TOP

جريدة المدى > ترجمة > هل ينبغي إعطاء لقاح كورونا للأطفال؟

هل ينبغي إعطاء لقاح كورونا للأطفال؟

نشر في: 22 مايو, 2021: 10:03 م

إن تطعيم الأطفال هو إجراء اعتيادي ومقبول على نطاق واسع ضد أمراض الحصبة والنكاف وشلل الأطفال والدفتيريا وأنواع متعددة من التهابات السحايا والسعال الديكي.. والقائمة تطول.

 وعملية التطعيم تبدأ من عمر لا يتجاوز بضعة أسابيع.

إذاً، ماذا عن مرض كوفيد-19؟

بدأت بعض الدول بفعل ذلك- فالولايات المتحدة قامت بالفعل بتطعيم حوالي 600 ألف طفل، تتراوح أعمارهم بين 12 و15 سنة. وهي تتوقع أن يكون لديها بيانات كافية حول السلامة لتطعيم الأطفال الأصغر سناً العام المقبل

أما المملكة المتحدة فتسرع من عملها في تطعيم البالغين- الذين ينبغي أن يكونوا جميعاً قد حصلوا على الجرعة الأولى من اللقاح بحلول نهاية تموز المقبل- لكن لا يزال عليها أن تتخذ قراراً بخصوص تطعيم الأطفال.

هناك سؤال علمي يطرح نفسه هنا- هل سيؤدي تطعيم الأطفال إلى إنقاذ أرواح الناس؟- وهو سؤال معقد حيث أن الإجابة قد تختلف من بلد لآخر، كما أن هناك بعداً أخلاقياً إذا كانت الجرعات المخصصة للأطفال من شأنها أن تنقذ المزيد من الأرواح إذا ما أعطيت للعاملين في المجال الصحي ولكبار السن الضعفاء في دول أخرى.

وقال البروفيسور آدم فين، عضو اللجنة المشتركة حول التطعيم والتحصين في المملكة المتحدة: “من حسن الحظ أن أحد الأشياء الجيدة القليلة بشأن هذا الوباء هو أن الأطفال نادراً ما يتأثرون بشكل خطير بهذه الإصابة».

إن الإصابة لدى الأطفال دائماً تقريباً ما تكون خفيفة أو بدون أعراض ظاهرة، وذلك في اختلاف واضح عن الفئات العمرية الأكبر الذين منحوا الأولوية في حملات التطعيم.

وتقدر دراسة أجريت في سبع دول، ونشرت في مجلة لانسيت الطبية، أن أقل من طفلين من بين كل مليون طفل توفوا بسبب الإصابة بمرض كوفيد-19 خلال الوباء.

وحتى الأطفال الذين يعانون من مشاكل صحية من شأنها أن تزيد من مخاطر الإصابة بكوفيد، لا يتم تطعيمهم في المملكة المتحدة في الوقت الراهن، والتوصية بالتطعيم محصورة فقط بأولئك الأطفال “المعرضين بشكل كبير جداً للإصابة بالمرض وبنتائج خطيرة”- والتي من الممكن أن تشمل أطفالاً أكبر سناً يعانون من إعاقات شديدة ويقيمون في دور الرعاية.

وتعتبر اللقاحات آمنة بصورة كبيرة، لكن المخاطر والفائدة لا تزالان يتعين موازنتهما بعناية. وهذا النهج مستخدم بالفعل بالنسبة للانفلونزا، فالأطفال في بريطانيا الذين تتراوح أعمارهم بين عامين إلى 12 عاماً يتم إعطاؤهم بخاخ الأنف كل عام، بهدف حماية أجدادهم.

يقول أحد الآراء إن فعل الشيء نفسه مع لقاحات كوفيد من شأنه أن يساعد في المساهمة بتحقيق مناعة القطيع-وهي النقطة التي يصارع عندها الفايروس للانتشار، لأن عدداً كبيراً من الناس يتمتع بالحماية. وتبدو لقاحات كوفيد فعالة في تعطيل انتشار الفايروس، فجرعة واحدة فقط كفيلة بتخفيض احتمال الإصابة بالفايروس إلى النصف على الأقل، وحتى أولئك الذين يصابون بالفايروس ينخفض احتمال نقلهم للعدوى إلى أشخاص آخرين إلى النصف. ولا يبدو أن الأطفال هم ناشرون كبار لفايروس كورونا، لكن المراهقين الأكبر سناً يمكنهم مع ذلك أن يلعبوا دوراً في نشر الفايروس.

وقال الدكتور آدم كوتشارسكي، من مدرسة لندن للصحة والطب الاستوائي: “هنالك دليل بالتأكيد على إمكانية انتقال العدوى في المراهقين الذين يدرسون في المرحلة الثانوية، وبالتالي فإن التطعيم قد يكون له تأثير على انتقال العدوى بشكل عام».

ولكن ليس هناك إجابة شاملة حول ما إذا كان الأمر يستحق الجهد.

ويمضي برنامج التطعيم في المملكة المتحدة قدماً وكانت هناك حالات تفشٍ واسعة للمرض تركت إرثاً من الحصانة يمكنها أن تلعب دوراً هي الأخرى.

غير أن أكثر من رُبع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و 17 عاماً في إنجلترا لديهم أجسام مضادة لفايروس كورونا في دمهم، على الرغم أن أياً منهم لم يحصل على التطعيم.

وبالتالي، فإن المملكة المتحدة ودولاً مماثلة قد تجد أن لديها مناعة كافية لوقف انتشار الفايروس بدون تطعيم الأطفال.

وقال الدكتور كوتشارسكي: “إنه وضع مختلف تماماً بالنسبة للدول التي لم تشهد موجات انتشار كثيرة، والتي لا تحصل على تغطية عالية للتطعيم لدى البالغين، وبالتالي فإن من الصعب جداً الحصول على المناعة بدون تطعيم الفئات العمرية الأصغر أيضاً».

وتعتبر أستراليا واحدة من الدول التي تعاني من تردد لدى المواطنين في أخذ اللقاح ونجحت، إلى جانب أماكن مثل نيوزيلندا وتايوان، في احتواء الفايروس بشكل جيد.

هل الأمر مقبول أخلاقياً؟

أحد الأشياء التي ينبغي أن تضعها في ذهنك هو من سُيحرم من اللقاح إذا أعطي لطفل بدلاً من ذلك؟

تقول منظمة الصحة العالمية إنه يتعين على الدول الغنية أن تؤجل خططها لتطعيم الأطفال، وتتبرع باللقاحات إلى بقية دول العالم. وقال البروفيسور أندرو بولارد، الذي أشرف على تجارب سريرية للقاح أكسفورد- أسترازينيكا، إنه «من الخطأ أخلاقياً» إعطاء الأولوية للأطفال.

وقالت البروفيسورة إليانور رايلي، وهي عالمة متخصصة في المناعة في جامعة إدنبرة إن “هنالك سبباً منطقياً لذلك، ولو كانت هناك إمدادات غير محدودة من اللقاح لكان بإمكاننا الاستمرار في تطعيم من هم فوق عمر 12 عاماً، لكن هذا الأمر غير متوفر».

وأضافت قائلة: “في النهاية هو قرار سياسي فيما إذا كنا سنعطي الأولوية لأطفالنا على حساب الأشخاص البالغين الذين يموتون بأعداد كبيرة في أماكن أخرى من العالم».

عن: BBC

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

ماهي خارطة طريق المعارضة التركية للخلاص من إرث أردوغان؟
ترجمة

ماهي خارطة طريق المعارضة التركية للخلاص من إرث أردوغان؟

 ترجمة / المدى يريد تحالف المعارضة التركي متعدد الاتجاهات، الخلاص من إرث الرئيس رجب طيب أردوغان الذي يمتد لأكثر من عقدين من الحكم المركزي للغاية والمحافظ دينيا.إنهاء دولة الرجل الواحد ينظر إلى صورة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram