علاء المفرجي
فالمخرج قاسم حول أخرج أول أفلامه (النهر البارد) وهو من إنتاج الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، بعد وقتٍ قصير على إخراج مصطفى أبو علي أول أفلام سينما الثورة في الأردن بعنوان (بالروح والدم). بعد أن غادر العراق بسبب مضايقات النظام الديكتاتوري الجديد، ليذهب الى بيروت، وهناك سنحت له الفرصة للتعرف على الروائي والكاتب الفلسطيني الراحل غسان كنفاني الذي نصحه بالبقاء والالتحاق بالثورة والتأسيس لقسم السينما. حيث أنتج وأخرج عدداً من الأفلام التسجيلية والروائية.
وقد وجد حول في الافلام التسجيلية التي كان أحد مؤسسيها في الثورة الفلسطينية، المعبر الافضل عن الاضطهاد والتهجير الذي يمر به الشعب الفلسطيني، حيث يرى حول انها «تفوق بأهميتها «أحيانا» السينما الروائية إذا ما استوفت شروط ومفردات لغة التعبير السينمائية، ويشعر بالأسف، لأن نظرة العديد من المخرجين وصناع الأفلام إلى السينما التسجيلية باعتبارها أقل شأناً من الفيلم الروائي، ويظن البعض أن السينما التسجيلية تقترب مما يعرض في التلفزة وخاصة العربية، على الرغم من أن للفيلم التسجيلي كما للروائي فكرة وبنية درامية. في المقابل هنالك مخرجون يرفضون أساساً الاعتراف بالفيلم الروائي مثل المخرج الروسي ديزيغا فيرتوف، الذي يعتبر أن الفيلم التسجيلي فقط هو السينمائي.»
في فيلم (النهر البارد) وهو أول فيلم تسجيلي تنتجه سينما الثورة في بيروت تناول قاسم حول الحياة الاجتماعية للاجئين الفلسطينيين، وعلاقة النساء بالنهر حيث كن يحملن الملابس وأواني الطبخ لغسلها في مياه النهر. وقد شارك هذا الفيلم في مهرجان لايبزغ في المانيا الديمقراطية قبل توحدها عام 1972 وقد اصرّ حينها على رفع العلم الفلسطيني رغم معارضة إدارة المهرجان.
أخرج اول فيلم روائي فلسطيني عام 1982 هو (عائد الى حيفا) عن رواية غسان كنفان والتي يدور الجزء الأهم من أحداثها في مكان مغلق؛ بيتهما المُحتل، وزمن محدد؛ اللقاء ما بين الأب والأم وابنهما «خلدون»، الذي تركاه إبّان النكبة 1948، وعادا بُعيد النكسة 1967، ليجدا نفسيهما أمام شاب يافع «دوف»، الذي أصبح جندياً في الجيش الإسرائيلي، لديه المبررات النفسية والاجتماعية ليكون الإسرائيلي الذي اصبحه، لكنه قبل ذلك اخرج حول فيلما قصيرا يوثق لحظان استشهاد كنفاني عام 1972 بعنوان (الكلمة البندقية)..
وأخرج إضافة الى ذلك عددا من الأفلام عن فلسطين منها: (نحن نزرع وردا) و(لن تسكت البنادق) و( حياة جديدة) و( بيوتنا الصغيرة) ( لبنان تل الزعتر) و( المجزرة صبرا وشاتيلا).
أما المخرج قيس الزبيدي فقد عمل أفلاما عن فلسطين أولاً في سوريا من خلال التلفزيون السوري، وفي مؤسسة السينما في دمشق، وأخرج عددا منها والتي كان موضوعها القضية الفلسطينية، بداها بفيلم ( نداء الأرض)، ، ليساهم بعد ذلك فنياً في مونتاج فيلم «أكليل الشوك» للمخرج السوري نبيل المالح، وكذلك بالسيناريو والتصوير والمونتاج في ثلاثية «رجال تحت الشمس» والذي اعتمد ثلاثة أفلام روائية قصيرة شكّلت تنويعاً على موضوع القضية الفلسطينية، وكذلك فيلمه “بعيدا عن الوطن”. حيث لجلأ فيه الى الطفل الفلسطيني كمادة في معالجة سينمائية والتعبير عن المأساة في أوضاع المخيم.
وقدم الزبيدي فيلم “الزيارة” وهو روائي شاعري قصير مستوحى من ديوان شعر المقاومة، جمع فيه فنيا عناصر تنتمي إلى الرسم والشعر والموسيقى الشرقية والغربية والفوتوغراف في وحدة فنية. ثم قدم فيلم “شهادة الأطفال الفلسطينيين في زمن الحرب” عن حلم الاطفال في مخيم البقعة في يصبحوا فدائيين.
جميع التعليقات 1
Anonymous
الموضوع رائع ومدهش وغير مطروق..اتابع كتاباتك التي من خلالها ابحث عن الفلم الجديد على ضوء نقدك..