثنين. هذا مذهل.والكثير من ذلك يتعلق بأشياء كانت المعاهد الوطنية للصحة تمولها وتعمل عليها لسنوات عديدة. وقد تم بناء كل هذا في محاولة ابتكار لقاح للإيبولا.والآن لدينا مجموعة جديدة كاملة من النماذج للأوبئة المستقبلية ، نهج جديد تمامًا - وهو نهج يسير بشكل أسرع. كان واضحًا جدًا بالنسبة لي أن الصينيين كانوا يضعون بيانات خاطئة بشأن أعداد الحالات والوفيات. كان واضحًا لي أيضًا أن لي وينليانغ وغيره من الأطباء الصينيين الشجعان الذين كانوا يقولون الحقيقة يتعرضون للعقاب أو السجن ، وأن الصحفيين الصينيين الذين كانوا شجعانًا بما يكفي لمحاولة قول الحقيقة يواجهون بالفعل عقوبات أو يختفون. وأن أياً من الخبراء الدوليين لم يفعل الكثير حقًا ، وكان الأمر محبطًا بشكل لا يصدق ..كنت أحاول إخماد التحذيرات ، وتعرضت للهجوم. بل تلقيت تهديدات بالقتل. كان هنالك من يقول لي إنني كنت أثير الخوف وأنه يجب على شخص ما حبسي. كان المزاج العام سيئًا حقًا.
*على مدار العام الماضي ، ما الذي فاجأك أكثر؟
-كنت دائمًا متشككة في إدارة ترامب ، لكنني لم أتخيل قط تخريبًا متعمدًا من قبل رئيس الولايات المتحدة. لقد شاركت في فيلم Contagion) )، وعندما كنا نقوم بالعصف الذهني ونتخيل احتمالات الحبكة ، لم نتخيل أبدًا أن أسوأ أداء سيأتي من الولايات المتحدة الأمريكية. لم نتخيل أبدًا أنه سيكون هناك رئيس لا يريد السيطرة على الوباء. كان من الممكن أن يكون ذلك بمثابة تحريف مؤامرة لم يدعمه حتى المجانين في هوليوود.
ما الذي تبحثين عنه بعد ذلك؟ ما الذي يقلقك؟
-أنا أنظر إلى المتغيرات وأتابعها عن كثب ، وأنا قلقة للغاية بشأن البرازيل.اذ يمكن أن يكون لديهم وباء يمتد إلى العام المقبل. أعني ، قد يكون هذا كارثيًا ، وقد خرجت سلالتان متحولة على الأقل من البرازيل حتى الآن. ويمكن أن يكون ذلك مؤشرا لتطور هذا الفيروس.
*لقد رأينا بعض البلدان تتحرك بسرعة كبيرة في تطعيم سكانها.كالمملكة المتحدة ، هل هناك شيء يمكن تعلمه من هذا ؟
- حسنا ،هناك شيئين كبيرين هناك. أولاً ، قاموا بتطعيم نسبة أكبر من مواطنيهم مقارنة بالدول الأخرى. كما يمكننا أن ننظر إليهم لمعرفة ما إذا كان التطعيم يؤدي إلى انخفاض في انتقال العدوى.وهذه النقطة غابت عن الكثير من الناس. جزء من الاندفاع للحصول على هذه اللقاحات هو أن الدراسات لم تكن مصممة لاختبار ما إذا كان اللقاح قد نجح في منع انتقال العدوى أم لا ؛ كان سيتطلب سنة أو سنتين أخرى من الدراسة.لذلك عندما يقولون فعالية بنسبة 95 في المائة ، فإنهم لا يتحدثون عن الحماية بل التقدم إلى مرض خطير.لذلك ، نحن نعلم أن اللقاحات جيدة حقًا في حماية الفرد ، لكننا لا نعرف حتى الآن ما إذا كانت جيدة في حماية المجتمعات.